عملية حلقة المعدة قابلة للتحكم تعتبر من العمليات التي حظيت برواج كبير في أوروبا ولاحقاً في أمريكا لسهولة إجرائها بالمنظار وقلة المضاعفات والمخاطر المصاحبة لها بالإضافة إلى نتائجها الجيدة وان كانت اقل نتائج من العمليات الأخري على المدى البعيد والاستئصال الطولي للمعدة ( التكميم ) أو تخطي المعدة. تفصيل العملية (حلقة المعدة) - لعبت جراحة المناظير دور كبير في انتشار عملية حلقة المعدة لسهولتها على المريض من حيث الألم والعودة إلى النشاط الطبيعي سريعا بعد العملية. - من خلال أربع ثقوب( أو ثقب واحد )ندخل المنظار الذي يرتبط بسلك موصل الي شاشة تليفزيون تظهر الأمعاء والمعدة وغيرها. من خلال جروح صغيرة (من نصف إلى واحد سنتمتر ) يدخل في تجويف البطن تليسكوب وملاقط العملية ويظهر التلسكوب على شاشة التلفيزيون المعدة وبقية الأحشاء والملاقط. - نفخ تجويف البطن بإبرة كأي جراحة مناظير معتادة فيرتفع جدار البطن ويكون مثل السقف لتجويف البطن بينما تبقي الأمعاء والمعدة تحت. - نفرد حلقة المعدة طوليا خارج البطن وتكون بالوناتها مفرغة ثم ندخلها وأنبوبها إلى تجويف البطن من خلال أحد الجروح أو الثقوب. - نقوم بتطويق الجزء العلوي من المعدة بواسطة الحلقة (تحزيم المعدة ) وبذلك تنقسم المعدة إلى جزئين.
(انظر الشكل ) جزء علوي صغير مستقبل للوجبة من المرئ يتصل عن طريق فتحة ضيقة أو ممر (منطقة الحلقة ) مع الجزء السفلي الكبير من المعدة . - نثبت الحلقة في مكانها (كي لا تنزلق للأسفل ) بواسطة خياطة جزء من جدار المعدة تحت وفوق الحلقة معا كما في الشكل. - يسحب طرف الأنبوب المتصل بحلقة المعدة بعناية من داخل تجويف البطن إلى الخارج من خلال احد الثقوب. - الآن خارج البطن يوصل طرف الأنبوب بإحكام مع المخزن. - يثبت المخزن مع طرف الأنبوبة تحت الجلد ويغلق الجلد فوقه (يختلف مكان تثبيت المخزن من جراح إلى أخر فقد يكون تحت الثدي الأيسر أو تحت حافة الضلوع اليسرى أو مقدمة البطن أو عنه منطقة السره )والمخزن هذا هو الذي يتم حقنه بإبرة خاصة بمحلول (بعد عدة أسابيع ) يمر من خلال الأنبوب إلى بالون الحلقة المثبتة حول المعدة فيضغط على جدار المعدة فتضيق الفتحة أو الممر مابين الجزء العلوي من المعدة والجزء السفلي.
- وبواسطة عملية الحقن هذه أو سحب المحلول نستطيع تضيق أو توسيع الفتحة بين جزئي المعدة – عملية الحقن والسحب بسيطة وتكون في العيادة ودون أي تخدير ، وهي أساس العملية كلها (التحكم من الخارج) حيث أن الحلقة عندما تلف حول المعدة يكون البالون فارغا وبالتالي تكون الفتحة بين الجزئين العلوي والسفلي كبيرة لا يمكث الطعام في الجزء العلوي الصغير ولكن عند حقن المخزن مره تلو الأخرى ينتفخ البالون فتصغر الفتحة ويحتفظ الجزء العلوي بالطعام.
- عند تناول الوجبة الصلبة أو شبة الصلبة يمتلئ الجزء العلوي للمعدة المستقبل للطعام سريعا وبكمية قليلة فيشعر الشخص بالشبع أو الامتلاء ويتوقف عن الأكل . هذا الشعور نتيجة لتمدد جدار المعدة ( الصغيرة) الذي تنقل إشارات عبر أعصاب المعدة إلى مركز الشبع في الدماغ.
- تقوم المعدة الصغيرة بعملية التقلص وتذويب الطعام على مدى الساعات التالية ثم تبدأ بتفريغ الطعام بعد أن يكون سائلاً عبر الفتحة إلى الجزء السفلي من المعدة ثم إلى الأمعاء وبذلك يمنع من الأكل بشراهة أو سرعة الالتهام ، الأمر الذي يقلل كمية الطعام المتناولة يومياً ويؤدي إلى إنقاص الوزن. مواعيد حقن المخزن: هناك جداول متعددة للحقن بعد العملية منها حقنة صغيرة كل شهر لمدة عدة أشهر تصل إلي 10 حقن لضمان التزام المريض ومتابعتها.. ومنها الأكثر عملية وهو حقنة أولي بعد ثلاث أسابيع من العملية ثم كل أسبوعين لمدة ثلاث أو أربع حقنات. مخاطر ومضاعفات (حلقة المعدة): لعل من أهم مضاعفات هذه العملية عدم فهم المريض لطبيعتها وما يجب علية أن يتأقلم معها فإذا فشل في ذلك فمن المتوقع أن تفشل الحلقة في إنقاص وزنة. أولاً : بعد العملية مباشرة: - كأي عملية قد تحدث مضاعفات من التخدير أو أثناء العملية كثقب بالمعدة أو جرح الطحال أو الكبد أو نزيف ولكنها قليلة جدا مقارنة بالعمليات الأخرى كعملية تخطي المعدة – أو تحويل عصارة المرارة والبنكرياس. ثانيا : على المدى البعيد: - الغثيان والتقيء وصعوبة البلع والغصة: نتيجة لأكل لقمة صلبة أو كثيرة الألياف أو كمية كبيرة أو عدم المضغ الجيد أو تناول السوائل أثناء الأكل . وأحياناً نتيجة لتناول أدوية تؤدي لالتهابات بسيطة بجدار المعدة . وإذا استمر وبشكل عنيف قد يكون نتيجة لانزلاق الحلقة وهي حالات نادرة. - انزلاق الحلقة للجزء السفلي من المعدة مما يؤدي إلى انسداد مجرى الطعام وضرورة إجراء عملية لرفع الحلقة أو إزالتها وغالبا عملية سهلة. - تمدد الجزء العلوي للمعدة وزيادة كمية الأكل وعادة ما يحدث نتيجة لالتهام كميات كبيرة من الطعام بعد الشعور بالامتلاء. - توسع المريء وهو نتيجة للقئ المتكرر. - دخول الحلقة إلى داخل المعدة بعد فترة طويلة وهي حالات نادرة جدا وبالإمكان إزالتها دون مضاعفات. - تسرب المحلول من المخزن أو الأنبوب المتصل به تحت الجلد وبالإمكان تغيره بسهولة. - احتمال الحاجة إلي عملية أخري لما بين 5 إلي 35 % من الحالات. نجاح العملية: وهو عندما يفقد المريض أكثر من نصف الزائد من الوزن عن وزنه المثالي ويحافظ علية لفترة سنتين و يعتمد كثيراً على: - إصرار الشخص على تغير نمط وأسلوب التغذية والتزامه حرفيا بالإرشادات. - ممارسة الرياضة يوميا بشكل منتظم. ملاحظة هامة: هنا نود الإشارة إلي أن العديد من المرضي ينظر إلي أي عملية من عمليات السمنة علي أنها نهاية المطاف في مشوار الرجيم وقيوده وبالتالي يضع كل آماله عليها.. وحقيقة الأمر أن هذه العمليات وبالذات حلقة المعدة تحتاج إلي بصيرة ووعي تغذوي، لا نقول تحتاج إلي رجيم لأن الرجيم هو عمل الإرادة كاملة للتعامل مع معدة طبيعية وكبيرة ولكن في حلقة المعدة هناك عامل مساعد ورادع أساسي في المعدة لا يمكنك من تناول وجبة كبيرة حتى لو فقدت السيطرة علي إرادتك ، وبالتالي كل ما تحتاجه هنا هو تنظيم الأكل ومراعاة الإرشادات ، وهذا المقصود بالبصيرة حيث أن حلقة المعدة مجرد أداة ووسيلة وبالإمكان التغلب عليها ( غشها ) بأكل الحلويات والوجبات اللينة والمتكررة وكثيرة السعرات ..... فلا ينزل الوزن. نصيحة: أن لا نضيق الحلقة بشكل كبير أو إلي آخرها . وان نعتمد علي تنظيم الأكل وطريقة المضغ أكثر من التضييق. مميزات عملية حلقة المعدة - عملية سهلة نسبيا ولا يتغير فيها مسار الطعام الطبيعي الفسيوليجي. - لا تحتوي على إزالة أو قطع أي جزء من المعدة أو الأمعاء . - بالإمكان إزالة الحلقة عند الحاجة إلى ذلك وبسهولة معظم الأحيان. - في حالة الحاجة لأي عملية مستقبلا في البطن فإن هذه العملية لا تكون عائقا لها. - يمكن التحكم من الخارج بالفتحة بين جزئي المعدة وبالتالي التحكم في نزول الوزن. - إمكانية إجراؤها من ثقب واحد في البطن وبالتالي تكون أفضل من الناحية الجمالية. عيوب عملية حلقة المعدة - يعتبر المأخذ الأساسي على حلقة المعدة زيادة عدد الأشخاص اللذين تبدأ أوزانهم بالزيادة بعد السنة الثالثة، الأمر الذي جعل عملية الموازنة بينها وبين العمليات الأخرى ذات المضاعفات حرجة ودقيقة. - عدم تقبل بعض المرضي لها نتيجة لعدم توافقهم مع طريقة الأكل ( المثلي ) البطيء التي يجب أن يتبعوها وبالتالي يحدث القيء المتكرر وصعوبة البلع والغصة المتكررة. - احتمال إجراء عملية أخري إما للمضاعفات ( وان كانت قليلة ) أو لإزالتها وإجراء عملية أخري .. وهذا احتمال يصل في بعض الدراسات من 5-35% من الحالات. - لقد بدأنا في إجراء حلقة المعدة للسمنة أواخر التسعينات ، ولما لم يكن متاحاً أي عملية سمنة بالمناظير وغيرها فقد أجريناها لكل الأوزان الكبيرة ومؤشرات كتلة الجسم التي تتجاوز الخمسين والستين ، ولذلك ظهر عندنا عدد كبير ( أكثر من نصف من أجريت لهم ) زاد وزنهم بعد 4 أو 5 سنوات من العملية وتجدنا اليوم لا يمر أسبوع دون أن نجري عملية أو اثنتان لإزالة الحلقة وعمل تخطي أو تصغير طولي.