كابول (رويترز) - قال الرئيس الافغاني حامد كرزاي يوم الاربعاء ان أفغانستان تريد أن يوافق حلف شمال الاطلسي والولاياتالمتحدة أولا على وقف المداهمات الليلية لمنازل الافغان كشرط مسبق لتوقيع كابول على شراكة استراتيجية مع واشنطن. والمداهمات الليلية التي تقول القوات الاجنبية انها من أكثر أسلحتها فعالية في مواجهة المتشددين سبب كبير للتوتر بين كرزاي وداعميه في الغرب. وقال الرئيس الافغاني مرارا انه يريد وقفها.
وقال كرزاي في أول أيام اجتماع المجلس الاعلى للقبائل (لويا جيركا) الذي شارك فيه ألفان من الساسة وقادة المجتمع في العاصمة كابول "نريد شراكة استراتيجية لكن بشروط محددة.. نزاهتنا الوطنية بدون مداهمات ليلية ولا تفتيش للمنازل."
وستحكم اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي مازالت رهن المناقشة بين كابولوواشنطن الدور الذي ستلعبه الولاياتالمتحدة في أفغانستان بعد الموعد النهائي لخروج القوات الاجنبية القتالية من البلاد في نهاية عام 2014 .
وذكر كرزاي أن أفغانستان تتفاوض أيضا حول اتفاقيات مماثلة مع بريطانيا وفرنسا وأستراليا والاتحاد الاوروبي.
وكان تقرير أصدرته في سبتمبر أيلول جماعات معنية بالابحاث الاجتماعية قال ان كثرة المداهمات الليلية والالتباس الذي يسببه الظلام يعني أنها كثيرا ما تمثل خطرا على المدنيين.
وشددت القواعد الخاصة بالمداهمات الليلية التي تستخدم لاستهداف مقاتلين يختبئون بين السكان الافغان وكذلك قواعد الغارت الجوية على مدى العامين المنصرمين لكنها مازالت تسبب استياء كبيرا بين الافغان.
وتستمر اجتماعات لويا جيركا أربعة أيام وهو مجلس استشاري لا تشريعي لكنها تناقش أكثر القضايا حساسية في أفغانستان منها حجم الوجود العسكري الامريكي بعد عام 2014 ومبدأ اجراء محادثات سلام مع حركة طالبان.
وقال كرزاي مشيرا للامريكيين "يريدون منشات عسكرية وسنعطيها لكم. انها من مصلحتنا الوطنية وستجلب المزيد من الاموال والتدريب لجنودنا."
ورفضت طالبان التي تقول انها لن تبدأ محادثات سلام حتى ترحل القوات الاجنبية كلها عن أفغانستان الاجتماع ورأت فيه حيلة للموافقة على ما تعتبره تدخلا أجنبيا.
وحاولت طالبان بالفعل اعاقة الاجتماع على الرغم من الاجراءات الامنية المشددة في كابول.
وقتلت قوات أمن بالرصاص انتحاريا يوم الاثنين قبل أن يفجر نفسه بالقرب من موقع اجتماع الجيركا.
وأعاق المتشددون في يونيو حزيران من العام الماضي بدء "جيركا السلام" وأطلقوا صواريخ على الخيمة التي عقد فيها الاجتماع في غرب العاصمة الافغانية لكن لم يصب أحد.
وعلى الرغم من وجود أكثر من 130 ألف جندي أجنبي في أفغانستان قالت الاممالمتحدة ان العنف وصل الى أسوأ مستوياته منذ الاطاحة بحكومة طالبان في حرب شنتها قوات بقيادة أمريكية عام 2001 .
وتقول قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي ان الاونة الاخيرة شهدت انخفاضا في عدد الهجمات التي يشنها المقاتلون لكن البيانات لا تشمل الهجمات التي تقتل مدنيين فقط والهجمات على قوات الامن الافغانية التي تعمل بشكل منفرد بعيدا عن القوات الاجنبية.