قام الدكتور محمد البرادعى بتحذير المصريين من المجئ بديكتاتور جديد إلى الحكم يفرض هيمنته على إرادة الأمة، واتهم كلا من جماعة الإخوان المسلمين وشباب الثورة بالسماح لرجال المجلس العسكرى أن يقوموا بانقلاب. واعتبر أن ما تعيشه مصر الآن أسوأ مما عاشته مع حسنى مبارك. وفى تصريحات للبرادعى لصحيفة "جارديان" البريطانية نشرتها السبت ، قال أن الإسلاميين بعد تنحى مبارك حاولوا الاستئثار ب "الكعكة كلها"، وكانت النتيجة أن المجلس العسكرى استطاع أن يخطط هجوما على الثورة، وإن جماعة الإخوان المسلمين لم تخدم نفسها جيداً، وأخافت الناس ببعض الآراء المتطرفة التى تقدمها وغيرها من الجماعات الإسلامية، ويجب على الإخوان أن تدرك أن الأصوات التى حصلت عليها فى الانتخابات البرلمانية ليست انعكاسا حقيقيا لوجودها فى الشارع. وقال "البرادعى" إن خطأ شباب الثورة الذى وصفه بالتاريخى هو عدم وجود مطلب موحد، وإن الزخم الثورى توقف بعد فشلهم فى احتضان قيادة مؤسسية، معرباً عن أمله فى أن يتعلموا الدرس، وإعداد أنفسهم للانتخابات المقبلة، والضغط من أجل المصالحة الوطنية. وأضاف: "نحن فى فوضى كاملة ومرتبكة، وأصبحنا تحت ظروف أكثر سلبية، ولا يمكن إجراء انتخابات نزيهة فى ظل استمرار المجلس العسكرى فى الحكم، لأننا سننتخب رئيساً دون دستور أو برلمان، وسيكون إمبراطورا جديدا يجمع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وله حق سن القوانين وتعديل الدستور كيفما يرى". وتوقع "البرادعى" فوز الفريق أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية التى تنتهى الأحد ، واعتبر فوزه بمثابة ارتداد للخلف، لأنه فى ظل الوضع الحالى سيكون مدعوما من المجلس العسكرى، بينما السلطة السياسية فى يد المجلس. وأعلن مقاطعته التصويت فى الانتخابات، لكنه رفض تأييد دعوات المقاطعة. ورفض "البرادعى" فكرة أن تكون العودة إلى الشارع الحل الوحيد إذا فاز شفيق، بقوله إن جزءاً كبيراً من المصريين سئم الاشتباكات، وإن عدم التعاون مع الرئيس الجديد والقول إنه ليس لديه شرعية سيكون صعباً لأنه سيكون مختاراً عن طريق الاقتراع.