دمار وخراب في قرية ريحانلي التركية القريبة من الحدود السورية اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من المواضيع ولعل أهمها تداعيات التفجيرات في قرية ريحانلي التركية والضغوط التركية للتدخل في الصراع الدائر في سوريا وازدياد أعداد المحاضرين "المتطرفين" في الجامعات البريطانية وحظوظ الرئيس الايراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في الانتخابات الايرانية المقبلة. كتب محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "الغارديان" إيان بلاك مقالاً بعنوان "رئيس الوزراء التركي تحت ضغوط بعد التفجيرات على القرى الحدودية للتدخل في سوريا". وقال إيان إن "سوريا وتركيا تبادلتا اتهامات غاضبة بعد تعرض قرية ريحانلي التركية الحدودية إلى تفجيرين أسفرا عن مقتل 46 شخصاً على الأقل". وأضاف بلاك " أدى هذان التفجيران إلى زيادة حدة التوتر بين البلدين، وزادت من مخاوف إنتشار الصراع في المنطقة". وأشار إيان إلى أن "مجموعات موالية للنظام السوري هي المسؤولة عن هذين التفجيرين اللذين استهدفا قرية ريحانلي التركية وذلك نقلاً عن مصدر في المخابرات السورية". وأوضح "هناك إجماع في وسائل الإعلام التركية على ان هناك ضغوطاً كبيرة على أردوغان ورئيس الولاياتالمتحدةالامريكية باراك أوباما ، إضافة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للتدخل في الصراع الدائر في سوريا"، مشيراً إلى أن "تركيا ولبنان والعراق والأردن واسرائيل متورطون في سوريا، كما ان ايران التي تعتبر حليفة للأسد لها دور فعال في الصراع الدائر في سوريا". كراهية والتعصب زياردة في عدد المحاضرات التي يلقيها أصوليون في الجامعات البريطانية ونطالع في صحيفة التايمز تقريراً لنكو هاينز بعنوان "أصوليون ينشرون أفكاراً عن الكراهية والتعصب بين طلبة بريطانيين". وقال هاينز إن" هناك إزدياداً في نسبة الخطب الدينية والمحاضرات التي يلقيها أصوليون في الجامعات البريطانية"، مضيفاً " ناقشت إحدى هذه المحاضرات في جامعة بريطانية "الشريعة الإسلامية :بربرية أم رحيمة". وأضاف هاينز "خلال هذه المحاضرة التي سمح بتسجيلها على شريط فيديو، حث المحاضر الدكتور خالد فكري على فكرة تعدد الزوجات وإنزال أقصى انواع العقوبة على أولئك الذين لا يلتزمون بأحكام الشريعة الإسلامية، ومنها قطع يد السارق كي لا يكرر فعلته إضافة الى المطالبة بتنفيذ عقوبة الإعدام بالمجرمين". وأوضح كاتب التقرير أن فكري ما هو إلا واحد من مجموعة كبيرة ممن يلقون محاضرات تتسم بالأفكار الأصولية في الجامعات البريطانية، مشيراً إلى انه وبحسب تقرير صادر عن "حقوق الطلاب" فإنه حوالي 180 محاضرة من هذا النوع نظمت في أكثر من 60 جامعة بريطانية. وأشار التقرير إلى أن "رئيسة مجموعة إسلامية طالبت بإنزال عقوبة الإعدام لمثليي الجنس والقتلة والمعتدين على الاطفال وذلك في تسجيل سري لمحاضرة ألقتها في جامعة مانشستر". وصرح أسامة حسن الذي يعمل في مكافحة الأصولية في بريطانيا وهو أصولي سابق بأن "هذه المحاضرات الأصولية تشهد إزدياداً نظراً لكثرة المحاضرين في هذا المجال". وختم هاينو أن من بين هؤلاء المحاضرين الأصوليين الذين ينظمون ندوات ومؤتمرات في الجامعات البريطانية هم : أبو أسامة الثعبي الذي يعتبر "عراب السلفية" وهيثم الحداد. رفسنجاني والتحدي الكبير قرر رفسنجاني خوض غمار الانتخابات التي ستجري في 14 حزيران/يونيو في اللحظة الأخيرة ونقرأ في صحيفة الفايننشيال تايمز مقالاً لنجمه بوزورجيمار بعنوان "رفسنجاني يمثل تحدياً كبيراً في الإنتخابات الايرانية". وقال كاتب المقال "حتى وفي حال عدم فوز الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني بالانتخابات الشهر المقبل في إيران، إلا أنه مرشح استطاع تعطيل مخطط النظام الإسلامي القائم بتسليم مقاليد الحكم بسلاسة إلى حليفهم الأصولي". وأضاف بوزورجيمار "قرر رفسنجاني خوض غمار الانتخابات التي ستجري في 14 حزيران/يونيو في اللحظة الأخيرة". وجاء قرار رفسنجاني بعد دعوات تلقاها من إصلاحيين ومحافظين لخوض هذه الانتخابات كونه له ثقله السياسي الذي يستطيع التعامل مع الضغوط الدولية على برنامج ايران النووي والأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد. وقال أحد الاصلاحيين السياسيين إن "آية الله خامنئي لديه خياران الآن: الأول: السماح لرفسنجاني بالفوز بهذه الانتخابات وثانياً : الحصول على تأييد شعبي يتمثل بأنه القادر على حل المشاكل التي تعصف بالبلاد". وأشار المقال إلى أن "هذه الانتخابات الايرانية تعتبر حاسمة بالنسبة للنظام الإسلامي والأولى منذ الانتخابات المثيرة للجدل في عام 2009"، موضحاً "لا يعتقد ان المرشد الأعلى متحمس لعودة رفسنجاني الى سدة الحكم". وبالنسبه لكاتب المقال، فإن عودة رفسنجاني إلى سباق الرئاسة غير الكثير من الأشياء، كما أنه من الممكن ان يغير في رأي المرشد الأعلى. وختم بوزورجيمار بأن رفسنجاني يتمتع بتأييد محمد خاتمي الذي يعتبر من أشهر الرؤساء الاصلاحيين السابقين إيران، والذي بحسب بعض المقربين لرفسنجاني وعد بدعم حملة رفسنجاني في الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران.