اجراءات امنية مشددة في محيط اجتماع لويا جيركا قال الرئيس الافغاني حامد كرزاي، امام اجتماع "لويا جيركا" لوجهاء وزعماء القبائل الافغان، ان الاتفاق الامني مع الولاياتالمتحدة يصب في مصلحة البلدين. وجاء خطاب كرزاي في اجتماع اللويا جيركا، الذي يعقد على مدى اربعة ايام في العاصمة كابول، ويشارك فيه نحو ألفين من الوجهاء والزعماء، وسط اجراءات امن مشددة. واكد الرئيس كرزاي على ان اي اتفاق مع الولاياتالمتحدة لن يكون مجديا الا اذا احترمت فيه السيادة الافغانية. وقد هددت حركة طالبان بمهاجمة الاجتماع، محذرة من ان شخص يحضره سيكون هدفا لها. وكانت طالبان قد قالت الاثنين انها حصلت على الخطة الامنية التي وضعتها الحكومة لحماية اجتماع اللويا جيركا. وفي نفس اليوم قتل انتحاري اثناء محاولته الهجوم على موقع الاجتماع في كابول. وخاطب كرزاي الاجتماع صباح الاربعاء بالقول ان الافغان يريدون ان تكون علاقتهم مع الولاياتالمتحدة علاقة بين بلدين مستقلين. وقال: "نريد ان تكون لنا علاقات شراكة قوية مع الولاياتالمتحدة، لكن بشروط"، مضيفا انه يريد ان تنتهي الغارات الليلية. واسلوب الغارات الليلية تتبعه قوات حلف الاطلسي (الناتو) حيث تقتحم منازل مدنيين ليلا يعتقد ان فيها مشتبه بهم من المسلحين، ويريد ايضا وقف اعتقال المواطنين الافغان. استحدثت نقاط تفتيش كثيرة حول مقر الاجتماع في كابول وقال: "لا نريد ان تكون هناك منظومات متوازية تعمل الى جانب حكومتنا" قواعد عسكرية ويناقش الرئيس الافغاني جهود المصالحة مع طالبان، بعد نحو عشرة اعوام من الحرب، الى جانب العلاقات بين افغانستانوالولاياتالمتحدة، مع زعماء القبائل ووجهاء البلاد. وقال كرزاي ان هناك امكانية في بقاء بعض القوات الامريكية في افغانستان بعد الانسحاب الكامل من بلاده في عام 2014. واضاف: "اذا ارادوا قواعد عسكرية سنسمح لهم. انها ستكون مفيدة لنا، وقواتنا ستحصل على التدريب". واوضح انه سيعلن قريبا عن قائمة الدفعة الثانية من المناطق التي ستتسلمها حكومته من قوات الناتو. وتقول مراسلة بي بي سي في كابول اورلا غورين ان مناطق النفوذ القوية السابقة لطالبان في جنوبي البلاد، ستكون ضمن تلك المناطق. وكان مسؤولون افغان قد ذكروا قبل ذلك ان 17 منطقة ستكون في القائمة المقترحة. ويقول مراسلون ان الوجود الامني المكثف لحماية هذه المحادثات يعيد الى الاذهان الخطر المستمر الذي يشكله المسلحون حتى داخل العاصمة. وكانت طالبان قد نشرت الاثنين ما قالت انها خطة امنية حكومية لحماية اجتماع اللويا جيركا. ويقول مراسل بي بي سي في كابول بلال سرواري ان الطرق المؤدية الى اجتماع اللويا جيركا مقفلة وفرض حولها طوق امني، حيث تكثر نقاط التفتيش على نحو استثنائي. ويضيف مراسلنا انه تم تفتيش البيوت الموجودة في محيط منطقة الاجتماع، كما نشر الآلاف من عناصر الامن والشرطة بالملابس المدنية يعملون الى جانب دوريات الشرطة والاستخبارات. الناطق باسم الخارجية الامريكية "نحن نريد اتفاقية تصب في مصلحة البلدين، والاحسن ان نتوصل الى اتفاق صحيح افضل من الاستعجال." كما نشرت قوات اضافية في ضواحي كابول، ولم يعد بمقدور احد الدخول الى المدينة بدون اظهار بطاقات الهوية. تفويض ويقول دبلوماسيون في كابول ان كرزاي سيحاول خلال ايام الاجتماع الاربعة الحصول على تفويض قوي من الوفود المشاركة للاستمرار في صياغة اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، المثيرة للجدل، مع الولاياتالمتحدة، والتي ستحدد طبيعة العلاقة الافغانية الامريكية بعد عام 2014. الا ان منتقدي الاجتماع يقولون انه بدون وجود اتفاقية تكون موضع نقاش، يصبح هذا الاجتماع بلا جدوى. لكن المسؤولين الافغان يقولون ان القرارات التي تتخذ في هذا الاجتماع ليست ملزمة قانونيا، وان البرلمان الافغاني وحده صاحب الكلمة الفصل في هذا الامر. يذكر ان للامريكيين قوة من نحو 100 ألف عسكري في افغاستان تعمل من دون اتفاقية ثنائية تنظم عملياتهم وتصرفاتهم. الا ان مجلس اللويا جيركا سيوفر للرئيس الافغاني فرصة للتفاوض حول اتفاقية الشراكة، التي تتضمن بقاء بعض القوات في البلاد لعشر سنوات اخرى، على الرغم من معارضة بعض الافغان، وبعض الامريكيين المتخوفين من الحرب في افغانستان. وفي واشنطن قال الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك تونر ان النقاشات ما زالت مستمرة مع الحكومة الافغانية. واضاف: "نحن نريد اتفاقية تصب في مصلحة البلدين، والاحسن ان نتوصل الى اتفاق صحيح افضل من الاستعجال".