تقرير الطبيب ***** بكاء ونحيب .. وصوت مكلوم .. دموع تنهمر فوق الخدود .. ومشاعر حزينه أعتلت تلك السيدة الشاحبة الوجه فوق سرير أنتصف وسط الحجرة ؛ وضوء خافت يسمح برؤيه كيس محلول يتصل بذراع السيدة بخرطوم طويل تحكم فى قطرات الوصول الى الوريد منظم يعد قطرات الوصول ببطء وتحكم رشيد ... ويتموج الصمت بين صوت الأنين والألم .. وخارج الحجرة صوت هرج ومرج وصراخ أبنه ذات الخمسة أعوام مع صالح والدها ورجل عجوز يتكأ على عصاه فى مشهد تصالح فيه العمر مع جمال وحكمة السنين ؛ رجل تعدى الستين من العمر وله من الحب مكانه فى قلوب الجميع أنه الحاج عمران أمام وخطيب مسجد القريه رجل أنار الله وجه بنور القرأن وفقه فى الدين. وصل الجميع خارج الحجرة وأمسك صالح بابنته وهى تبكى خارج الحجرة وطلب من عم عمران الدخول حتى لاتزعج الصغيرة أمها .... ويدخل الحجرة الحاج عمران ويجلس بجوار السيدة ممسكاً يدها بين يديه ومبتدأً الكلام حمد لله على سلامتك ياأبنتى ويتعالى صوت تهدج البكاء وأرتفاع نبرة الحزن وألم دفين أبنتى أحمدى الله على السلامة ؛ قدر ولطف إن شاء الله تكونين بخير وسكت برهة طالت مع ارتفاع صوت البكاء وأعاد عم عمران الكلام مع شحوب صوت البكاء الى بحه فى الصوت وإرتفاع صوت الشهيق أبنتى .. أحمدى الله كثيراً لقد سبق رحمته غضبه ومامنعك إلا ليعطيك عاندتى القدر وسارعتى الى طبيب ضاع منه الفهم وبصق فى عقلة الوهم ؛ ونسى حكم الله وأغتر بجهل فهم . لقد تسرعتى ياأبنتى كثيراً وأجهضتى ماأحله الله رزقك الله أبنه جميله وتمنيت الولد . فشاء الله أن يهبك الثانية وأصطحبك الشيطان الى معاندة القدر ؛ ماذا ياأبنتى لو كتب الله عليك الأجل وقت العملية لكتب عليك الكفر خاتمة حياة وصك كتاب ؛ ولكن رحمك الله وكتب عليك توبه لترجعى الى ربك وتستغفريه .. وأسهرى على أبنتك وأحسنى رعايتها وتربيتها ونحمد الله على سلامتك وقطع الحديث دخول الطبيب وبيدة أوراق التشخيص وهو يقول حمداً لله على سلامتك إن شاء الله تكونين بخير ؛ وعلق على سرير المريضة أوراق التشخيص ودون فى نهايته عمليه إستئصال رحم ***** أبو يوسف الصورة لبيكاسو