تعودت ومنذ زمن طويل يقارب اكثر من نصف عمرى ان ازيد صداقاتى واحافظ عليها واراعيها فهى الحياة وخبراتها ودروسها ...نعم الصداقه افضل شيئ يعلم ...يعلمنا مما نسمع من مشاكل.... مما نشارك من احداث... مما نتعاطف مما نحب ونألف ...يعلمنا ما لم نكن نعرفه فى نفوسنا ... ومن هذا المنطلق حافظت على عهود الصداقه بينى وبين زميلاتى فى المدرسه من الصغر والى الان فقد عودنا انفسنا الاجتماع كل خميس من اول كل شهر فى احد الاماكن العامه التى يمكن ان نتحدث فيها بحريه ونستعيد زمن الماضى الجميل ...نعم انه ماضى وكان جميل جدا بكل احداثه وملابساته وهذا لا يعنى ان تكون صحبه الصديقات كلها مرح وفكاهه لا ...والله كل واحدة فينا لها مشكلتها وازماتها رغم اننا جميعا نكاد نعرف كل تفاصيل الحياة لدى كل منا ونعلم جيدا ان ما حدث لكل منا لم يكن متوقع ابدا ...فسبحان الله الاولى على الثانويه العامه وقتها كنا نتوقع لها ان تكون سفيرة او وزيرة ...ولكن للاسف الشديد التحقت بكليه الهندسه حقيقى ..وكانت من المتفوقين حقيقى ...لكنها بعد كل ذالك تزوجت فانجبت فتركت كل شيئ من اجل بيتها وزوجها ...وبعد كل هذا تركها زوجها باولادها ورحل ليتزوج فرنسيه ...فاصبحت الاولى المتفوقه معلمه رياضيات فى احدى المدارس الكبيرة صحيح لكن والله لم نكن نتوقع ابدا ان هذا سيكون مصيرها ...على الرغم انها تربت على يد اب مخلصا لبيته ولاسرته وام كانت جاحدة تركتهم وهم فى المرحله الاعداديه وطلقت من والدهم ...سبحان الله وبحمد سبحان الله العظيم لم تفعل صديقتى كما فعلت والدتها وحاولت ان تكون زوجه مخلصه مجتهدة ولكن مصريها رغم هذا اختلف ... قصص وحكايات نراها ونسمعها عكس ما كنا نتوقع وعكس سعينا نهايئا ..سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم له فى ذالك حكم ... اكثر القصص فى صحبتنا عجبا سلوك الصديقات وتصرفاتهم من حكاويهم بمعنى بشهادتهم على انفسهم ...يعنى ليس تقدير من المستمع بل شهادة واعتراف صريح من انفسنا ... بما اننا نعرف كل تفاصيل حياة كل واحدة فينا فموضوع الكذب واخفاء الحقائق معدوم بيننا فنحن نكاد نكون قد تربينا فى بيت واحد ...من الحضانه الى الجامعه تقريبا ...فكل العجب عندما اسمع رفيقه عمرى تحكى عن زوجها بكبر وتعالى وحماقه يكاد يذهب الصبر عن لسانى تتحدث انه لا يهتم ولا يراعى ولا ينفق ..الف لا ولا ونسيت انها تربت على يد اب متسلط عنيف بخيل كانت علاقته بوالدتها سيئه للغايه ..وكانت صديقتى هذة تتمنى الزواج من زوجها الحالى هذا بفروغ الصبر ...والحق اقول هو زوج مثالى فى نظرى لا ينقصه شيئ ...فكل العجب كيف حكمت صديقتى عليه بكل هذا الظلم بينما انت تربيتى على يد رجل لا يعرف الا الظلم كان اولى لها ان تقدر ان الله قد عوضها بنعمه كبيرة فهو عكس والدها تماما .... كل ما اريد الخوض فيه بكل العجب ..عندما نربى اولادنا على سلوك معين وحياة معينه وعادات وتقاليد ثابته قيمه نجدهم فى حياتهم العمليه يبنوا حياتهم على العكس تماما ... فمن تربت على الحرمان والقسوة من اب قاسى تتحول الى مفترسه مع زوجها مع ا ان الواجب والمنطقى انها عندما يرزقها الله بعوض وزوج فاضل يجب ان تشكر نعمه الله عليها ..وتحافظ على زوجها فقد جربت الرجل القاسى .. والعكس اذا ما تربت اخرى على يد ام جاحدة فاقدة للامومه تحولت لام مكافحه معطاءة تؤثر على نفسها حتى لو كان لها حق ... العكس تماما فى كل شيئ العجب كله مما اسمع وارى لماذا ولماذا الف سؤال وسؤال لهن جميعا .. لماذا لم تتذكرى امك وكيف كانت ام وزوجه ...ولماذا لا تتذكر ابيك وكيف كان اب وزوج ... هل حقا لم يعد هناك اب مثل ابى وام مثل امى ...لماذا لا ناخذ الاب والام الذين تربينا على ايديهم قدوة ... مثل للصلاح والفلاح ... فنحن رغم صعوبات الحياة فى زمن ابى وامى لم نسمع يوما ان ابى اراد تركنا والزواج من اخرى ...ولم ارى امى تشتكى وتطلب الطلاق او الخلع ...لم اتذكر ان امى طلبت وان ان ابى يوما اشتكى ان امى طامعه فى شيئ ما .. لماذا لم نكمل حياتنا كما تربينا ...لماذا ؟؟؟؟ امل علام