على ما يبدو فإنه ليس عليكي أن تقلقي حول وزنك بعد الآن حيث أظهرت دراسة حديثة أنه عند خضوع الرجل إلى التوتر فإنه يفضل المرأة البدينة ويعتبرها أكثر جمالاً . الدراسة التي نشرت في مجلة plos one شملت على 81 طالباً جامعياً أبيض البشرة تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 42 عاماً، قسموا إلى مجموعتين تعرضت المجموعة الأولى المكونة من 41 مشاركاً إلى التوتر والإجهاد حيث كان عليهم أن يتصرفوا كما لو أنهم في مقابلة عمل مهمة أمام مجموعة من الرجال والنساء بينما لم تتعرض المجموعة الثانية إلى أي توتر يذكر وبعد ذلك طلب من المشاركين ترتيب جاذبية صور للنساء وذلك باختيار 13 صورة مفضلة من بين 1022 بأسرع فترة ممكنة.
ويعقب الدكتور مارتن توفي على ذلك بقوله: "تشير النتائج إلى أن التوتر يغير ما قد نجده جذاباً في الشريك المحتمل" ويضيف : "وهذا يوحي بأن تفضيلنا لحجم الجسم ليس فطرياً ولكنه مفهوم مرن يمكن تغييره بحسب البيئة والظروف". ولكن هذه الدراسة تبقى صغيرة الحجم ولا يمكن اعتبار نتائجها نهائية كما أن الباحثين لم ينظروا في التفضيلات السابقة لأولئك الرجال ولم يدرسوا كذلك كيف يكون الوضع العكسي أي كيف تنظر المرأة المتوترة إلى الرجل.
ويقول الدكتور مارتن توفي: "إن ما هو مهمٌ حقاً حول ذلك هو معرفة أن معايير الجمال لا تتغيير بمرور الزمن فقط بل من مكان لآخر كذلك" ويضيف: "إن أهمية هذا البحث تنبع من حاجتنا إلى فهم ما يشكل أفضليات في حجم الجسم، حيث أن الناس التي تعاني من مرض فقدان الشهية لديها صورة مشوهة عن الحجم المثالي للجسم ولذلك من المهم أن نفهم كيف يؤثر التوتر والظروف البيئية المتغيرة على تفضيل الشعوب لشكل الجسم وكيف ينعكس ذلك على الصحة".
ويفسر معدّو الدراسة ذلك بأن الرجال تتكيف مع التوتر بالبحث عن سبيل للحفاظ على النوع والتطور وهذا يبدو لديهم في الشريكة ذات الوزن الأكبر، ولكن البروفيسور ستيف جانجيستد يجد تفسيراً أخر بقوله: " إن التوتر يوجه ربما ضربة مؤقتة للثقة الاجتماعية واحترام الذات وهذا قد يسبب تغير في معايير تفضيلات حجم الجسم" ويضيف: "إن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتوفير نظرة ثاقبة حول هذا الموضوع".
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور مارتن توفي وزملائه قد أجروا دراسات سابقة في سياق متصل درسوا فيها كيف يؤثر تغير المكان على المعايير الجمالية للإنسان، ويعقب الدكتور مارتن توفي على ذلك بقوله: " على سبيل المثال لقد عملنا في أجزاء من ماليزيا وأفريقيا فوجدنا أنه في البيئات الفقيرة وحيث تكون الموارد شحيحة فإن الناس يفضلون السمنة في الشريك المحتمل، حيث أنك إذا كنت تعيش في بيئة يندر فيها الطعام فمعنى أن تكون ذو وزن زائد هو أن يكون لديك دهون مخزنة تفيد لدى احتمال انخفاض الغذاء في المستقبل كما أنه يعني أنك في حالة اجتماعية أعلى تسمح لك بتأمين الموارد الغذائية في المقام الأول" ويضيف: " أما الناس في الدول الغنية كالولايات المتحدةالأمريكية مثلاً فإن لديهم معايير جمالية حول حجم الجسم مختلفة عن ذلك".