أفغانستان: مقتل العشرات في سلسلة انفجارات قتل 54 شخصا وجرح 15 في سلسة انفجارات وقعت في عدة مدن أفغانية. ألغى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي زيارة كانت مقررة لبريطانيا في أعقاب تفجيرات الثلاثاء التي استهدفت تجمعات شيعية في كابول ومزار الشريف أثناء إحياء ذكرى عاشوراء وأسفرت عن مقتل 58 شخصا وإصابة أكثر من 160 آخرين. وأدان كرزاي الهجوم واتهم حركة طالبان بتنفيذه قائلا إنها المرة الأولى التي تشهد فيه هذه المناسبة وقوع هجوم إرهابي على حد تعبيره. وكان كرزاي يعتزم اجراء محادثات في بريطانيا مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بعد مشاركته في مؤتمر عقد في بون في ألمانيا حول مستقبل بلاده بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي المقرر عام 2014. ووقع أحد الانفجارات في العاصمة كابول في مركز المدينة بالقرب من ضريح "أبو فضل"، وهو ضريح مقدس لدى الشيعة، حيث تجمع المئات لإحياء يوم عاشوراء ومقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب. وقال أحد المسؤولين الأمنيين لوكالة أنباء فرانس برس إن انتحاريا فجر نفسه بالقرب من مدخل الضريح وسطح حشد من الرجال والنساء والأطفال. وسمعت أصوات أبواق سيارات الإسعاف التي كانت تنقل الجرحى في أنحاء المدينة. وأكد مراسل بي بي سي في كابول ان نساء وأطفالا كانوا بين الضحايا. وقال محمود خان خادم الضريح إن الانفجار وقع خارج ساحة تجمع فيها العشرات. لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث وطالبان تدين الهجوم وشوهدت الجثث تنقل في صناديق العربات بينما نقل الجرحى برفقة أقربائهم وأصدقائهم. وقال مصطفى وهو بائع كان ينقل الأطعمة إلى الضريح حين وقع الانفجار أن مجموعة من مئة شخص كانت تدخل باحة الضريح حين وقع الانفجار، وان الانتحاري كان يقف في آخر الصف حين فجر نفسه. يذكر أن إحياء المناسبات الشيعية كان محظورا إبان حكم طالبان. ويمثل الشيعة 20 في المئة من تعداد سكان افغانستان. وفي مدينة مزار شريف كبرى مدن شمال افغانستان انفجرت دراجة مفخخة، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص. ووقع الانفجار قرب مزار هام في المدينة مقدس لدى المسلمين شيعة وسنة، بينما كان رتل من عربات يستقلها شيعة يمر بالمكان. وفي قندهار انفجرت دراجة نارية مفخخة مما أدى إلى جرح ثلاثة مدنيين حسب ما صرح به متحدث باسم حاكم إقليم قندهار. طالبان تدين يذكر أن لأفغانستان تاريخا من التوتر والعنف الطائفي بين السنة والشيعة، لكن الهجمات ذات الطابع الطائفي انحسرت منذ سقوط طالبان. وادانت حركة طالبان في بيان أصدرته الهجمات وحملت ما وصفت ب "العدو الغازي" مسؤوليتها، ووصف الهجمات بأنها "لا إنسانية" و "منافية للتعاليم الإسلامية". ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجمات. ووقع آخر هجوم في عاشوراء عام 2006 في مدينة هيرات، حيث قتل خمسة أشخاص وجرح أكثر من 50 في ذلك الهجوم. يذكر أن عاشوراء هي كبرى المناسبات الدينية الشيعية، حيث تكون التجمعات التي يشارك فيها الكثيرون مكشوفة أمام من يريد استهدافها. وفي باكستان المجاورة ازدادت مظاهر العنف الطائفي مؤخرا وذلك منذ أن توطدت العلاقات بين التنظيمات السنية وكل من القاعدة وطالبان باكستان بعد أن انضمت باكستان الى الحلف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لما تسميه "مكافحة الإرهاب".