أكد الدكتور محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أن مصر تعتبر رُمانة الميزان للمنطقة بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية، والتى لاتستطيع حماية مصالحها في الشرق الأوسط دون المرور من خلال مصر، وبالتالي فإن قرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما بإلغاء المناورات العسكرية مع مصر تعكس توترًا في العلاقات الدفاعية والسياسية بين البلدين. وفي تعليق له اليوم، الخميس، على قرار الرئيس الأمريكي، فإن المناورات أو التدريبات العسكرية المشتركة مع مصر تعتبر أحد المجالات التي تحرص عليها واشنطن، خاصة وأن مصر دولة تتمتع بخصوصية واضحة ترتبط بالموقع الجيواستراتيجي ومكانتها المركزية في المنطقة وانتمائها لمنظومات متعددة الأمن الإقليمي عربيًا وأفريقيًا ومتوسطيًا. وأضاف الزيات، وفقًا لوكالة الأنباء الشرق الأوسط، أن مشكلة الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها لم تنتبه بعد لتطور جديد بدأ يترك تداعياته على العلاقات الثنائية مع مصر وهو دخول الرأي العام المصري في عملية صنع القرار والذي لم يعد يقبل أن تصاحب وترافق المساعدات الأمريكية ضغوطًا سياسية. وأوضح أن التعاون العسكري المصري- الأمريكي والذي بدأ منذ اتفاقيات كامب ديفيد قد ارتبط بوجود مصالح أمريكية سياسية هي الحفاظ على السلام المصري الإسرائيلى وتقديم تسهيلات للمرور الجوي العسكري الأمريكي والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومرور القطع العسكرية الأمريكية في قناة السويس. ولفت إلى أن مصر رفضت المشاركة في المناورات العسكرية مع أمريكا عام 2003 احتجاجًا على غزو العراق ثم عادت وشاركت فيها عام 2005 وعام 2007 ولم تشارك مصر فى هذه المناورات منذ ثلاث سنوات وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية تضغط طوال السنوات الماضية لكي تشارك إسرائيل في هذه المناورات وهو ما كانت ترفضه مصر. وقد تركزت مناورات عام 2008 والتي تركزت حول نشاطات بحرية وأطلق عليها مناورات "تحية النسر" وتناولت التدريبات على الاستطلاع البحري وتأمين المضايق البحرية في محاولة لدفع الجيش المصري في محاربة القرصنة البحرية وانقاذ السفن. يُذكر أن المناورات العسكرية الأمريكية المشتركة والتي كان يطلق عليها "النجم الساطع" يشارك فيها الجيش المصري منذ عام 1994وتجرى كل عامين بمشاركة قوات عسكرية من الأردن والكويت وبريطانيا وألمانيا بالإضافة إلى أمريكا ومصر. ونصح الدكتور الزيات في ختام تعليقه أنه ينبغي ألا يتصاعد هذا التوتر وأن يبقى منضبطًا في حدوده حتى تتفرغ لعلمية إعادة البناء الداخلي وزيادة حضورها الإقليمي، وهو ما سيفرض تغيير موقفها في النهاية وإعادة صياغة جديدة للعلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية "هل نحن شركاء أم حلفاء أم فرقاء".