انتهت ليلة الجمعة الماضية الحملة الانتخابية لاختيار أعضاء المجلس التأسيسي الوطني في تونس، إذ بدأ الاقتراع في الخارج يوم الخميس الماضي وتجري في عموم البلاد يوم الأحد الموافق 23 أكتوبر الجاري. وسيكون عدد الناخبين المحتملين يوم الأحد، في حدود 3 ملايين و100 ألف ناخب، سيختارون 240 مقعدا من بين 1521 قائمة مشاركة يترأسها 94% من الرجال، وتتضمن هذه القائمات 11686 مترشحا. ومن خلال تصريحات لعدد من المراقبين في الداخل والخارج، فان الحملة وبرغم أهمية الرهان أو الاستحقاق – الذي يأتي بعد أول ثورة عربية – سواء في تونس أو في محيطها العربي والإقليمي، فإنها تميزت ب "البرودة" بسبب القوانين المنظمة للعملية، والتي تحجر الدعاية في الشوارع والساحات العامة، غير أنها عرفت "حيوية" في الفضاء الافتراضي وخصوصا موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك. جدل حول تصريحات الغنوشي كما أنها عرفت جدلا إعلاميا وسياسيا خلال اليومين الأخيرين، على خلفية تصريحات راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية. والتي قال فيها " بأن التونسيين الذين أطاحوا بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، مستعدون للنزول إلى الشارع والانتفاض من جديد، إذا تم تزوير الانتخابات"، وأشار إلى أن "هناك احتمالا بأن يتم التلاعب بنتائج الانتخابات، لكن حتى الآن العملية تتم بشكل معقول". وقد اعتبرت هذه التصريحات "بمثابة تشويش على الانتخابات"، و"أنها لا تستند إلى معطيات" و"أنها تضمنت تهديدات تزيد من تخويف التونسيين من التيار الإسلامي" مثلما صرح بذلك نجيب الشابي زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي. وحذر الوزير الأول التونسي السبسي في إطلالة تلفزيونية من "سعي بعض الأطراف التونسية إلى افشال الانتخابات". وقال "إن الحكومة مسيطرة على الوضع وستضع حدا للمتجاوزين". ودعا التونسيين إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، وأشار إلى أنها "ستدور في ظروف مؤمنة، بما يشجعهم على الإقبال والمشاركة في الاقتراع". مخاوف من امكانية فوز الإسلاميين وتجدر الإشارة إلى ان أغلبية عمليات سبر الآراء التي أجريت أعطت تقدما واضحا للإسلاميين، كما أشارت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير أعدته منذ يومين، إلى "أن هناك توقعات واسعة بفوز حزب النهضة الإسلامي في انتخابات المجلس التأسيسي الذي سيعيد كتابة الدستور". وقالت الصحيفة "إن العلمانيين في تونس يشعرون بالقلق تجاه الانتخابات، لأن فوز النهضة سوف يهدد المكاسب التقدمية وخاصة في مجال حقوق المرأة". وأضافت " إن كثيرا من النقاد يشعرون بالقلق أيضا من الديمقراطية في تونس، لأنها ستكون بمثابة أداة للإسلاميين لتقديم نوع اخر من التعصب". وكان الغنوشي رئيس النهضة قد أعلن وبكل "جرأة" 'أن حزب النهضة سيفوز بالأغلبية في الانتخابات". كما اعتبر رئيس الحركة أن نجاح انتخابات المجلس الوطني التأسيسي هو نجاح للثورة التونسية، ومحطة هامة على درب البناء الفعلي للديمقراطية، مشيرا إلى أن حزبه سيقبل بنتائج الانتخابات وسيتعاون مع الفائزين مثلما طالب كافة الأطراف السياسية التعاون معها في صورة فوزها بأكبر عدد من الأصوات. 35 مليون دولار تكلفة الانتخابات وقد تطلبت طباعة الأوراق الانتخابية توفير 87 طنا من الورق، وستتضمن كل ورقة انتخابية قائمة تحتوي على جميع القائمات المتنافسة في كل دائرة انتخابية "مما سييسر على الناخب مهمة الاقتراع حيث لن يكون ملزما داخل الخلوة إلا بالتأشير على القائمة التي قرر التصويت لها ". وكشف رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات في تونس، أن الميزانية التقديرية لإجراء انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، هي في حدود 40 مليون دينار (حوالي 35 مليون دولار) وأشار الجندوبي الى إن الميزانية المقدرة للانتخابات معقولة جداً، بالنظر الى أهمية الموعد الانتخابي القادم في تحديد مستقبل تونس، فهي تمثل أقل من 1% من ميزانية الدولة، وأن كل ناخب تونسي من مجموع السبعة ملايين ستكون مساهمته في تمويل العملية الانتخابية بكل مراحلها في حدود 3 دولارات.