منذ اللحظات الأولى وطفلك يسمعك.. يشاهدك.. يشعر بما تشعرين به.. يراقبك، ومن خلال كل ما سبق يتعلم منكِ, فأنتِ بالنسبة له القدوة والمثل الأعلى، وعلى حسب المرحلة العمرية التي يمر بها يلتقط صفة أو أكثر، وحتى تتعرفي على هذه الصفات تابعي السطور التالية: - الطفل منذ سن الثانية يستطيع إعادة الكلام، وعلى ذلك فإنه يكون مؤهلاً لتلقي مزيد من الأمور التربوية التي تنمي سلوكه، وفي هذه السن ينبغي على الأم أن تعلمه كيف يتعاون مع غيره، وألا يستأثر لنفسه بالأشياء دون غيره، وذلك حتى لا يتعود على حب النفس والطمع. - على الأم أن تدرك تمامًا أنها قدوة ومثال لأبنائها، فيجب عليها ألا تشتمهم أو تتفوه أمامهم بألفاظ قبيحة، ثم تلومهم وتعاقبهم إذا نطقوها وتلفظوا بها، فذلك مدعاة لتشتت فكرهم وتخبط مبادئهم ومثلهم العليا. - النظافة والنظام شيئان مهمان، يجب على الأم الواعية تعليمهما لأبنائها، وعليها أن تدرك أن نظافتها ونظامها في بيتها وخارج بيتها مثال يحتذيه أبناؤها وقدوة يسيرون من خلالها ويقلدونها فيه وذلك حتى دون أن تتكلم. - لا تعودي أبناءك على الكذب، وذلك بكذبكِ عليهم أحيانًا، ولكن كوني دائمًا صادقة في حديثك معهم وأمامهم حتى يتعودوا على قول الصدق، أما كذبك عليهم في بعض الأمور الصغيرة فإنه يعودهم على الكذب وعدم قول الحق, مما يجعلهم يفقدون الثقة بك وبوعدك, بل بكلامك كله. - عودي نفسك دائمًا ألا تسمحي لطفلك أن ينقل إليك كلامًا سمعه من أحدٍ عنك أو عن آخرين، فإن هذا الأمر قد يشجعه ويعوده على التخلق بخلق التجسس ونقل الأسرار وعدم الحفاظ على ائتمان الأسرار والحفاظ على العهود والوفاء بالوعود. - عودي أبناءك منذ الصغر على أدب الحديث، وسماع الكلام، وذلك لن يحدث إلا إذا تكلمتِ معهم بنظام وهدوء وصدق، وعوديهم دائمًا على أن يسمعوا أكثر مما يتكلموا، فالسمع فهم ووعي، أما كثرة الكلام والثرثرة فهي سوء إدراك وسوء عقل, ودائمًا ما تؤدي إلى الخطأ السريع والدائم، فعليك أن تكوني قدوة حسنة لهم في ذلك الأمر الهام, وذلك بالإنصات إليهم جيدا وهم يتكلموا دون مقاطعتهم أو الانشغال عنهم بشيء. - لا تتحدثي إلى أبنائك بصوت مرتفع وحاد، ولا تعاتبيهم وتتشاجري معهم دائمًا في شكل مهيج للنفس، فإن ذلك يعودهم على الفوضى والتهور، والتطاول عليك، ولكن عوديهم وعلميهم المناقشة الهادئة الهادفة، فذلك أقدر على توصيل المراد من الحديث والنصح، وأقوى في الحجة وأكثر أدبًا ولباقة. - حاولي أن تزرعي الأمن في قلب طفلك، فكوني متوازنة وثابتة في معاملتك له، وذلك حتى لا ينشأ في جو من القلق يجعله مهتزًا فيما بعد، غير قادر على تكوين قيم خاصة به، فعليك أن تمهدي لذلك بتركيز وتأن خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر طفلك.