لم نتقابل صدفه ...ولم نتفق على موعد لقاء ...فالحديث كان مقدر من الرحمن ...بدأ الحوار دون مقدمات ودون ترتيب لكلمات فالموضع يفوق اى قدرة على الترتيب والتنظيم بل يكاد يذهب بالعقل واتزانه لولا ذكر رحمه الله لاصبحنا فى عداد الاموات ...معظم مشاكل النساء مع الرجال تاتى من تحت اظافر رجل يفوق حتى كلمه الفساد ...رجل لا يمكن وصفه ولا تحديد اي ملامح لشخصيته ليكون هناك سبيل للمعامله معه ....قالت ... قال لى بعد سبع سنوات مضت على طلاقنا ....لم اجد الحب بعدك ...ابحث حتى عن الرحمه لا اجدها ...مفتقدك بل اكاد اموت وانتى بعيدة ...فمتى الرحمه والمغفرة ....يحدثنى وكأننى انا المذنبه ..وكأننى انا التى دمرت وكسرت وخربت ...وهدمت ...ثم فى النهايه طلقت ...صحيح اليس هو من رمى يمين الطلاق ...اليس هو من ابتعد وعاش ومضى فى طريقه ...اسئله كثيرة لا استطيع ان اجد اجابه عليها ....بدأت قصه حبنا منذ زمن بعيد ...زمن كنا نكاد لا ندرك معنى الحب لصغر اعمارنا ارتبطنا بحكم القدر ...فقد كان جار لى فى البيت وزميل لى فى المدرسه ورفيق لى فى النادى منذ ان فتحت عيناى على الدنيا وهو امامى ...كان لى اول طفل واول شاب واول رجل ...فكيف لا احبه ...احببته فى صمت واحبنى اكثر وبصمت اشد ...ولما الحديث ولما نبوح بصريح الكلمات فنحن دوما معا فى البيت والمدرسه والنادى ..الى ان وصلنا للمرحله الاعدايه ....وذهب الجار الغالى ليسكن فى مكان اخر ليس بعيد عن المنطقه لكن انقطعت الاخبار ولم نعد نلتقى ولم اعد اراة حتى فى المدرسه ...احيانا فى النادى ولكن اختلف الامر فاصبح له صحبته ...وصلنا للثانويه العامه وجمعتنا الامتحانات مرة اخرى ...يوم يومين اسبوع ...وابتعدنا مرة اخرى ...لنتقابل مرة ثانيه فى الجامعه ....ولكن هذة المرة اختلفت الظروف فقد انفصلت والدته عن والدة وكم اثر طلاقهما على شخصيته ...لم اشعر التغير فى حوارة بل فى شخصيته باكملها ...وافترقنا مرة اخرى ولكن هذة المرة زمن طويل ...خمسه عشر عاما ...نعم عمر طويل مات فيهم من مات وولد فيهم من ولد ....وكذالك نحن مات فينا الحب الطاهر حب الطفوله الرقيق ليولد حب من نوع جديد حب رجل شاهد امرأة يتذكر انه كان يحبها وهى ترتجف شغفا عليه فهى تعتقد انه لايزال هو هذا الطفل الصغير عاشق الورود ...لم يعد عاشق الورود عاشق الا لقطفها ....وهى لا تدرك هذا ...اصبح صديقى الصغير وزميلى الطيب اب لبنت وولد صغيران واجمل ما فيهم ان ملامحهم تشبهه ...عندما اقترب منى ليسلم عليه ارتجفت كل مشاعرى وكأن الزمن لم يمر ...شل تفكيرى وشلت كل مقاومه عندى لردة بعيدا ...فهو متزوج واب وزوجته برفقته ...اتت ومدت يدها للسلام عليه ...تناسيت كل احساس قديم ودفنت كل شيئ بداخلى فهذا لا يجوز ... لكنه لم يتركنى لحالى وجدت نفسى فى حصار شديد لا ادرك ان كان من قوته او من ضعفى كل ما اشعر به انه عندما طلب منى ان اقابله وافقت ...وبعدها بايام بسيطه عندما طلب منى الزواج طرت من الفرحه ووقفت امام عائلتى باكملها وتزوجته ....ولم يمر اكثر من شهور بسيطه حتى وجدته ... وجدته انسان لم اعرفه ...مخلوق اخر غير هذا الذى كبرت معه ....يشرب الخمر ...يبعد كل البعد عن طريق الله ...همساته كذب ..كلماته كذب ...وعودة ..كذب ..كذب كذب ...سلسله من الاكاذيب المضنيه القادرة على تدمير اى نفس كانت لا تسعى الا للحب ... بدأت التنازولات تشق طريقها لحياتى ...طلب منى عدم الانجاب وافقت ...طلب منى ان يكون زواجنا لا يعرفه الا اهلى واهله وافقت ...عندما نكون مجتمعين فى مكان وزوجته برفقته هى الاولى والاخيرة وليس لوجودى ادنى اهميه تحملت ... لكن القشه التى قسمت ظهر البعير ...الكذبه الصغيرة التى افقدتنى احساسى بالامان ادعاءة انه حدثت له اضرار صحيه فاصبح لا ينجب وبعدها باشهر بسيطه اجد زوجته الاولى حامل فى شهرها الرابع ..... لم استطيع الصبر ...فطلبت الطلاق ومع اول طلب لى طلقنى ..نعم بكل سهوله طلقنى .... مرضت بعدها مرضا شديدا واخذت العلاج باخلاص فانا اريد الحياة اريد ان اعيش حتى ياتى موعد رحيلى فارحل باذن ربى لا بامر من الشر ...مضيت ايام صعبه بل شهور مضنيه ربما سنين لم اعدها ...كل ما اعرفه الان ان طلاقنا تم منذ سبع سنوات وتركت له الدنيا وما فيها حتى لا اقابله مرة ثاينه ...لكنه يظهر من جديد يريد الحب من جديد ...يدعى الضعف والحاجه للمودة و الرحمه ...اى رحمه واى مودة ...واى حب ...الحب عندى قد مات فابحث يا صديقى فى مكان اخر .... كل هذة القصه وانا اسمع وليس لى ادنى تعليق ....ربما ما اسمعه مأساة وربما تكون قصه تكررت كثيرا لكثير من الفتيات ...لكن كل ما يهمنى فى هذة القصه ...تعريف الحب والمشاعر ...لرجل فاسد ..... رساله لكل رجل فاسد ان كنت تنسى فان هناك رب لا ينسى ولا ينام ....فان اصبتك مصيبه فمن عملك وان اصابتك طيبه فهى من عند الله والايام دول يوم ليك ابتلاء بنصرك فاتعظ ...لا يغرنك النصر ويوم عليك بهزيمه ليس بعدها نصر ليوم الدين .... اللهم اقبضنا اليك غير خزايا ولا مفتونين ........ امل علام