أعلن كمال الجندوبي، الوزير التونس ي لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني، اعتقال نحو 120 متشددا في الأيام الأخيرة بالبلاد. وقال الجندوبي في تصريحات للصحفيين إن قوات الأمن فككت أيضا عدة خلايا إرهاب ية في إطار الاجراءات الجديدة المفروضة عقب الهجوم الذي نفذه جهادي الجمعة الماضي في فندق (إمبريال مرحبا) بمدينة سوسةالتونسية وأسفر عن مقتل 38 سائحا أجنبيا. وذكر أنه صدرت أوامر ضبط وإحضار بحق المعتقلين لاشتباه في تبنيهم أفكار متطرفة. وفيما يتعلق بهجوم الجمعة، الذي يعد الأخطر الذي تتعرض له تونس في تاريخها الحديث، كشف عن اعتقال ثمانية أشخاص في الساعات الاخيرة لصلتهم المحتملة بمنفذ الهجوم سيف الدين رزقي (23 عاما). من ناحية أخرى، افادت مصادر أمنية باعتقال 12 شخصا للتعاون اللوجيستي المحتمل مع القاتل. وأكد الجندوبي أيضا «حشد ألف و370 شرطيا لتعزيز الجهاز الأمني» في المناطق السياحية والشواطئ. وكان رزقي قد هاجم شاطئ فندق «إمبريال مرحبا» بمنطقة مرسى القنطاوي السياحية بمدينة سوسةالتونسية وفتح النار خلال دقائق على السائحين الذين كانوا متواجدين هناك حيث لقي مصرعه في الهجوم عقب إثارة الفزع خلال أكثر من 30 دقيقة. واعترف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن الهجوم كان بمثابة مفاجأة لانهم كانوا مستعدين لهجمات في مواقع أخرى، لكنهم لا يعتقدوا قط أنه قد يحدث في شاطئ. وأثار الهجوم الجديد موجة انتقادات ضد الشرطة والحكومة التونسية سواء بسبب بطء رد عناصر الشرطة أو وقوع هجومين في نحو ثلاثة أشهر يحملان طابعا مماثلا. من ناحية أخرى، أوضح الجندوبي انه تم إحراز تقدم في محاولة فرض السيطرة على نحو 80 مسجدا يقدمون تعاليم متشددة عن الاسلام. ومنعت السلطات الشيخ بشير بن حسن والمتحدث باسم حزب التحرير رضا بلحاج من اعتلاء منابر المساجد. وطالبت السلطات حزب التحرير المعترف به، الذي يدعو لإقامة «دولة الخلافة» وتطبيق الشريعة، لتغيير قانونه الأساسي ليتطابق مع الدستور. وأعلن تنظيم «داعش » مسئوليته عن الهجوم عبر حسابه بشبكة (تويتر) الاجتماعية، وحث أنصاره على شن مزيد من الهجمات خلال شهر رمضان. وكان تنظيم «داعش» قد اعلن عن اقامة الخلافة في سوريا والعراق يونيو من عام 2014. ووقع هجوم تونس عمليا بصورة متزامنة مع آخرين في فرنسا والكويت، بعد أيام من دعوة تنظيم (داعش) أنصاره لشن مزيد من الهجمات خلال شهر رمضان. ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه الذي تشهده تونس خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بعد أن لقي 22 شخصا، بينهم 21 سائحا أجنبيا مصرعهم في 18 مارس الماضي في هجوم استهدف متحف «باردو».