من أهم الأمراض التي قد تصيب قلب الإنسان مرض الذبحة الصدرية (angina pectoris) والذي هو عبارة عن ألم في الصدر وصعوبة في التنفس ناتجان عن اختلال التوازن بين ما يتطلبه القلب من الأوكسجين وحجم الأوكسجين الذي يصل القلب عبر الدورة الدموية وتعني هذه الكلمة باللغة اللاتينية "اعتصار الصدر" أي حدوث آلام في الصدر. ما الفرق بين الذبحة الصدرية والجلطة القلبية؟ تختلف الذبحة الصدرية عن النوبة القلبية من حيث أن الشرايين في الذبحة الصدرية لا تصاب بانسداد كامل، كما أنها تلحق ضرراً طفيفاً أو غير دائم بالقلب. الأعراض المصاحبة للذبحة الصدرية ليس كل ألم في الصدر يعني الإصابة بالذبحة الصدرية، ومن أهم الأعراض التي من الممكن ملاحظتها في حالة الذبحة الصدرية الآتي: * الإحساس بوجود ألم خلف عظمة الصدر الوسطى الأمامية (عظمة القص)، حيث ينتشر هذا الألم عبر الصدر، أو ينتقل إلى الكتفين خاصة الكتف الأيسر، وقد يمتد إلى الرسغين واليدين، وقد ينتشر الألم أحياناً إلى الرقبة والفكين، أو إلى الظهر أو الذراعين، أو يصاحبه شعور بعدم الارتياح أو ثقل أو اختناق في الصدر، وتدوم نوبة الألم 15 دقيقة أو أقل من ذلك بقليل. · زوال الألم عند الراحة أو عند استعمال حبوب خاصة توضع تحت اللسان لتوسيع شرايين القلب مثل (حبوب النيتروجلسرين) . · صعوبة في التنفس · زيادة في التعرق · الإحساس بالغثيان · الإحساس بالتعب والإرهاق الشديدين. قد تشكو فئة من المرضى من ألم الذبحة الصدرية مع أن الفحوصات تؤكد أن شرايين القلب طبيعية تماماً، وهنا يعود سبب الألم الصدري إلى عدم استطاعة العضلة القلبية الحصول على كمية كافية من الأكسجين بسبب تشنج عابر في الشريان التاجي. العلامات المنذرة في الذبحة الصدرية يتأقلم المصابون بالذبحة الصدرية مع أعراضهم ويمكنهم التحكم بها، لكن يمكن في بعض الأحيان أن يصابوا ببعض الأعراض التي تنذر بوجود مشكلة أكبر من الذبحة، ولذلك لا بد من الاستشارة الطبية العاجلة، ومن هذه العلامات: * استمرار ألم الذبحة لأكثر من عشر دقائق. * زيادة حدة الألم عن المعتاد. * عدم زوال الألم باستعمال الأدوية المعتادة واستمراره. * زيادة عدد نوبات الألم عن المعتاد. * الإحساس بالألم أثناء الراحة. * الإحساس بأعراض جديدة لم تكن موجودة في السابق. عوامل الخطورة للإصابة بالذبحة الصدرية هنالك بعض العوامل التي قد تكون سبباً في تعجيل الإصابة بالمرض، منها: · الجنس، يلاحظ أن نسبة إصابة الرجال بأمراض القلب عامة أكثر من النساء، وذلك بسبب الهرمونات الأنثوية التي تحمي الشرايين، ولذلك تزداد نسبة المرض في الإناث بعد انقطاع الحيض. · التدخين، فالمدخنون أكثر عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية. * زيادة الوزن والسمنة المفرطة لها تأثير مباشر للإصابة بالذبحة الصدرية. * العمر. * الإصابة بارتفاع ضغط الدم. * تناول الأغذية الغنية بمادة الكولسترول؛ وبالتالي زيادة نسبة الكولسترول في الدم. * ارتفاع الضغط الشرياني. * الإصابة بداء السكري. * العامل الوراثي والموت المفاجئ في الأعمار تحت 55 عاماً. * قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة. * ارتفاع الحمض الأميني الهوموسيسيتين في الدم. علاج الذبحة الصدرية تشمل إجراءات العلاج عدة خطوات ومنها: الإجراءات الوقائية وتشمل: * التوقف عن التدخين. * الامتناع عن شرب الخمور. * إنقاص الوزن الزائد. * تناول الغذاء الصحي المتوازن، والحمية الغذائية والتقليل من الدهون وخاصة المشبعة. * التحكم الجيد بداء السكري وبضغط الدم لمنع أو تقليل خطورة هذين المرضين على الشرايين التاجية للقلب. * الحركة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. * علاج الكولسترول المرتفع في الدم والاهتمام بالتغذية الجيدة. * تجنب الضغوط النفسية والتوتر. العلاج الدوائي: وذلك بأخذ أدوية تقوم بتوسيع الشرايين التاجية وأهمها مركبات النيترات، التي يُعطى بعضها تحت اللسان عند النوم، وأخرى تعطى ككبسولات أو حبوب للبلع، ونوع آخر يوصف كلصقات تلصق على الجلد أو مراهم توضع على الجلد ليمتصها ببطء وتذهب مع الدورة الدموية. العلاج عن طريق القسطرة: حيث يقوم الطبيب بتوسيع الشريان المتضرر بالبالون مع وضع دعامة أو شبكة معدنية دقيقة مكان التوسيع لإبقاء الشريان مفتوحاً. زراعة الشرايين جراحياً: يلجأ الطبيب لهذه الزراعة في حالات مشكلات الشرايين التاجية المعقدة والتي لا ينفع معها العلاج الدوائي ولا العلاج بالتوسيع عن طريق البالون، بل يقوم الطبيب بعمل توصيلات جراحية تمدّ العضلة المتضررة بالدم اللازم وتقوم بعمل الشرايين المتصلة؛ وبذلك تعود التروية الطبيعية، وتؤخذ الأوعية التي تستخدم في التوصيلات الجراحية من أوردة ساق المريض أو من شرايين اليد أو المعدة أو الصدر. وختاما فإن القلب السليم يحتاج إلى عناية خاصة بالجسم عامة.