عبر بعض المحللين في المنطقة عن قلقهم من أن تشتري الدوحة سيادة الحكومات التي تدعمها، ويخشى آخرون من أن تنشر قطر أيديولوجية الإسلام السياسي في المنطقة، حيث أن قطر خلال ثورات الربيع العربي. قد قامت بارسال مليارات الدولارات لتونس، وإلى الجهاديين في ليبيا وإلى الحكومة المصرية التي يقودها الإخوان المسلمون . تقول لينا الخطيب، مديرة برنامج الإصلاح العربي والديموقراطية في جامعة ستانفورد لإذاعة "صوت أميركا"، إن "الدافع الأساسي لقطر هو الطموح السياسي؛ فقطر تريد أن تظهر وكأنها وسيط سياسي بارز في الشرق الأوسط. وهذا الطموح يحفز قطر على محاولة التدخل في أي صراع يحصل في المنطقة، إضافة إلى محاولة التأثير على العمليات السياسية واللاعبين فيها، ولا سيما الآن في الدول التي تواجه تحولات". وتبعًا لما نقلته " الحُرة نيوز" فإن سايمون هندرسون الخبير في معهد واشنطن ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة، أشار إلى أن قطر تستغل الفرص المتاحة للتأثير. ويقول إنها ترى مصر، التي كانت في السابق تقوم بدور قيادي في المنطقة، تعاني من عجز في مخزونات الطاقة و"ليس لديها المال اللازم لأداء دور كبير جدا الآن". أما السعودية، "فمع أن لديها المال لذلك، إلا أن الملك الذي يحكمها كبير جدا في العمر وليس لديه الطاقة اللازمة للمحافظة على دور قيادي بارز". لذا فإن قطر تتنافس، بالتحديد مع السعودية، لتحقيق نفوذ دبلوماسي وسياسي أكبر في الشرق الأوسط. ويرى برنارد هيكل، وهو أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون، أن رعاية الدوحة للإسلامي المصري الشيخ يوسف القرضاوي، بإعطائه صوتا على قناة الجزيرة، طريقة تضمن بها قطر ولاء الإخوان المسلمين. أما عن دعم قطر للإسلاميين في ليبيا أو المقاتلين الجهاديين في سوريا، فتقول الأستاذة في جامعة ستانفورد لينا الخطيب، إن دوافع قطر لذلك تُكمن في حاجتها لحماية نفسها والتحكم في تلك الجماعات. وحسبما نقل عن " الحُرة نيوز" فإن توفيق حميد، وهو مدير برنامج دراسات التطرف الإسلامي في معهد بوتوماك للدراسات السياسية ومؤلف كتاب "الجهاد من الداخل: فهم الإسلام الراديكالي ومواجهته"، يرى أن قطر بدعمها للإخوان المسلمين، تقوم في الواقع بمحاربة التطرف الديني. ويقول إن "في حال مصر، فإن هناك دعما قطريا سخيا، لكن حدوده تقف عند منع الانهيار الاقتصادي الكامل لمصر، وليس ضمان إعادة إعمارها". وأضاف "حين تفشل الحركة في مصر، بلدها الأم وموطنها الأصلي وأكبر دولة عربية وحاضن الأزهر (أقدم مؤسسة دينية إسلامية)، فسوف يكون ذلك أكبر فشل للإسلام السياسي في العالم". وقال أيضًا "ربما ترى قطر أنه في حال أن حصلت يوما ما مواجهة مع إيران، فسوف تحتاج الكثير من الجنود والكثير من الجهاديين الموالين لها لحماية قطر وردع إيران من الهجوم". لكن من جانبها، تنفي قطر أن تكون سياساتها تكون بدافع "حب الظهور" أو التدخل في سياسات المنطقة، فخلال الزيارة الأخيرة إلى واشنطن، أكد رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن قطر تسعى فقط إلى العمل نيابة عن شعوب الربيع العربي ودعم الخيارات التي اختاروها.