شارك اكثر من ربع مليون اسرائيلي في مظاهرات خرجت في تل ابيب وغيرها من المدن للاحتجاج على ارتفاع تكاليف المعيشة، وذلك في اكبر تحدي تواجهه حكومة بنيامين نتنياهو منذ تسلمها السلطة. وتشير الاعداد المتزايدة للمشاركين في هذه المظاهرات التي انطلقت منذ ثلاثة اسابيع الى ان الحركة الشعبية المعارضة لسياسات الحكومة الاقتصادية تزداد زخما بمرور الوقت. ففي تل ابيب، خرج الألوف من الاسرائيليين، معظمهم من الطبقة المتوسطة، في مظاهرة هتفوا فيها "العدالة الاجتماعية للجميع" و"ثورة". وفي القدس، تجمع المتظاهرون امام مسكن رئيس الحكومة. وكانت المظاهرات المنددة بارتفاع تكاليف المعيشة قد انطلقت للمرة الاولى قبل اسابيع ثلاثة، حيث نصب المتظاهرون عددا صغيرا من الخيام في احد احياء تل ابيب الراقية للاحتجاج على ارتفاع تكاليف السكن. وقد تضاعف عدد هذه المخيمات وشملت مدنا اخرى، وأخذ بالمشاركة فيها اسرائيليون آخرون للاحتجاج على طيف واسع من القضايا الاقتصادية. فبينما تحتج الاسر الشابة على ارتفاع تكاليف تعليم ورعاية الصغار، يتظاهر الاطباء ضد تدني اجورهم والمعلمون ضد عقود عملهم التي يقولون إنها مجحفة بحقهم. ويتظاهر الجميع احتجاجا على تدني الاجور وارتفاع اسعار المحروقات والمواد الغذائية. واضطر نتنياهو تحت ضغط الشارع الى الاعلان عن اصلاحات ادارية تضمنت رفع بعض القيود عن تشييد المساكن وعدد من الاعفاءات الضريبية. ولكن هذه القرارات زادت من غضب الشارع، إذ يقول المحتجون إنها لا تفي بالغرض.