جاء إضرام الشاب "محمد بوعزيزي" النار في نفسه إلى جانب ما كان يعاني به الشعب التونسي من القمع إلى إنفجار ثورة الشعب التونسي والتي انتهت بالإطاحة بالرئيس السابق "زين العابدين بن علي" لتكون الشعلة التي أنارت للشعوب العربية مصباح الرغبة في التغيير و الإصلاح. فقد تلى تلك الثورة حملة أطلقها شباب مصري على "الفيس بوك" من أجل إقامة ثورة في 25 يناير الماضي من أجل مطالب تهدف إلى الإصلاح والتغيير والتي تطورت بعد ذلك لتطالب بإسقاط النظام المصري وعلى رأسه الرئيس محمد حسني مبارك. ومع ما استطاعت أن تقوم به ثورة 25 يناير المصرية من نجاحات عديدة في تغيير كم كبير من النظام المصري بدأت الشعوب العربية الواحدة بعد الأخرى تطالب بالتغيير أيضاً. وحتي المملكة العربية السعودية بالرغم من أنها تعد من أغني الدول البترولية إلا أن نشطاء سعوديين أطلقوا حملة علي "الفيس بوك" سميت ب "الشعب يريد إصلاح النظام" وذلك على نهج " الشعب يريد إسقاط النظام" إحدي شعارات ثورة 25 يناير. وقد احتوت تلك الحملة السعودية على 12 مطلب رأي مطلقو الحملة أن تحقيق هذه المطالب سيؤدي إلي "تلبية حقوق الشعب السعودي وتطلعاته المشروعة". واختلفت هذه المطالب مابين الرغبة في الإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية وذلك على حسب الترتيب الآتي :- 1-ملكية دستورية تفصل بين الملك والحكم. 2-دستور مكتوب مقر من الشعب يقرر فصل السلطات. 3-الشفافية ومحاسبة الفساد. 4- حكومة في خدمة الشعب. 5-انتخابات تشريعية. 6-حريات عامة واحترام حقوق الإنسان. 7-مؤسسات مجتمع مدني فاعلة. 8-مواطنة كاملة والغاء كافة أشكال التمييز. 9-اقرار حقوق المرأة وعدم التمييز ضدها. 10-قضاء مستقل ونزيه. 11-تنمية متوازية وتوزيع عادل للثورة. 12-معالجة جادة لمشكلة البطالة. وفي سياق متصل شن مفتي عام السعودية "الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ" في خطبة الجمعة أول أمس – التي القاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض – هجوماً على المظاهرات والمسيرات في بعض الدول العربية حيث قال " إن الغاية من تلك الإثارة بعيدة المدي لضرب الأمة في صميمها، وتشتيت شملها واقتصادها وتحويلها من دول كبيرة قوية إلى دول صغيرة متخلفة ". وقد حذر "آل الشيخ" الشباب قائلاً :-"يا شباب الإسلام كونوا حذرين من مكائد الأعداء وعدم الانسياق والانخداع خلف ما يروج لنا والذي يهدف منه الأعداء إلى إضعاف الشعوب والسيطرة وشغالها بالترهات عن مصالحها وقاصدها وغاية أمرها". وكان انتقاده وتحذيره من هذه الإحتجاجات لأنها –حسب رأيه- تفضي إلى سفك الدماء ونشوء حالات سرقة ونهب حيث قال:-"إن من أسباب الفتن والغواية والضلالة إثارة الفتن بين الشعوب والحكام في هذه المظاهرات والمسيرات التي هي من الأمور التي جيء بها لضرب الأمة في صميمها وتشتيت شملها وتقسيمها. إن لها نتائج سيئة وعواقب وخيمة، منها سفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال". "الإعلام الجائر" هذا هو الوصف الذي استخدمه المفتي في تحذيره للشباب من وسائل الإعلام حيث قال محذراً:-" يا شباب الإسلام كونوا على بصيرة من تلك النار التي أوقدت في العديد من البلدان التي لا يعرف ما غايتها ونقلها الإعلام الجائر المدعي بأنه إعلام واقعي بل مخالف للسير على الخط الصحيح، فما ينقله من مقابلات ومشاهدات الهدف منها شحن القلوب وضرب الأمة بعضها ببعض". و أشاد المفتي بنعمة الأمن والعافية وأنها من نعم الله بعد الإسلام حيث أكد:-" متى فقد الأمن ساءت الحياة، والأحوال وتبدلت النعم وحل الخوف محل الأمن والفقر محل الرغد بالعيش، وحلت الفوضى مكان انتظام الكلمة واجتماعها، والظلم والعدوان محل الرحمة". واتخذ المفتي من المملكة العربية السعودية مثالاً واستشهد بها كدليل على الأمن والاستقرار وذلك لأنها تستخدم شريعة الله ودستورها كتاب الله ورسوله حتي أصبحت مثلاً يُضرب في العالم.