أكد وزير خارجية قبرص " يوانيس كاسوليديس "، في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية المصري " نبيل فهمي " معه، اليوم الاثنين، بمقر وزارة الخارجية المصرية، على الصداقة التى تربط بين البلدين والشعبين المصري والقبرصي، ومضيفا أن بلاده تابعت كافة التطورات في مصر خلال الفترة الأخيرة. مُشيرًا إلى أن قبرص على ثقة من أن الطريق الذي حدده الشعب المصري من خلال الحكومة الانتقالية وخريطة الطريق سيؤدي في النهاية إلى عملية ديمقراطية تلبي أماني وطموحات الشعب المصرى. وشدد على أن بلاده على استعداد لتقديم كل الدعم لمصر خلال المرحلة المقبلة، مضيفا أن قبرص من أقرب الدول التابعة للاتحاد الأوروبي إلى مصر من خلال سياساتها الإقليمية في إطار من التمسك بهويتها و تقديم قيمة مضافة للسياسية الخارجية للإتحاد الاوروبى. وقال " يوانيس كاسوليديس " أن المباحثات التى أجراها مع وزير الخارجية المصرى تناولت مختلف القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية وكيفية النهوض بهذه العلاقات خلال المرحلة المقبلة . وعن " وكالة أنباء الشرق الأوسط " فقد أكد الوزير أنه سوف يواصل مباحثاته فى مصر مع وزير البترول المصرى لتناول المصالح المشتركة للبلدين بما فى ذلك المنطقة الاقتصادية الخالصة. موضحًا : "خصوصا أن لدينا حدود بحرية مشتركة ويجب علينا العمل معنا لكى نطفو على السطح جميعاً من أجل ازدهار شعوبنا". وقال وزير خارجية قبرص أنه بحث أيضا الوضع فى منطقة الشرق الأوسط بأكمله وخاصة التوترات التى تشهدها المنطقة، مؤكداً أنه اتفق مع نظيره المصرى أن أهم ما فى الأمر احترام القانون الدولي والأممالمتحدة ومقرراتها ونفس الشئ بالنسبة لقبرص وبالنسبة للعديد من القضايا الاخرى. وردا علي سؤال حول إلى أى مدى نجحت الضغوط التركية فى تغيير وجهة نظر الاتحاد الاوروبى حول ما يحدث فى مصر، قال وزير خارجية قبرص أنه لم يتمكن من حضور إجتماع خاص بهذه التشاورات. وردا على سؤال حول استخدام الأراضي القبرصية في ضربه عسكرية ضد سوريا، قال وزير الخارجية القبرصي يوانيس كاسوليديس أنه يريد التأكيد على أن بلاده تلقت تعهدات من الحكومة البريطانية والأمريكية والفرنسية، أنها لن تستخدم على الإطلاق الأراضي القبرصية لشن أى عدوان على سوريا. وأوضح أن هناك قاعده بريطانية موجوده بالقرب من بلاده لكنها خارج سيطرة الحكومة القبرصية، وبغض النظر عن هذه الحالة فإن بلاده ضد استخدام الكيميائية، ولابد أن يتم الأمر من خلال العمل بقرارات من الأممالمتحدة . لافتا إلى أن ولاية الأممالمتحده في موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية هو فقط اثبات إن كانت استخدمت أم لا، وليس تحديد من استخدمها، وحول تعليقه على التصريحات الأخيرة للمسئولين الأتراك، والتي تدخلت فيها في الشأن المصري قال الوزير القبرصي إن الرد على هذا السؤال يضعه في موقف صعب. وفيما يخص الأزمة القبرصية التركية ، أكد الوزير القبرصي أن 37% من مساحات الأراضي القبرصية محتلة من قبل تركيا، وأنهم بصدد حل هذه القضية. مثنيا عل ما قاله وزير الخارجية المصري نبيل فهمي بشأن هذه القضية وحلها من واقع قرارات الأممالمتحدة. ومن ناحية أخرى أكد كاسوليديس أن التعاون في المجال الاقتصادي واستكشافات البترول والغاز في البحر الأبيض المتوسط مستمر من خلال مناقشة عدد من المجالات لصالح شعبي البلدين، خاصة في مجال الطاقة التي سيتم التعاون فيها بشكل مكثف في المرحلة القادمة. وحول ترسيم الحدود الاقتصادية المصرية – الإسرائيلية، قال الوزير القبرصي ان الأمر يتعلق بالبلدين وأن قبرص على استعداد للتعاون لحل أى نزاع. وبشأن ما أثير في الصحافة المصرية حول اجتماع استخباراتي بالقاعدة البريطانية في قبرص والذي يتعلق بتهديد الأمن القومي لمصر، قال وزير خارجية قبرص إن بلاده حاولت التحقق من مصداقية هذه المعلومة التي بدت غير مألوفة، مشيرا إلى أنهم اكتشفوا أن مجموعة الحضور التي وردت في الصحافة المصرية لا يمكن أن تجتمع على أرض قبرصية، خاصة وأنه تم ذكر المخابرات التركية. لافتا إلى أنه لايستطيع أن يأخذ هذا الأمر علي محمل الجد، لاسيما وأن الشعب القبرصي عانى من مثل هذه الشائعات خلال فترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.