بعد الإعلان عن استضافة حمدين صباحي المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة وعضو جبهة الإنقاذ، على شاشة التليفزيون المصري، اليوم الأربعاء، في تمام الحادية عشرة مساءً، دار جدل واسع حول دعوته للحوار على تليفزيون الدولة الذي يعتبره البعض الناطق باسم الجماعة الحاكمة، وعن ما وراء الدعوة وغرضها. واختلف المتخصصون في رؤية هذا الظهور غير المعتاد لرموز المعارضة على التليفزيون الرسمي للدولة، واختلفوا حول تفسيره؛ حيث اعتبر الدكتور محمود خليل أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة ظهور عضو جبهة الإنقاذ، يمثل إقرارا بواقع سياسي يلعب فيه صباحي دورًا هامًا في توجيهه؛ خاصةً أنه يقود تجمعا جماهيريا له ثقله وصوته في الشارع المصري وهو التيار الشعبي. وشكك خليل في الهدف من دعوة صباحي، فيمكن أن يكون محاولة من صلاح عبد المقصود وزير الإعلام بدء صفحة جديدة مع الساسة المعارضين للنظام، خاصة بعد تداول شائعات بإمكانية الإطاحة به في التعديل الوزاري، أو قد يكون الهدف هو «حرق» صورة صباحي أمام الرأي العام المصري؛ فقد ظل سنين طويلة في صورة «الثائر الشرس» منذ عهد السادات وحتى عهد محمد مرسي، وكان مستبعداً من الظهور في التليفزيون الرسمي للدولة، وعند الدفع به ينقل صورة غير مباشرة بأن حمدين يعارض من داخل النظام، ومعنى ذلك أنه لا يريد الإطاحة بالرئيس مرسي لكنه يريد الإصلاح واتخاذ قرارات تؤدي إلى إحداث توافق وطني. وتابع خليل، أنه ربما تكون طريقة لضرب المعارضة وتفكيكها من الداخل، ومحاولة إظهار صباحي ب«المعارض تحت جناح النظام»، ونفي فكرة إسقاطه، وإنما هو خلاف سياسي ليس إلا، مستنكراً تلبية الأستاذ حمدين صباحي للدعوة. ومن جانبه، يقول جمال فهمي وكيل نقابة الصحفيين، إن استضافة التليفزيون المصري لحمدين صباحي، محاولة لتغيير وجوه رموز المعارضة وأن تليفزيون الدولة مملوك للشعب والظهور فيه حق للجميع. وأضاف فهمي، أن ظهور صباحي استثناء يؤكد القاعدة، ويفتح باب التساؤل في لماذا لم تظهر المعارضة من قبل؟، معتبراً هذا الظهور محاولة لتبيض وجه صلاح عبد المقصود، ولا يدل على تغيير في سياسة الجماعة الحاكمة، الذي يعتبر وزير الإعلام أداة في يدها، على حد قوله. ونفى وكيل نقابة الصحفيين وجود نظرية مؤامرة أو نوايا خفية خلف دعوة حمدين للظهور، معللاً ذلك بأن مواقف صباحي ثابتة ومعروفة لدى الجميع وقبوله للدعوة منطقي ومقبول ولا يثير أية علامات استفهام. من ناحية أخرى، أوضح الدكتور أيمن عبد الوهاب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن دعوة صباحي للظهور في التليفزيون المصري مع التعديل الوزاري الجديد، تحمل في ثناياها رسالة موجهة للخارج، لإظهار الانفتاح على مطالب المعارضة، بغرض الحصول على قرض البنك الدولي المشروط بتحقيق توافق مع المعارضة. وأضاف عبد الوهاب أن على صباحي أن يكون حذرًا تماماً فيما سيقول؛ لأنه سيمثل المعارضة، فاستقباله دون غيره من رموز المعارضة يؤكد وجود خطوط حمراء على ظهور البرادعي، مشيراً إلى أن قبوله الدعوة سيحسب عليه، حتى وإن كان حق الظهور مملوكا للجميع، والعبرة بما سيقوله أثناء اللقاء. المصدر: أصوات مصرية