أولاً –لماذا يجب أن نتقي السحر: لما كان السحر بلاء خطيرًا ،ومرض مخيفًا يصعب التخلص منه بسهولة ،وهو يصيب الجسد والنفس ،وجب أن نتقيه ،كما نتقي بقية الأمراض العضوية أو النفسية ،وقديمًا قالوا :درهم وقاية خير من قنطار علاج . ومن الأمور التي يجب أن ننبه الناس إليها ،وهي أن السحر وإن شفي منه ،إلاَّ أن أثره يترك بصماته وتشويهاته على الجسد والنفس معًا ،كما أن إمكانية معاودة السحر إلى المعافى منه تكون أسهل وأسرع . ولقد وجدت في رسالة ،لسماحة الشيخ عبد العزيز بن بازعن السحر قبل وقوعه ما يلي : (وقد شرح الله سبحانه لعباده ما يتقون به شر السحر قبل وقوعه أوضح لهم سبحانه ما يعالجونه به بعد وقوعه رحمة منه لهم وإحسانًا منه إليهم وإتمامًا لنعمته عليهم ،وفيما يلي بيان للأشياء التي يُتقى بها خطر السحر قبل وقوعه والأشياء التي يعالج بها بعد وقوعه من الأمور المباحة شرعًا. أما النوع الأول :وهو الذي يتقي به خطر السحر قبل وقوعه فأهم ذلك وأنفعه هو التحصن بالأذكار الشرعية والدعوات والتعوذات المأثورة ،من ذلك قرءاة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السلام ومن ذلك فراءتها عند النوم ،وآية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم وهي قوله سبحانه :( -(الله لا إله إلاَّ هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له مافي السماوات والأرض من ذا الذي يشفع عنده إلاَّ بإذنه يعلمُ ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلاَّ بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولايئوده حفظهما وهو العلىُّ العظيم-لاإكراه في الدين قد تبين الرُّشد من الغىِّ فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميعٌ عليمٌ)،ومن ذلك قراءة: (قُل هو الله أحد) ، (قل أعوذ برب الفلق-من شر ما خلق) ، (قل أعوذ برب الناس) ، خلف كل صلاة مكتوبة وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات في أول النهار بعد صلاة الفجر وفي أول الليل بعد صلاة المغرب ،ومن ذلك قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل وهما قوله :( ءامن الرسول بما أُنزل إليه من ربه والمؤمنونن كلٌ ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) إلى آخر السورة . وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" من قرأ آية الكرسي في ليلة لم ينزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح "، وصح عنه أيضًا صلى الله عليه وسلم أنه قال :" من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " والمعنى والله أعلم كفتاه من كل سوء .ومن ذلك الإكثار من التعوذ ب"كلمات الله التتامات من شر ما خلق " في الليل والنهار وعتد نزول أي منزل في البناء أو الصحراء أو الجو أو البحر لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"من نزل منزلاً فقال :" أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق "لم يضره شيءٌ حتى يرتحل من منزله ذلك" . ومن ذلك أن يقول المسلم في أول النهار وأول الليل ثلاث مرات ،ط بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم " لصحة الترغيب في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ذلك سبب للسلامة من كل سوء ،وهذه الأذكار والتعوذات ممن أعظم الأسباب في اتقاء شر السحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها بصدق وإيمان وثقة بالله ولاعتماد عليه وانشراح صدر لما دلت عليه وهي أيضًا من أعظم السلاح لإزالة السحر بعد وقوعه ). ونظيف أيضًا فنقول من الهدي النبوي الشريف الذي رواه سعد بن أبي وقاص رضي اللع عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر". ونعود فنذكر بأن السحر لا يصيب الناس إلاَّ بمشيئة الله سبحانه وتعالى ،لقوله في سورة البقرة :( واتبعوا ماتتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكنَّ الشياطين كفروا يعلمون الناس السحرومآ أُنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتَّى يقولا إنما نحن قتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحدٍ إلاَّ بإذن الله ويتعلَّمون ما يضرُّوهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الأخرة من خلاق ولبئس ما شروابه أنفسهم لو كانوا يعلمون-ولو أنَّهم ءامنوا لمثوبة من عند الله خيرٌ لو كانوا يعلمون-). صدق الله العظيم .