رغم الملايين المستفزة التي أنفقها الأهلي على شراء اللاعبين إلا أنه فشل للمرة الثالثة على التوالي في الوصول إلي نهائي أبطال أفريقيا، مرتان منها على يد فريق الترجي التونسي!. وبهذا يكمل الأهلي مسلسل الخروج الإفريقي، إذ خرج من قبله الزمالك والإسماعيلي وحرس الحدود، يضاف إلى ذلك خروج المنتخب من التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم أفريقيا.
أي أن الكرة فشلت هي الأخرى في إسعاد الناس وقد عولت عليها جماهير عريضة، تريد أن تجد متنفساً - ولو كان في الكرة - للخروج من حالة الاحتقان العصبي والنفسي التي تحياها.
نعود إلى الأهلي فأقول: مانويل جوزيه حقق بطولات كثيرة مع الأهلي في الماضي لأنه كان يملك فريقاً متكاملاً طموحاً، وقد اعتقدت إدارة الأهلي أنه يقدر أن يفعل ذلك الآن، ولكن الأماني لم تتحقق.. لأن الأداء على المستوي الجماعي تغير، ولأن الروح تغيرت، إضافة إلى أن مانويل جوزيه استنفذ كل ما لديه من فنيات مع فريق الأهلي ولن يستطيع أن يقدم الجديد.
ولعل الأهلي قد خرج بالأمس على يد الترجي للأسباب التالية:
(1) التركيز على جملة " لا تخطيء " في المحاضرات الفنية تكون أكبر سبب في ارتكاب الأخطاء الساذجة، حيث تتحول إلى وسواس يطارد اللاعب عنده تعامله مع أي كرة، ومن ثم يبدو اللاعب متوتراً مشتتاً حين يتعامل مع الكرة، فيخطئ في تمرير الكرة، أو يشتتها، أو يتخلص منها بتسرع دون تفكير.
(2) تقييد ملكات اللاعبين المهارية والإبداعية في حدود خطة مدرب لا يسمح للاعب بالتعبير عن نفسه وإطلاق ملكاته إلا وفق ما أراد هو، الأمر الذي يجعل من اللاعب قطعة شطرنج تتحرك بيد مدربه على عدد معروف من المربعات، فإن توقع المنافس أداء اللاعب أفسد تحركه داخل المستطيل الأخضر، وبالتالي أوقف فاعليته، ومن ثم يبدو اللاعب مجرداً مما عُرف عنه من مهارة وتألق إن نجحت خطة المدرب المنافس.
(3) افتقاد القدرة على اللعب تحت ضغط المنافس، الأمر الذي يفقد اللاعب تركيزه، ويزيد من عصبيته، وبالتالي يصاب بحالة من الإحباط البدني والنفسي، لأن المنافس حرمه من أن يفعل ما يريد بالكرة، وهذا عيب كبير في أسلوب أداء اللاعب الذي لا يجيد اللعب من لمسه واحدة، أو الذي يفكر بعد أن تصل إليه الكرة.
(4) حالة التشبع المادي، فاللاعب أن يتحصل على الملايين تحت مختلف الظروف لن يخرج كل ما لديه.. لأنه في كل الأحوال (كسبان)، فلماذا يجهد نفسه؟!.
(5) انخفاض سقف الطموح، بأن يتوقف عطاء اللاعب عند تحقيق انجاز معين، أو يستكثر على نفسه أن يحقق انجازاً أعلى وأفضل، وقد يكون ذلك أحد أساليب التربية الخاطئة التي تخلط بين القناعة، وبين العمل الجاد الدءوب لتحقيق الأفضل كماً ونوعاً.
(6) الهالة الإعلامية المفرطة تكون أحد أسباب اهتمام اللاعب بنفسه أكثر من تركيزه على الأداء الجماعي وتحقيق الهدف المنشود، فاللاعب يؤدى وهو مشغول بما ستنشره عن وسائل الإعلام عقب المباراة.
أتصور من وجهة نظري المتواضعة كمحب للنادي الأهلي أن هذه الأسباب قد برزت بشدة في أداء لاعبي الكرة خلال الآونة الأخيرة.