ملحمة الشرف

نادية الوجه والطبع ماتت، لكن جذور الطهر عاشت
روتها دماء عزيزة، من دفقها الميمون ضاءت
ذهبت عنا هذى المصون، والذكرى في الناس دامت
لا بأس إن ذهبت شحوم، في سبيل العرض ذابت
****
نادية:
لا زلت كما كنتِ هنا، سيرة عطراء في الناس شاعت
لن تكوني ذكرى وتمضى، لن تكوني ذكرى وفاتت
لن تكوني حدثاً سينسى، لن تكوني شمساً وغابت
أنت هنا في كل خطو، تهدى الطريق لكل فائت
أنت هنا فئ كل نبض، تعطى الحياة لقيم تهاوت
لن ترحلي ما دامت عيون، تراكِ دوماً ولاعنكِ حادت

****
نادية:
أنت دليل لكل نفس، ترجو العفاف وللعرض صانت
لا يضاهى العرض ملك كسرى، ملكت القرار بنفس تسامت
كنت سداً أمام غر، ألف المعاصي والنفس عافت
ما هنتِ لحظاً أمام ذئب، ما ذل نفساً ولا النفس هانت
ظل حيراناً أمام نفس، سمت بالحق ولا استكانت
****

نادية:
هذى دموعي رثاء عليكِ القلب، يبكى والعين سالت
وليت الدموع تردُّ شيئاً، فعودة الذاهب استحالت
ويبقى المكان حراً فسيحاً، إذا الأزمان دارت
لن تنمحي صور العفاف، ستبقى شموعاً أضاءت
لن تنقضي سنن الحرائر، فإنها في الخلق سادت
****
نادية:
لئن مت في نظر الخسيس، فحياتك عند الله دامت
من مات دون العرض حي، شهيد في جنات تعالت
فزت أنتِ برضوان رب، والنار تشوى ذاك المباغت
لا ظلم في جنب الإله، إن موازين الناس مالت
****
نادية:
في رحاب الله كوني لن تهوني، كنتِ وكانت
كنتِ كما أمرت شريفة، وجنان الخلد للأطهار زانت
لا تخافي ولا تحزني، الخوف ولى والنفس نالت
ألا فانعمي بدار خلد، عيونها جرتوقطوفها دانت
****
نادية:
عليكِ سلام كلما غدت سائحات السحاب أو راحت
وكلما بدت سابحات الفضاء في السماء أو غارت
وكلما أشرقت شمس الحياة على الحياة أو غابت
وكلما غنت هذى الحمائم على غصنها أو ناحت
وكلما قطرت حبات الندى من وجه الصباح أو سالت
عليكِ السلام يا نادية في المحيا وفى الفراق المباغت

****