الجريدة - في تسجيلاً صوتياً جديداً بثه تنظيم القاعدة، فجر الخميس، لزعيمه أسامة بن لادن قبل مقتله، يحتفي فيه بالثورات العربية وانتصارها، وصف بن لادن الثورة المصرية بأنها "عظيمة"، داعياً الشعوب العربية إلى الاقتداء بمصر وتونس قبل أن تضيع الفرصة. ويرجح أن التسجيل ربما يكون قد تم بعد تنحي مبارك بوقت قصير في 11 فبراير الماضي، لأن زعيم القاعدة الذي قتلته قوات خاصة أمريكية في الثاني من مايو الجاري في باكستان لم يُشر إلى الثورات التي اندلعت في سوريا وليبيا واليمن. وقال بن لادن في التسجيل الصوتي الذي نشرته مواقع جهادية: "أخذ فرسان الكنانة قبساً من أحرار تونس إلى ميدان التحرير، فانطلقت ثورة عظيمة، وأي ثورة، ثورة مصيرية لمصر كلها، وللأمة بأسرها إن اعتصمت بحبل ربها، ولم تكن ثورة طعام وكساء وإنما ثورة عز وإباء، ثورة بذل وعطاء، أضاءت حواضر النيل وقراه من أدناه إلى أعلاه، فتراءت لفتيان الإسلام أمجادهم، وحنت نفوسهم لعهد أجدادهم فاقتبسوا من ميدان التحرير في القاهرة شعلا ليقذفوا بها الأنظمة الجائرة". ومخاطباً شباب الثورة في الدول العربية والإسلامية قال بن لادن: "إلى أولئك الثوار الأحرار في جميع الأقطار، تمسكوا بزمام المبادرة، واحذروا المحاورة، فلا التقاء في منتصف السبيل بين أهل الحق وأهل التضليل، وتذكروا أن الله قد من عليكم بأيام لها ما بعدها، أنتم فرسانها وقادتها، وبأيديكم لجامها وريادتها، ادخرتكم الأمة لهذا الحدث الجلل، فأتموا المسير ولا تهابوا العسير". وأضاف بن لادن: "ثورتكم موضع آمال المكلومين والجرحى فقد فرجتم عن الأمة كرباً عظيمة فرج الله كربكم وتحققون آمالاً كبيرة حقق الله آمالكم"، واستطرد قائلاً "إن أمامكم مفترق طرق خطير، وفرصة تاريخية عظيمة نادرة للنهوض بالأمة، والتحرر من العبودية لأهواء الحكام والقوانين الوضعية، والهيمنة الغربية، فمن الإثم العظيم والجهل الكبير أن تضيع هذه الفرصة التي تنتظرها الأمة منذ عقود بعيدة، فاغتنموها وحطموا الأصنام والأوثان، وأقيموا العدل والإيمان". وناشدهم أسامة بتأسيس "مجلس لتقديم الرأي والمشورة للشعوب المسلمة"، و"إنشاء غرفة عمليات مواكبة للأحداث للعمل بخطوط متوازية تشمل جميع حاجات الأمة"، إلى جانب "الاستعانة بمراكز الأبحاث المؤهلة، لإنقاذ الشعوب التي تكافح لإسقاط طغاتها"، وحث الشعوب العربية والإسلامية على انتهاز الفرصة والثورة على حكامها، مطالباً في الوقت نفسه من نجحت ثوراتهم بحمايتها وتحقيق أهدافها. وفي آخر خطاباته توقع زعيم القاعدة الراحل أن "تعم رياح التغيير العالم الإسلامي بأسره بإذن الله"، مضيفاً: "فهل يعي الحكام أن الشعب خرج ولن يعود حتى يحقق الوعود".