الحركة الشعبية تخوض حربا في الولاية منذ اشهر اعلن الجيش السوداني انه تمكن مساء الخميس من السيطرة على مدينة الكرمك، اكبر معاقل لمتمردي الحركة الشعبية-شمال السودان في ولاية النيل الازرق التي تشهد مواجهات بين قوات الخرطوم والمتمردين. وذكر الموقع الخاص بوزارة الدفاع السودانية على الانترنت "بحمد الله وتوفيقه دخلت قواتنا المسلحة مدينة الكرمك الباسلة ..... وتقوم الان بعمليات تمشيط واسعة في المدينة". من جانبه قال المتحدث باسم الحركة الشعبية في النيل الازرق سليمان عثمان في اتصال هاتفي مع فرانس برس "قبل عشر دقائق سمعت ان الجيش السوداني دخل الكرمك". واضاف "حتى امس الاربعاء كان القتال يجري في الكرمك ولكن المدينة منذ الامس خالية من قوات الحركة الشعبية كما ان السيطرة على الكرمك ليست نهاية الحرب وستواصل الحركة الشعبية القتال". ومدينة الكرمك هي المعقل الرئيسي للمتمردين في ولاية النيل الازرق واتخذها زعيم المتمردين مالك عقار مركزا لقيادته عقب اندلاع المواجهات في النيل الازرق مع القوات الحكومية السودانية في ايلول/سبتمبر الماضي. وتقع الكرمك على الحدود السودانية الاثيوبية، وخلال الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب بين العامين 1983 و2005 تبادل المتمردون الجنوبيون والقوات الحكومية السيطرة عليها مرارا. وعند توقيع اتفاق السلام الشامل بين الحكومة ومتمردي الجنوب كانت الحركة الشعبية تسيطر على الكرمك وظلت قواتها موجودة في المدينة حتى اعلان استقلال جنوب السودان في تموز/يوليو 2011. ولاية حدودية وولاية النيل الازرق التي تدور فيها المواجهات بين القوات الحكومية السودانية ومتمردي الحركة الشعبية-شمال السودان منذ ايلول/سبتمبر الفائت تقع على الحدود بين السودان ودولة جنوب السودان. وقاتل سكان النيل الازرق الاصليون من قبائل الانقسنا اثناء الحرب الاهلية مع الجنوب ضد الشمال رغم انتمائهم الى شمال السودان. وتقع ولايتا النيل الازرق وجنوب كردفان الى شمال خط الحدود الدولية الجديد بين البلدين غير انهما تضمان اعدادا ضخمة من المؤيدين للحركة الشعبية. وقد اندلعت الاشتباكات بين الجيش ومقاتلي الحركة الشعبية من ابناء منطقة النوبة في ولاية جنوب كردفان منذ شهر حزيران/يونيو الماضي ما ادى الى تشريد نحو 700 الف شخص ومقتل عدد كبير. وتقول الأممالمتحدة ان عشرات الالاف فروا من العنف في الولاية التي تقع على حدود الجنوب ويقع فيها معظم الاحتياطي النفطي للسودان.