وجه الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل انتقادات إلى الرئيس محمد مرسي ، وذلك على خلفية الخطاب الذي ألقاه أمس بقاعة المؤتمرات.. وعلق هيكل قائلا "الرئيس تحدث كرئيس حزب وأن هناك فرقا بين الحديث كرئيس حزب ورئيس دولة " . وأضاف هيكل – في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "مصر أين ..وإلى أين" على قناة (سي بي سي) – قائلا "الرئيس تحدث كرئيس حزب ، وهذا حقه ، لكن ليس من حقه في وجود مؤسسات الدولة الرسمية أن يتحدث كرئيس حزب " . وألقى الكاتب الصحفي بجزء من مسئولية ما حدث في الخطاب على هيئة مستشاري الرئيس، حيث قال " إن الرجل كان حائرا في خطابه ، وعليه ضغوط شديدة من جماعة الإخوان المسلمين ، بجانب الانبهار بالرئاسة " . كما انتقد هيكل تأخر خطاب الرئيس محمد مرسي للشعب المصري حتى التاسعة مساء ، مؤكدا أنه لابد أن يكون هناك موعد محدد للخطاب غير قابل للتغيير إلا في ظروف استثنائية ، وأضاف " من الخطأ الفادح أن يخرج الخطاب في هذا التوقيت " . ووصف هيكل خطاب الرئيس بأنه بمثابة اجتماع حزبي .. موضحا أنه إذا كان اجتماعا حزبيا فإن غياب شيخ الأزهر أمر طبيعي وكذا البابا تواضروس ..معبرا عن دهشته لحضور الفريق أول عبد الفتاح السيسي لهذا الاجتماع . وأوضح أن الحديث كان يبنغي أن يكون فوق كل الخلافات السياسية والحزبية ولا سيما في ظل وجود القوات المسلحة ومؤسسات الدولة الأخرى . لافتا في الوقت ذاته أن الرئيس يستطيع أن يعرض كشف حسابه ولكن دون أن يهاجم أشخاصا بعينهم أو قوى سياسية أو أي مؤسسة من مؤسسات الدولة . وقال هيكل " الرئيس حاول استرضاء بعض القوى، خاصة عند حديثه عن شباب الثورة والفقراء" .. وتابع " أن هذا الخطاب هو خطاب رئيس قلق لأنه لا يرى الحقيقة " . وأوضح أن الرئيس لم يعط في خطابه طريقا للأمل في المجتمع، وعندما ذكر ديون الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان عليه أن يضع تأميم قناة السويس في كفته ، حيث توفر القناة لمصر دخلا كبيرا حتى هذه اللحظة ، وكان عليه عرض كافة المعلومات . ووصف هيكل ما يحدث في مصر بأنه " غابة على السلطة ، واحتلال واحتكار لمواقع التميز المالي والاجتماعي". وأضاف قائلا " نحن أمام جماعة نحتاج أن نوضح لها أنها جاءت بعد ثورة لم تكن هي من صنعها " . وأكد هيكل أن الإخوان شاركوا بالفعل في الثورة لكن في مرحلة متأخرة ، فيما تواجد شباب الجماعة في الميدان منذ البداية . وقال "الجماعة تحتاج إلى أن تفكر ، لأنها فوجئت بالسلطة تقع في قبضة يدها لظروف دولية أكثر مما كانت محلية " . وحول تلويح الرئيس في خطابه باستخدام المحاكمات العسكرية أو القانون العسكري..أشار هيكل إلى أن الجيش والقوات المسلحة في العصر الحديث اختلف دورها، لم نعد أمام جيش الملك أو الإمبراطور، نحن أصبحنا أمام جيش المواطنين . وأوضح الكاتب الصحفي أن الرئيس قال في خطابه أمس إن الدستور يحتاج إلى تعديل ، مستنكرا أن مرسي سبق وأن أكد أن الدستور حاز رضا الجميع ، رغم أن قوى سياسية كثيرة لم ترض به . ووصف هيكل المرحلة التي نعيشها بالمأزق ، مستشهدا على ذلك بمطالبة المعارضة الرئيس محمد مرسي بالتنحي على الفور ..وتسائل قائلا "وماذا بعد التنحي" . مشددا في الوقت ذاته على ضرورة إيجاد تصور للمرحلة المقبلة .