اطلقت شركة نوبل اينيرجي الأمريكية اعمال التنقيب عن الغاز قبالة جزيرة قبرص كما اعلن مدير خدمات الطاقة في قبرص سولون كاسينيس لوكالة الانباء القبرصية. واوضح كاسينيس ان عمليات التنقيب بدأت مساء الاحد على منصة افروديت في المنطقة الاقتصادية القبرصية الحصرية بالرغم من معارضة تركيا التي لا تعترف بالسلطات القبرصية اليونانية للجزيرة المقسومة وهددت بالقيام من جهتها بعمليات تنقيب خاصة بها. وتأمل شركة "نوبل اينرجي" التي يوجد مقرها في تكساس في ايجاد "كميات كبرى" من الغاز في تلك المنطقة لكن تركيا تعهدت باتخاذ اجراءات مضادة. من جهتها قالت المفوضية الاوروبية يوم الاثنين ان على تركيا وقبرص اظهار ضبط النفس. وقالت متحدثة باسم كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي إن الاتحاد "يدعو كل الاطراف الى العمل من أجل التوصل الى تسوية شاملة في أسرع وقت ممكن." أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان فقد أعلن أن تركيا قد تبدأ عمليات التنقيب عن النفط والغاز في البحر بالاتفاق مع شمال قبرص. واضاف اردوغان في مؤتمر صحفي قبل سفره الى الولاياتالمتحدة "حاليا نتخذ نحن أيضا هذه الخطوة مع شمال قبرص. وفي وقت قصير للغاية ربما هذا الاسبوع قد يحدث ان نبدأ العمل في هذه المنطقة الاقتصادية الخاصة". وكان وزير الطاقة التركي تانر يلديز قد صرح يوم الاثنين ان تركيا سترد فورا وقال يلديز للصحافيين حسب ما نقلت وكالة الانباء الفرنسية: "اذا احترم الجانب اليوناني البرنامج الزمني الذي اعلنه (لبدء الاستكشاف) سنسمح لانفسنا ايضا ببدء اعمال حفر الاسبوع المقبل". واكد يلديز مجددا ان سفنا حربية تركية سترافق سفن الاستكشاف التي تعمل لحساب تركيا من اجل التنقيب عن حقول للغاز. وكانت تركيا دعت مرات عدة الجمهورية القبرصية الى ارجاء خططها للتنقيب عن الغاز في المياه الى الجنوب من مياهها الاقليمية في القسم الذي مازال خاضعا لسيطرة قبرص. وتعتبر انقرة ان الحكومة القبرصية ليس لديها الحق في ذلك طالما ظلت الجزيرة مقسمة ما يترك القبارصة الاتراك خارج الاتفاق. والجزيرة مقسمة بين شمال تركي وجنوب قبرصي يوناني منذ الغزو التركي لشمال قبرص عام 1974، حيث احتلت القوات التركية الشطر الشمالي ردا على انقلاب في نيقوسيا بدعم من اليونان بهدف توحيد الجزيرة ذات الغالبية اليونانية مع اليونان. وكان نائب رئيس الحكومة التركية بشير اطالاي قال إن بلاده ستجمد علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي في حال منح الاخير رئاسته الدورية لقبرص في العام المقبل. ونقلت وكالة الاناضول التركية للانباء عن اطالاي قوله اثناء زيارة قام بها للجزء التركي من جزيرة قبرص المقسمة: "اذا لم تسفر مفاوضات السلام في قبرص عن نتيجة حاسمة، وقرر الاتحاد الاوروبي منح رئاسته الدورية لقبرص الجنوبية، ستنشب ازمة حقيقية بين تركيا والاتحاد الاوروبي". واضاف اطالاي: "لأننا سنجمد علاقاتنا مع الاتحاد الاوروبي. لقد اتخذنا هذا القرار".