إن اليود عنصر أساسي من أجل صنع هرمونات الغدة الدرقية ولنمو الجنين والأطفال الرضع؛ ولذا، فهو من المواد الغذائية شديدة الأهمية للتمتع بصحة سليمة في جميع مراحل العمر. وجسم الإنسان لا يستطيع أن يصنع اليود، ومن ثم يجب تزويده به بانتظام من خلال نظام غذائي صحي. ويعاني السكان في 54 بلدًا من بلدان العالم تقريبًا من نقص اليود وفقاً لما أوردته منظمة الصحة العالمية في تقرير لها؛ ويعود ذلك النقص إلى أن التربة في هذه البلدان لا تحتوي إلا على نسبة ضئيلة للغاية من اليود، أو قد لا يوجد بها أي يود البتة في بعض الحالات. إن عنصر اليود مكون أساسي من المكونات التي تقوم بصنع هرمونيّ الغدة الدرقية: ثيروكسين (تي 4) وثلاثي يود الثيرونين (تي 3). وتساعد هرمونات الغدة الدرقية الجسم على الاستفادة المثلى من الطاقة، والحفاظ على درجة حرارة دافئة بالجسم، والمحافظة كذلك على نشاط المخ والقلب والعضلات والأعضاء الأخرى بالحالة التي يجب أن تعمل بها.4 وهرمونات الغدة الدرقية وبالتالي اليود أيضًا عاملان جوهريان في نمو الأجنة، واكتمال نمو العظام والمخ لديهم. ووفقاً لما أوردته منظمة الصحة العالمية (منظمة الصحة العالمية؛ 1994)، فإن تناول اليود بكميات غير كافية هو السبب الأكثر شيوعًا الذي يمكن الوقاية منه للإصابة بالتخلف العقلي. كم تحتاج من اليود إن كل ما تحتاجه طوال حياتك من اليود هو ملء ملعقة صغيرة (ملعقة شاي)، بيد أن الجسم لا يستطيع تخزين اليود لفترات طويلة ولذلك تحتاج إلى مقدار ضئيل من اليود على فترات منتظمة.6 وبمقدور معظمنا تحمل تناول كميات كبيرة من اليود دون أن يتعرضوا لآثار ضارة. ولكن يؤدي تناول أكثر من 1000 ميكروجرام في اليوم من اليود إلى شعور البعض بأعراض بالجهاز المعدي المعوي وبطعم في حلقهم كأنما قد ذاقوا شيئاً من المعادن. يتغير ما يتطلبه الإنسان من اليود على مدار حياته الرُضَّع: 110 إلى 130 ميكروجر الأطفال (1-8 أعوام): 90 ميكروجرام الأطفال (9-13 عامًا): 120 ميكروجرام المراهقون والبالغون: 150 ميكروجرام 220-290 ميكروجرام ملاحظة: الأطفال الرُضع معرضون لخطر بالغ بسبب نقص اليود لأن احتياجاتهم من هذا العنصر وهرمونات الغدة الدرقية بالتناسب إلى وزنهم أكبر كثيرًا من حاجتهم إليهما في أي وقت آخر من أعمارهم.11 ولهذا توصي الجمعية الأمريكية للغدة الدرقية بتناول جميع الأمهات المرضعات مكملاً يحتوي على 150 ميكروجرام على الأقل من اليود كل يوم. إذا كنت تخططين لأن تكوني أمًا فاليود أولاً إذا كنت تخططين لأن تنجبي وتنعمين بطفل أو كنت حاملاً بالفعل أو ترضعين فإنك تحتاجين إلى زيادة كمية اليود في نظامك الغذائي. .فنقص اليود ولو بكمية قليلة أثناء الحمل يمكن أن يكون له آثاره على نمو الجنين وولادته. ولتعلمي أن الآثار الضارة على نمو مخ الجنين وجهازه العصبي في المراحل الأولى من الحمل هي آثار لا يمكن علاجها بوجه عام ويمكنها أن تُحدث مضاعفات خطيرة على القدرة العقلية للطفل حين يكبر. تحدثي إلى الطبيب بشأن مكملات اليود، هل تحتاجينها وماذا تحتاجين منها.