أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في عددها الصادر اليوم، الخميس، بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد أفرجت عن 250 وثيقة سرية في 1400 صفحة، تتعلق باتفاقية "كامب ديفيد" التي شارك فيها الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، عام 1979 للتفاوض مع الرئيس الراحل أنور السادات، و رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، مناحم بيجن. وركزت الوثائق على فترة ما بين أوائل يناير 1977 ومارس 1979، كما أظهرت الوثائق تقييم وكالة الاستخبارات المركزية لشخصية كل من السادات وبيجن، ودور مستشار الأمن القومي الأمريكي، زيباجو بريجينسكي، ونصائحه للرئيس كارتر، وأيضا تحليل ردود فعل الدول العربية بعد توقيع الاتفاقية. ويأتي من بين الوثائق محاضر جلسات مجلس الأمن القومي الأمريكي، وملخصات الاجتماعات الرئيسية بين المسؤولين الأمريكيين والمصريين والإسرائيليين. وقُدمت تلك التقارير للرئيس كارتر قبل 13 يومًا من توقيع "إتفاقية كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل، بجانب النصائح التي خرجت بها الوكالة لإنجاح المفاوضات وإشارات إلى مخاطر فشلها. وحملت إحدى الوثائق التي ترجع لعام 1979 عنوان "نتائج البحث والرصد المستمر للقادة المستهدفين"، التي أشارت إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية استخدمت وسائل مراقبة وتنصت على السادات وبيجن. وجاء بإحدى الوثائق عن شخصية بيجن إنه "كان منشغلا دائما بالتفاصيل"، بينما ذكرت عن السادات أنه "كان يريد بشدة أن يظهر كصانع سلام، وكان له شغف كبير للظهور والشهرة"، ووضعته الوثائق تحت عنوان "السادات صاحب جائزة نوبل". وعلق كارتر في محاضرة له بمكتبة جيمي كارتر بأتلانتا، الأربعاء، أن تلك الوثائق ساعدت لتهيئة الأجواء للتفاوض وتحقيق أول معاهدة ما بين الدولة اليهودية وإحدى جاراتها العربية. بينما نفى مسؤولو المخابرات الأمريكية بشكل قاطع التنصت على القادة المصريين والإسرائيليين، موضحين أن الوثائق اعتمدت على توضيح البيانات الشخصية وميول القادة التي تم تجميعها من مسؤولين حكوميين ومن مسؤولين في القطاع الخاص وشخصيات كانت على اتصال شخصي كبير، بالإضافة إلى التقارير السرية. بينما أجلت وزارة الخارجية التعليق على الوئاثق، وقال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الوزارة، بالأمس، الأربعاء، إن الوثائق التي جرى رفع السرية عنها وتتعلق بتفاصيل مفاوضات توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين القاهرة وتل أبيب يتطلب "الاطلاع عليها أولا قبل التعليق".