الجراحة بالتجميد تقنيه جديده لعلاج السرطان

الجراحة بالتجميد
وهي تقانة جديدة لمعالجة السرطان اعتمدت من قبل إدارة الأدوية والأغذية الأمريكية عام 1998 ومن قبل إدارة الأدوية والأغذية الصينية عام 1999 . وقد بدأ مشفى فودا باستخدام هذه التقانة منذ عام 2000 ، وتم استخدامها لمعالجة نحو 10000 حالة سرطان مختلفة (وأكثر من 34 نوع من السرطان)، لنتصدر قائمة المشافي في الصين وفي العالم أيضًا.
هي تقانة هامة لاستئصال الورم السرطاني، إذ أنها تدمر الخلايا السرطانية من خلال تجميدها وتذويبها. ولهذه التقانة آثار مدمرة للأورام السرطانية من خلال آليتين رئيستين، الأولى فورية التأثير، والأخرى ذات تأثير لاحق. أما الآلية الأولى فهي التأثير المخرب المباشر لعملية تجميد وتذويب الخلايا، أما الآلية الثانية فهي عن طريق إحداث فشل تدريجي في الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي الخلايا السرطانية، والتي تصبح في نهاية المطاف سبباً رئيساً في تخريب تلك الخلايا وحالما تصبح درجة الحرارة تحت الدرجة - 40 درجة مئوية تبدأ الكرات الثلجية بالتشكل حول الخلايا السرطانية، وبمجرد تشكلها فإن موت الخلايا السرطانية يصبح شبه مؤكد وخلال الجراحة بالتجميد الموضعي يحدث الفشل التدريجي للتغذية الوعائية وفقاً لأحداث منتظمة: تخريب بطانة الوعية الدموية لتصبح سهلة الاختراق وإحداث انتفاخ في النسج الداخلية وتراكم في الصفيحات الدموية، وبالتالي تشكيل خثرة داخلية مما يسبب احتقان وانسداد الوعاء الدموي. وبذلك يصبح الجهاز لمناعي حساساً للخلايا السرطانية المدمرة بالجراحة بالتبريد الموضعي، وبالتالي فإن أية نسيج سرطاني لم يتم تخريبه سيصبح من السهل تدميره من قبل الجهاز المناعي. وهذا ما يسمى برد الفعل المناعي البارد (cryoimmunological response)


تتم هذه العملية وفقاً لمكان وحجم الورم، إما بالتنظير أو عن طريق الجلد. ويتم الاستئصال باستخدام نظام لتزويد غازي الآرغون والهيليوم لتنفيذ دورتين أو ثلاث دورات من التجميد/التذويب. وتستمر عملية التجميد حتى يصبح حجم كرة الجليد كافياً لتغطية الورم كام ً لا، كما تغلف الكرة الجليدية نحو 5-10 ملم من الأنسجة السليمة المحيطة بالورم. أما في حالة الأورام الكبيرة، فيتم استخدام عدة أنيبيبات تجميد. وفي بعض الأحيان يكون من الضروري إجراء عملية الاستئصال هذه مرتين أو ثلاث مرات على الأقل هذه الطريقة هي عملية طبية موضعية، يمكن وصفها بأنها الطريقة الوحيدة لعلاج السرطان، كما يمكن مشاركتها مع طرائق العلاج الأخرى كالجراحة والمعالجة الكيميائية والمعالجة الإشعاعية إن الجمع بين هذه الجراحة والاستئصال يمكن أن يكون مفيداً جداً، لأن تجميد الورم قبل استئصاله يقلل جداً من مخاطر انتشار الورم أثناء عملية الاستئصال
بالإضافة إلى تجنب الأنسجة السليمة، تعتبر هذه الطريقة ملائمة جداً في العلاج كونها غير محدودة الجرعة، ويمكن تكرارها حسب الحاجة من أجل تدمير كل الخلايا السرطانية

في الحالات التي لا يتم فيها تدمير الورم بعد تجميده، فإن استخدام الجراحة الموضعية عن طريق الجلد يقلل جداً من خسارة الدم ومن الانزعاجات الذي يحصل بعد العمليات الجراحية الأخرى. يستخدم في هذه الطريقة مسبار تجميد صغير نسبياً (بقطر نحو 24 ملم)، وبالتالي فإن هذه الطريقة يمكن أن تستخدم في العمليات الجراحية الحساسة والتي لا تحتمل حدوث أية مخاطر أثناء إجراء العملية وما يميز هذه الطريقة هو عدم وجود آثار جانبية كتلك التي تظهر عادة عند المعالجة الكيميائية أو الإشعاعية، كما انها قابلة للتكيف لمعالجة الأورام القريبة من الأوعية الكبيرة، والتي يستعصي على العمليات الجراحية الأخرى إزالتها، كما تستخدم لاستئصال مختلف انواع الأورام وحجومها. تهدف الجراحة بالتجميد الموضعي في حد ذاتها إلى التأثير الموضعي، أي إلى التدمير الموضعي للأورام المستعصية على العلاجات التقليدية، كما أنها تثير أيضاً رد فعل مناعي تجاه السرطان للقضاء على الخلايا السرطانية القابلة للانتشار أو الأورام المتبقية وتشير الأدلة إلى أن معدل تكرار الإصابة بالسرطان بعد استخدام هذه الطريقة هو أقل بكثير منه عند المعالجة بالطرق التقليدية الأخرى.