عرضت مصر قضيتها أمام مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي المنعقد بأديس أبابا حاليا لبحث التطورات الاخيرة على الساحة المصرية. وقد استمع المجلس الى عرض من سفير مصر لدى اثيوبيا وممثلها الدائم لدى الاتحاد الافريقي السفير محمد إدريس حول تطورات الاوضاع الاخيرة على الساحة المصرية ، كما استمع الى عرض من مفوض الاتحاد الافريقي لشؤون السلم والأمن السفير رمضان العمامرة ومفوضة الاتحاد للشؤون السياسية الدكتورة عائشة عبدالله ، خلال الجلسة المفتوحة للمجلس ، واعقب ذلك جلسة مغلقة لمناقشة الاوضاع في مصر والتوصل الى توصيات وقرارات بشأن كيفية التعامل مع الحالة المصرية بموجب آليات الاتحاد الافريقي المعنية ومن بينها الميثاق الافريقي للديمقراطية والانتخابات والحكم واعلان لومي. وقال السفير إدريس في تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط عقب الجلسة المفتوحة إن مصر عرضت في بيانها امام المجلس قضيتها العادلة بوضوح وقوة وقال انه أوضح للمجلس أن الشعب هو مصدر السلطات والدستور وأن كافة المواثيق والقوانين والبروتوكولات والمعاهدات يجب أن يكون هدفها أساسا هو مصلحة الشعب وتحقيق آماله وتطلعاته. وأشار الى أنه أكد للمجلس أن "الحالة المصرية فريدة وأن الاتحاد الافريقي سبق ان تعامل معها في هذا الاطار وان ما يحدث الان هو استمرار للثورة المصرية واستعادة لها وتصحيح لمسارها موضحا أن ما يحدث في مصر ليس تدخلا عسكريا وليس تغيير غير دستوري ولكنه تغيير يستجيب لإرادة الشعب المصري ورغبته المشروعة في تحقيق تطلعاته المشروعة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية". وقال السفير انه اوضح خلال الاجتماع أن "مصر التي شاركت في تأسيس الاتحاد الافريقي والتي كانت عاملا اساسيا في نضال القارة من اجل التحرر والاستقلال هي الان مصر التي يقوم شعبها بثورة من اجل تحقيق مطالبه العادلة المشروعة وان مصر التي وقفت دائما بجانب شقيقاتها الافريقيات وشاركت في فعاليات الاتحاد الافريقي على مدار 50 عاما من عمر الاتحاد، هي مصر الان التي تؤكد هويتها وانتمائها الافريقي وتتطلع الى ان يتم التعامل الصحيح مع الحالة المصرية ليس من منظور اجرائي شكلي ولكن من منظور شامل يأخذ في الاعتبار مجمل التطورات على الساحة المصرية خلال الفترة الماضية والعوامل التي ادت الى وصول هذه الحالة من الاحتقان والرفض الشعبي لما آلت اليه الامور". وأكد أنه "بغض النظر عما سيصدر عن الاتحاد الافريقي وهذا قراره، فان الشعب المصري يحتفل باستعادة ثورته وتصحيح مسارها والشعب سيواصل الكفاح من اجل تحقيق مطالبه المشروعة واهدافه العادلة والتي حظيت بتأييد عربي واقليمي ودولي كبير". وأكد أن العالم يتفهم ويدرك ابعاد ما حدث في مصر ويدعم الشعب المصري في تطلعاته المشروعة وهذا هو موقف الاسرة الافريقية والدولية.