اعتبرت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية التفجيرين اللذين هزا بلدة "ريحانلي" الحدودية بين تركيا وسوريا، بمثابة توسع دراماتيكي غير مسبوق لدائرة عنف الحرب الأهلية السورية. وأشارت -في تعليق عبر موقعها الإلكتروني مساء السبت- إلى مقتل نحو 40 وإصابة أكثر من مائة شخص جراء تفجير سيارتين مفختتين بالبلدة، مرجحة أن يزيد هذان التفجيران من التوتر بالمنطقة الحدودية المتوترة أصلا بفعل الصراع المستعر على بعد أميال. وعلى الرغم من أن جهة لم تعلن بعد مسئوليتها عن الهجوم، رصدت الصحيفة اشتباه قاطني البلدة التركية في تورط أحد أطراف النزاع السوري، فيما التفت بعضهم إلى السوريين الذين لجؤوا إلى البلدة على مدار العامين الماضيين هربا من الموت، متهمين إياهم بتحويل بلدتهم إلى جحيم بعدما كانت جنة، بحسب وصف أحدهم. ونوهت الصحيفة الأمريكية عن أن تركيا كانت من أكبر الداعمين للثورة السورية، وأنها استضافت نحو 200 ألف لاجئ سوري بمخيمات قريبة من الحدود، كما وفرت ملاذا آمنا للمعارضة على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري على نحو رسمي وغير رسمي. ولكن، مع اشتداد وطيس الحرب الأهلية في سوريا، تقول "ديلي بيست"، بدأت تركيا تحس بعض الآثار الجانبية الكارثية لتلك الثورة، متمثلة في سقوط قذائف مدفعية ضالة على جانبها الحدودي ومقتل خمسة مدنيين أتراك جراء سقوط إحدى تلك القذائف، بالإضافة إلى مقتل 14 شخصا في فبراير الماضي جراء تفجير سيارة ملغومة عند معبر حدودي قريب من بلدة "ريحانلي". ورأت الصحيفة أنه حال ثبوت علاقة بين سوريا وتفجيري "ريحانلي" فإن ذلك سيمثل الأثر الأثقل وطأة بين الآثار الجانبية التي جنتها تركيا من الثورة السورية. واختتمت "ديلي بيست" تعليقها بإيراد تحذير لوح به وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو من العاصمة الألمانية برلين، في إطار تعليقه على حادث ريحانلي، بأن بلاده سترد بقوة على من يحاول لأي سبب من الأسباب تصدير الفوضى إليها.