في دراسة قام بها موقع pewglobal عن حالة المصريين من بعد الثورة والإطاحة بمبارك، يشير الموقع إلى أنه ليس هناك تفاؤلًا بشأن الاقتصاد المصري ولا يقينًا من أن المصريين أفضل حالا من بعد مبارك . فبعد عامين من الإطاحة بحسني مبارك، ومزاج الجمهور المصري ينحدر سلبيًا على نحو متزايد. فبمرور الشهور يزداد الوضع السياسي غموضًا، والاقتصاد يضعف، وتكثر احتجاجات الشوارع بشكل عنيف، وغالبية المصريين غير راضين عن الطريقة التي تعمل بها الحكومة الديمقراطية الجديدة. 30 ٪ فقط من المصريين يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، وذلك بعد أن كان 53٪ منهم يعتقدون ذلك في العام الماضي و 65٪ في عام 2011، في الأيام التي أعقبت الثورة. هذا بالإضافة إلى أن ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة أشخاص يقولون أن الاقتصاد في حالة سيئة، وانخفض التفاؤل بشأن الوضع الاقتصادي في البلاد بشكل حاد. في المقابل 39٪ فقط من المصريين يرون الأمور أفضل حالا الآن بعد خروج مبارك من السلطة. وينقسم الجمهور أيضًا على مدى نزاهة الانتخابات البرلمانية القادمة، حيث أن 46 % يثقون بأن الانتخابات ستكون نزيهة وعادلة و40٪ قالوا أنهم يتوقعون لها أن تكون غير عادلة . وفي الوقت نفسه، فإن استطلاع الرأي الجديد الذي قام به مركز " بيو " للأبحاث يشير إلى أن الانقسامات السياسية في مصر تزداد عمقًا. على وجه الخصوص، فإن أنصار الأحزاب السياسية الإسلامية وأنصار المعارضة الأكثر علمانية يرى كل واحدًا منهم حال الأمة والتحديات التي تواجهها بشكلٍ مختلف جدا. ومع ذلك، فإن الانقسامات المتزايدة والمزاج العام السلبي لم يُغير القيم الأساسية التي قد تبناها المصريون منذ الثورة، فإنهم ما زالوا مستمرين في طلب الديمقراطية، وما زالوا مستمرين في رغبتهم لإيجاد دور كبير للإسلام في هذه الديمقراطية. وعلى الرغم من الآراء السلبية عن اتجاه البلاد السياسي والاقتصادي، فمعظم المصريين ما يزال لديهم نظرة إيجابية اتجاه الإخوان المسلمين. مع ذلك فقد انخفضت معدلات التقييم التي تمت على آراء المصريين اتجاه جماعة الإخوان المسلمين خلال العامين الماضيين ف 63٪ أعطوا رأيًا ايجابيًا اليوم اتجاه الجماعة في مقابل 75٪ في عام 2011. أما جبهة الإنقاذ الوطني، وهي ائتلاف علماني نسبيًا من قوى المعارضة، فقد تلقى تعليقات أكثر سلبية. فقد انخفضت التقييمات التي في صالح البرادعي منذ عام 2011، فيقرب من ستة من كل عشرة أشخاص كانت وجهة نظرهم ايجابية اتجاهه. أما بالنسبة للمرشح الذي احتل المركز الثاني لمرسي في يونيو الماضي، الفريق أحمد شفيق، فمازال يُنظر إليه نظرة سلبية. حيث حوالي (52٪) لديهم رأيًا سلبيًا انجاهه و 45٪ ينظرون إليه بشكلٍ ايجابي. وفي أثناء كل هذا، فإن حزب النور السلفي، الذي جاء في المرتبة الثانية في أول انتخابات برلمانية بعد الثورة، يُنظر إليه كحزبٍ ايجابي من قبل أربعة أشخاص من بين كل عشرة مصريين. هذا وقد لعب الإسلام دورًا هامًا في الحياة السياسية المصرية منذ قيام الثورة، ومعظم المصريين مازالوا يريدون أن يكون للدين دورًا بارزًا في الحياة العامة، فحوالي (58 ٪) يقولون أن قوانين الدولة ينبغي أن تتبع تعاليم القرآن بدقة، بينما يعتقد 28٪ أن القوانين يجب أن تتبع قيم ومبادئ الإسلام، ولكن لا تتبع بدقة القرآن. وفقط 11٪ يعتقدون أن القرآن يجب ألا يكون له أي تأثير على الأمة والقوانين المُتبعة فيها. وتبعًا لاستطلاعات رأي موقع بيو جوجل أيضًا تبين أن حوالي ربع المصريين أي (27٪) يقولون إنهم ييريدون زعماء دينيين ليكون لهم تأثيرًا كبيرًا في المسائل السياسية، بينما يريد 42٪ أن يكون لديهم كاريزما أو تاثير. لكن تقريبًا واحد من كل خمسة (21٪) يقولون أن هؤلاء القادة لا يجب أن يكون لهم تأثير كبير، وفقط 8 ٪ يعتقدون أنهم ليسوا في حاجة إلى أن يكون لهم تأثير على الإطلاق. وأوضحت الإحصائيات أنه على الأقل ستة من كل عشرة مصريين يفضلون الديمقراطية على أي نوع آخر من أنواع الحكم، ويعتقدون أن وجود حكومة ديمقراطية، يعتبر أفضل من أن يكون هناك زعيمًا قويًا، وهذا الأنسب لحل مشاكل البلاد. وعلاوة على ذلك، المصريين يعبرون بوضوح عن رغبتهم في الحريات الديمقراطية. حيث ينظر الأغلبية للحقوق الإنسانية والمؤسسات الديمقراطية، بما في ذلك نظام قضائي عادل، ووسائل إعلام الحرة، وانتخابات تنافسية نزيهة، على أنها بنود مهمة جدًا، حيث 62٪ يعتقدون أنه من المهم جدا أن نعيش في بلد القانون والنظام. هذا وقد حصل الجيش المصري على تقييمات إيجابية حيث 73٪ يعتقدون أن الجيش لديه تأثير جيد على البلاد، في حين 35٪ فقط من المصريين يرون أن للشرطة تأثير إيجابي. هذا بالاضافة إلى أنه 33٪ يعتقدون أن الحكومة الحالية تفعل القليل جدًا من أجل حقوق المرأة و 15٪ يقولون أنها تفعل أكثر من اللازم. وبالمثل، فإن 38٪ يعتقدون أن الحكومة لا تقوم بعمل شيئًا من اجل ضمان حقوق المسيحيين الأقباط والأقليات الدينية الأخرى في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، في حين يقول 39٪ أنها تفعل القليل جدا و 13٪ يقولون أنها تفعل الكثير. وعلى جانبٍ آخر من التقييمات التي قام بها الموقع عن اراء المصريين اتجاه أمريكا وإسرائيل فقد تبين منه وجود أفكار سلبية اتجاههما بأغلبية ساحقة . فقط 16 % لديهم رأي ايجابي اتجاه الولاياتالمتحدة، أي أقل من 27٪ التي تم تسجيلها في عام 2009 بعد فترة قصيرة من تولي الرئيس أوباما منصبه، وأقل من 22٪ عبروا عن رأي إيجابي اتجاه الولاياتالمتحدة في عام 2008. ذلك على الرغم من جهود الرئيس باراك أوباما لتحسين صورة أمريكا في العالم العربي، بداية من خطابه الشهير بالقاهرة في يونيو 2009، ولكن تراجعت شعبيته تدريجيًا في مصر منذ توليه منصبه. ورغم أن الولاياتالمتحدة تقدم مليارات الدولارات من المساعدات لمصر كل عام، ولكن قلة قليلة جدًا من المصريين هم من يعتقدون أن المساعدات الأمريكية مساعدة لبلادهم. وفي الوقت نفسه، فإن عددًا قليلا للغاية من المصريين يعتقدون أنه يجب أن تكون هناك علاقة قوية مع إسرائيل فتقريبًا 3٪ فقط يقولون أن هذا مهم جدًا. لكن معظم المصريين يعارضون معاهدة سلام طويلة الأمد في بلادهم مع إسرائيل حيث أن 63٪ يرغبون في إلغاء المعاهدة .
مصدر التقرير : Egyptians Increasingly Glum ترجمة / نهى جمال