في زمن الإنترنت حيث بحر المعلومات لا قرار له يتصور الكثيرون أنه بات في إمكانهم الاستغناء عن الطبيب وهنا يقعون في اخطاء كثيرة، لأنه ليس كل ما يروج عبر وسائل التكنولوجيا المختلفة صحيحا، بل قد يخاطر المرء بصحته إن قام ببعض الممارسات الخاطئة ولم يستشر طبيبه عند الاحساس بأعراض معينة. يحرص الكثيرون على تناول الصحي والمفيد من الأصناف الغذائية، أو على الأقل هذا ما يقولونه حين يُسألون.. ويحرص هؤلا ء على ممارسة الرياضة ويجعلونها جزءاً من حياتهم اليومية اعتقاداً منهم أن هذا يكفي، وهذا وحده هو المهم في نظرهم. لكن السؤال: هل هذا يكفي خاصة مع الأشخاص الذين يمارسون عادات ويتمسكون باعتقادات تعرضهم للأمراض على اختلاف أنواعها، كالتدخين مثلاً أو إهمال زيارة الطبيب وإجراء الفحوص الطبية الروتينية بين الحين والآخر؟ في زمن الإنترنت حيث بحر المعلومات لا قرار له يتصور الكثيرون أنه بات في إمكانهم الاستغناء عن الطبيب، فالمعلومات الطبية متاحة للجميع وما عليهم سوى التنفيذ! وفي عصر التكنولوجيا والتقدم الطبي الهائل صار في إمكان الطبيب المختص إذابة تجلطات الدم وتنظيف الشرايين من ترسباتها، وفيه أيضاً بات الكثيرون يعتمدون على هذا التقدم، وبالتالي يهملون أنفسهم طالما أن الطب قادر على شفائهم، متناسين الحكمة الأزلية: درهم وقاية خير من قنطار علاج.
إخفاء الحقائق كثيرون يخفون الحقائق عن أطبائهم، فإذا سأل طبيب أحدهم عن عدد السجائر التي يدخنها يومياً لكان الجواب نصف العدد الحقيقي.. ولو سأله عما إذا كان قد أكمل الدواء الذي وصفه له في الزيارة الأخيرة، فمن المرجح أن يكون الجواب بالإيجاب على الرغم من معرفته بأنه يكذب. إخفاء الحقائق يضلل الطبيب ويمنعه من معرفة حقيقة المشكلة التي جعلت المريض يذهب إليه. باحثون من كلية الطب التابعة لجامعة هارفارد نشروا أخيراً نتائج دراسة حول الموضوع تبين منها أن ثلاثة من بين كل عشرة مرضى لا يتناولون الدواء الذي وصفه لهم الطبيب، على الرغم من أن بعضهم يعاني حالات تستوجب المتابعة والعلاج كارتفاع ضغط الدم أو السكر أو الكوليسترول. تقول الدكتورة نوندي بضرورة أن نكون صادقين مع أطبائنا حتى يتمكنوا من معرفة كل التفاصيل، وبالتالي وضع التشخيص الصحيح والوصفة الناجعة، أما اولئك الذين يخفون الحقائق عن أطبائهم فلماذا يذهبون إليهم أصلاً؟
الإنترنت جميل جداً أن نعرف الكثير، خاصة أن الإنترنت فتحت أبواب المعرفة أمام الجميع، وصار في الإمكان قراءة ملايين الأبحاث الطبية حول أي موضوع نريد، لكن هذا لا يعني أننا صرنا أطباء، وصارت معرفتنا بالأمور الطبية لا تقل عن معرفة الأطباء أنفسهم. المشكلة التي يواجهها الكثيرون هذه الأيام تكمن في أنهم باتوا يؤمنون بأن الإنترنت هي البديل الطبيعي لكل الخبراء والمتخصصين. لا أحد ينكر الفوائد المذهلة والمساعدة الكبيرة التي توفرها الشبكة العنكبوتية، لكنها لا يمكن أن تكون بديلاً للأطباء وغيرهم من المتخصصين.
مكونات طبيعية عبارة كثيراً ما نراها مطبوعة على حاويات المئات من الأصناف الغذائية وعلى مستحضرات التجميل أيضاً، لكن من الضروري جداً معرفة ما تعنيه عبارة: مكونات طبيعية. بموجب القوانين الأميركية، والتي باتت شبه عالمية في هذا الشأن، يحق للمنتجين ادعاء أن منتجاتهم طبيعية واستخدام هذه العبارة طالما أن هذه المنتجات لا تحتوي على أصباغ ملونة أو نكهات اصطناعية.. أما غير ذلك فمسموح.
الصحة الجيدة يقول البروفيسور روغ إن الصحة الجيدة في حد ذاتها يجب ألا تصبح الهدف الذي نسعى جاهدين إليه، لكن من الضروري أن نجعل من الصحة الجيدة الوسيلة التي تمكننا من الاستمتاع بالحياة. يضيف: اننا حين نركز كل تفكيرنا على أن تكون الصحة هي الهدف والغاية تختلط لدينا رؤية الحياة بمباهجها ونفتقد الكثير من هذه المباهج. يشرح فكرته بالقول إن الناس حين يركزون كل تفكيرهم وجهدهم للابتعاد عن الأصناف التي يعتقدون أنها ضارة من الناحية الصحية، ويشغلون أنفسهم في تعداد السعرات الحرارية في هذا الصنف ومكونات ذاك، ينسون حقيقة أنهم يجب أن يفعلوا كل شيء تقريباً من أجل أن يكونوا سعداء في هذه الحياة.. أن يستمتعوا، ضمن حدود طبعاً، بحياتهم.
شرب الماء الإصابة بالجفاف تؤدي للعديد من المخاطر ومن بينها الموت، وهذا ما يجعل الغالبية تسرف في شرب الماء.. لكن القاعدة الذهبية تقول: الزائد أخو الناقص.. وكل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده. هناك في الطب ما يعرف بالتسمم المائي، أو نقص صوديوم الدم، وهو ينجم عادة عن الإكثار من شرب الماء فالاعتدال مطلوب حتى في شرب الماء.
الراحة للجسم من بديهيات الحياة أن ممارسة الرياضة مسألة غاية في الأهمية لجسم الإنسان وعقله أيضاً، لكن هذا الجسم في حاجة للراحة أيضاً خاصة بعد عمل مضنٍ أو جهد كبير. الإسراف في ممارسة الرياضة يلحق الأذى بالحالة الصحية والعقلية أيضاً، كما أنه يسبب الهزال والأرق وضعف الجهاز المناعي وأوجاع العضلات والجروح. من المفيد في هذه الحالة التنويع في النشاط اليومي طالما أنه يتضمن بعض أوقات الراحة والاسترخاء.
الثقة بين الطبيب ومريضه يفضل البعض عدم إزعاج أنفسهم بزيارة الطبيب المختص، ولا يقومون بمثل هذه الزيارة إلا بعد أن يقعوا فريسة للمرض، أو حين يشتد بهم الألم ولا يعودون قادرين على الاحتمال. تفكير خاطئ فلا بد من استشارة الطبيب بين وقت وآخر وحين الضرورة.. كما أن الفحوص الدورية يجب أن تتم في موعدها التي يقررها الطبيب مما يتطلب أن تكون هناك علاقة أشبه بالصداقة تحكمها الثقة المتبادلة بين الطبيب ومريضه.
استشارة الطبيب الجميع يعرف أهمية الغذاء الصحي وأهمية ممارسة الرياضة، والجميع يعرف أهمية السيطرة على الوزن المناسب والإقلاع عن التدخين، لكن الدراسات تؤكد أن فرص اعتماد الغذاء الصحي وممارسة الرياضة، وفرص السيطرة على الوزن والإقلاع عن التدخين تتضاعف عدة مرات حين تتم بناء على نصيحة الطبيب وليس بالاعتماد على قوة الإرادة وحدها. ليس هذا فقط، فالطبيب يستطيع أن يوصي بتناول عقار ما أو باتباع طريقة طبية لتحقيق أي من الأهداف الكبيرة المذكورة. وهذا يعني ضرورة استشارة الطبيب المختص حين مواجهة أي مشكلة صحية تستوجب الاستشارة من دون المبالغة فيها أو التقليل من شأنها.
ملصق المعلومات تفرض القوانين في كل الدول تقريباً على منتجي الأصناف الغذائية أن يطبعوا على حاوياتها أو على العلب أو الصناديق تفاصيل المكونات الداخلة في تركيب هذه الأصناف.. عدد السعرات الحرارية، كميات السكر والدهون والصوديوم وغير ذلك الكثير. المشكلة تكمن في أن الغالبية لا تعير هذه المعلومات الأهمية التي تستحقها، ويتجاهل الكثيرون حقيقة أن كون هذا الصنف من الدجاج أو الديوك الرومية على سبيل المثال لا يعني بالضرورة أنه خال من الدهون أو يحتوي على القليل منها. المطلوب أن نقرأ ونعي المعلومات المطبوعة لكي يقرأها المستهلك حتى يكون على علم بتفاصيل المركبات التي تدخل جوفه.
العادات تنتشر بالعدوى من المعروف أن العادات الصحية السليمة، وكذلك العادات الصحية السيئة، تنتشر بالعدوى. فقد أثبتت مئات الدراسات والأبحاث أن التدخين على سبيل المثال ينتشر بالعدوى.. والشيء ذاته يمكن أن يقال عن السعادة أيضاً، فهي تنتقل بالعدوى من خلال الاختلاط والنشاطات الاجتماعية. وجود أصدقاء سعيدين يجعلك سعيداً والعكس صحيح أيضاً.. ووجود أصدقاء يحرصون على الأمور الصحية ويتناولون المفيد من الطعام والشراب يجعلك تهتم مثلهم بتناول المفيد من الطعام والشراب، وتصبح حريصاً مثلهم على تناول مثل هذه الأصناف.
الثقة بالتكنولوجيا الثقة الزائدة بالتكنولوجيا وبالتقدم الطبي المتحقق يجب ألا تصبح مبرراً للإهمال والتمادي في التصرفات الغذائية الضارة.. فحين نعرف أن الطب الحديث بات قادراً على تفتيت تجلطات الدم أو تنظيف الشرايين من ترسباتها لا يجوز أن يدفعنا لإهمال غذائنا، معتمدين على أن الطبيب قادر على تخليصنا وإنقاذ حياتنا في اللحظة المناسبة. تفكير خاطئ لا يجوز الاستمرار فيه طالما أن في الإمكان التصرف بطريقة صحيحة وعدم إيصال أنفسنا إلى هذه المرحلة أصلاً.. ويجب ألا ننسى الحكمة القديمة التي تؤكد الأيام صحتها: درهم وقاية خير من قنطار علاج. الخضروات والفواكه لسبب غير معروف، هناك من يعادي الخضروات والفواكه، مع العلم بأن كل الدراسات والأبحاث تؤكد الفوائد الصحية الهائلة لكل منها، بل ان هذه الدراسات والأبحاث توصي بتناول الخضروات والفواكه ما لا يقل عن خمس مرات يومياً، لأنها تقلل احتمالات الإصابة بأمراض القلب والعديد من أنواع السرطان أيضاً، بالإضافة إلى أنها خير معين للسيطرة على الوزن الصحي المناسب. دراسة طبية أجراها مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولاياتالمتحدة نشرت نتائجها عام 2009 أظهرت أن واحداً من بين كل ثلاثة أميركيين بالغين يتناول الخضروات والفواكه مرتين يومياً، وأن ربع الأميركيين يتناولون هذين الصنفين ثلاث مرات أو أكثر يومياً.. لكن، وهذا هو المثير للانتباه، أن %6 فقط يلتزمون بتوصية الأطباء ويتناولون الخضروات والفواكه خمس مرات يومياً.
اللقاحات والطعوم اللقاحات الطبية والطعوم ضد الأمراض لا يجوز في أي حال من الأحوال إهمالها أو التقليل من أهميتها، فهي التي تحمينا من الإصابة بالعديد من الأمراض.. من الأنفلونزا حتى سرطان عنق الرحم، ومن السل حتى التيفوئيد وغيرها الكثير. وفي الولاياتالمتحدة تظهر الدراسات أن %20 فقط من البالغين تناولوا اللقاح ضد الالتهاب الرئوي على سبيل المثال. وفي حين تتفاوت التوصيات الطبية بشأن اللقاحات حسب السن والحالة الصحية والمنطقة التي يتواجد فيها المرء، فالأطباء يوصون بضرورة أن يتم اللقاح سنوياً ضد الأنفلونزا على سبيل المثال، وكل عشر سنوات ضد الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي. نقلا عن القبس