قام المئات من المواطنين السوريين بهجر أحيائهم في العاصمة السورية دمشق، خاصة في المزة والميزان الى مناطق اكثر امانا بسبب استمرار الاشتباكات، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينما افاد مصدر امني في دمشق وكالة فرانس برس ان الجيش النظامي طلب من سكان العاصمة الابتعاد عن مناطق القتال. وقال المرصد في بيان ان القوات النظامية السورية تفرض حصارا على منطقة بساتين المزة الدمشقية حيث "دارت فجرا اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي حاولت اقتحام المنطقة مستخدمة المروحيات وقذائف الهاون، ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن خمسة من القوات النظامية". واوضح المرصد ان حي التضامن ومخيم اليرموك شهدا صباح الخميس حركة نزوح للاهالي حيث شوهدت السيارات على طريق المتحلق الجنوبي، مضيفا ان منطقة السيدة زينب في ريف دمشق شهدت ايضا حركة نزوح باتجاه نجها. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان منطقة بساتين المزة "مؤلفة من بيوت عربية من طابق واحد ويعيش فيها مئات يهرب معظمهم خوفا من القصف والحصار الذي تفرضه القوات النظامية ردا على قيام المقاتلين المعارضين فجرا بتدبير مدرعتين واعطاب ثالثة واصابة مروحية". ووصف المصدر الامني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه المعارك الدائرة حاليا في دمشق بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين بانها "عنيفة"، لافتا الى انها "ستستمر خلال الساعات 48 المقبلة لتنظيف دمشق من الارهابيين مع بداية شهر رمضان". واوضح انه "حتى الآن فان الجيش اظهر ضبطا للنفس في عملياته لكن منذ التفجير (تفجير مبنى الامن القومي) فانه مصمم على استخدام كل انواع الاسلحة المتوفرة لديه للقضاء على المسلحين في دمشق". واضاف المصدر ان الجيش "طلب من السكان الابتعاد عن مناطق القتال في حين ان الارهابيين يحاولون استخدامهم كدروع بشرية". وتشهد دمشق منذ خمسة ايام معارك غير مسبوقة بين القوات النظامية والمعارضين المسلحين. وقتل 76 شخصا في محافظة دمشق الاربعاء بينهم 38 (28 مدنيا وعشرة مقاتلين) في العاصمة نفسها، بحسب المرصد. وذكر المرصد ان 214 شخصا على الاقل قتلوا الاربعاء بينهم 124 مدنيا و62 جنديا و28 مقاتلا معارضا في المعارك واعمال القمع في جميع انحاء سوريا. ولا تشمل هذه الحصيلة مقتل وزير الدفاع داوود راجحة ونائبه آصف شوكت ومسؤول خلية الازمة حسن توركماني في الاعتداء الضخم الاربعاء والذي سدد ضربة قاسية للجهاز الامني السوري. وسقط القتلى في دمشق بالرصاص والقصف في احياء القابون (شرق) وكفرسوسة (جنوب غرب) والقدم (جنوب) وكذلك بنيران قناصة وفي معارك في ركن الدين (شمال) والحجر الاسود (جنوب). واعلن الجيش السوري الحر الثلاثاء انه بدأ "معركة تحرير دمشق" حيث باشر النظام استخدام المروحيات لاول مرة منذ اندلاع الانتفاضة.