أظهر استطلاع للرأي أجرته منظمة "جالوب" الأمريكية أن الصين تضم أكبر عدد من الملحدين المتجمعين في دولة واحدة. وأوضح استطلاع الرأي -الذي علقت عليه صحيفة "ديلي ميل" البريطانية على موقعها الإلكترونيالجمعة- أن نحو 47 % من الصينيين يصفون أنفسهم بغير المؤمنين، مقارنة بنسبة 13 بالمئة حول العالم. وشمل استطلاع "جالوب" عام 2012 أكثر من 50 ألف شخص حول العالم للاستبيان عما إذا كانوا يعتبرون أنفسهم "متدينين" أو "غير متدينين" أو "ملحدين". ونوهت "الديلي ميل" عن تدمير كافة دور العبادة والآثار الدينية في الصين إبان الثورة الثقافية التي شهدتها البلاد في العقد الذي بدأ عام 1967. وأشارت إلى أن الدولة الصينية حررت سياستها الدينية عبر دستورها الذي صاغته عام 1978 والذي يكفل حرية التدين بموجب المادة 36 منه؛ والتي تنص على أنه "لا يجوز لأي جهاز من أجهزة الدولة أو أي من مؤسساتها العامة أو الخاصة إكراه المواطنين على الاعتقاد بأي دين أو إنكاره، ولا التمييز بين المواطنين على أساس اعتقادهم بدين ما أو إنكارهم لهذا الدين". ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الصين تشهد منذ منتصف الثمانينيات برنامجا مكثفا لإعادة بناء معابد للديانتين البوذية والطاوية واللتين أظهرت الحكومة الصينية مؤخرا دعمهما كجزء أساسي من الثقافة الصينية؛ حيث نظمت منتدى البوذية العالمي عام 2006، ومنتدى دولي آخر عام 2007 حول ال "طاو طي جينج" وهو الكتاب الذي تعتمد عليه الديانة الطاوية. وبعيدا عن الصين، رصدت "الديلي ميل" ما أظهره استطلاع "جالوب" واعتبرته الصحيفة أمرا مثيرا للدهشة؛ وهو أن نسبة 5 بالمئة من السعوديين وصفوا أنفسهم بالملحدين على الرغم من تجريم الإلحاد في السعودية، فيما لم تتجاوز هذه النسبة 1 بالمئة في كل من العراق وأفغانستان. واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى ما أظهره الاستطلاع من أن التدين يكون أقوى بين الفقراء والأقل تعليما، مشيرة إلى أن تسعة بين كل عشرة في غانا ونيجيريا وأرمنينيا يصفون أنفسهم بالمتدينين.