مع تضارب البيانات الصادرة من الحكومة المصرية بشأن سحب السفير من إسرائيل، واصل نحو ألفي متظاهر حصارهم للسفارة الإسرائيلية في القاهرة، صباح السبت، مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، وتنكيس العلم الإسرائيلي. وفي محاولة لحرق العلم الإسرائيلي وإنزاله، أطلق المتظاهرون عشرات "الشماريخ" و"الألعاب النارية" باتجاه العلم أعلى مقر السفارة، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل. فيما نجح المتظاهرون في إسقاط جميع الحواجز الإسمنتية والحديدية المحيطة بالسفارة، إلا أن قوات الجيش والشرطة العسكرية حافظت على تمركزها أمام مدخل المبنى لمنع المتظاهرين من اقتحامه، وعززت تواجدها على كوبري الجامعة، دون أن تقع أي احتكاكات بين الجانبين. كما تسلق بعض المتظاهرين "سقالة" حديدية على واجهة بناية مقابلة لمقر السفارة ورفعوا عليها العلم المصري. وأكد المتظاهرون استمرارهم في اعتصام مفتوح حول مقر السفارة لحين تنفيذ مطالبهم، ردًا على استشهاد ضابط وأربعة جنود مصريين على الحدود برصاص طائرة إسرائيلية، الخميس. وردد مئات المحتجين الغاضبين هتافات: "أول مطلب للجماهير.. قفل سفارة وطرد سفير"، و"الشعب يريد إسقاط كامب ديفيد"، و"يا تطرد السفير.. يا ترحل يا مشير". وكان المتظاهرون قد تناولوا وجبة السحور في أماكنهم وأدوا صلاة الفجر، في مشهد هو الأول من نوعه أمام السفارة التي نجح نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك في إبقائها بمنأى عن الاحتجاجات الشعبية طوال 30 عامًا، وقمع بعنف أي محاولة للتظاهر بالقرب منها.