إنها قصة فتاة كانت تعاني من الخوف الأجتماعي هذا المرض الذي يسجن صاحبه ولا يستطيع من يعاني منه ان يعبر عن قناعاته ويطلق قدراته وإبداعه ليفيد نفسه ومجتمعه،يظهر أقل من غيره في المناسبات والأجتماعات، يبقى صامتا ، حقوقه ضائعة مع أنه قد يفوق غيره أضعافا مضاعفة في القدرات والأبداع ، إن هذه الفتاة كانت تملك الكثير من الأبداعات والتي كانت مسجونة داخلها ولسنوات طويلة نتيجة هذا المرض ،إلى أن خرجت من هذا السجن . بدأت قصتي مع الرهاب الاجتماعي عندما كنت في السادسة عشر من عمري. لم أكن أعلم حينها ما الذي يحصل لي ولماذا وماذا أفعل بشأن ذلك. كل ما كنت أعلمه هو أن حياتي تحولت فجأة الى عذاب يومي. وهكذا أصبح مجرد الذهاب الى المدرسة والجلوس في صف أشاركه مع حوالي أربعين طالبة أخرى عذابا مجردا دون أية مبالغة. كنت أحاول تفادي تبادل النظرات بقدر المستطاع، وكنت أخشى اللحظة التي أسمع فيها من ينادي اسمي، سواء كانت المعلمة من ينادي أو حتى أي من طالبات صفي، والتي ما أرادت أحداهن سوى محادثتي أو الاستفسار عن شيء ما. عندها، كان ينقلب وجهي أحمرا، ويبدأ قلبي بالخفقان السريع، ولم أكن أتمكن من التركيز على السؤال أو حتى على الجواب. كل هذا ولم يكن لدي شيء أخشاه، فلم يكن أحد يضايقي أو يؤذيني. بالطبع، فان تصرفاتي الغريبة أو الوجه الاحمر كان يطلق بعض الملاحظات أحيانا، وكانت ترسخ هذه الملاحظات في ذهني لأيام، أو أسابيع أو حتى لسنين عدة. كنت أدرك، حتى في ذلك الوقت- قبل عشرين عاما- بأن خوفي غير منطقي. بكل بساطة، لم أكن أريد أن يعتقد أي كان بأنني أدنى منزلة من غيري. ولكوني غير واثقة من نفسي وغير جريئة في كلامي، بل على العكس انطوائية وخجولة جدا، اعتقدت بأنني لا أستحق الحب أو الاحترام. لم أكن أعتقد انه يمكن لأحد أن يحبني على هذا الشكل. وهكذا بدا لي بأن حياتي قد توقفت بين ليلة وضحاها. ووطئت قدماي سجنا قمت باحكام اغلاقه بنفسي، ثم رميت المفتاح بعيدا. ولأني كنت في السادسة عشر من عمري حينذاك، فلم أقم بتحليل مجموعة الأعراض التي رافقت احمرار الوجه ولم أحاول أن أفهمها. اعتقدت بسذاجة بأني أعاني من مشكلة احمرار الوجه وبأنه لو تمكنت من معالجة ذلك، فسأتمكن من مزاولة حياتي كالمعتاد. لكن تفكيري وقلقي المفرطين في الموضوع أديا الى تفاقم المشكلة. وهكذا أصبح مجرد الذهاب الى المدرسة كابوسا أحسست بأنه حقيقة بكل معنى الكلمة. كما صار أكبر مخاوفي أن يحمر وجهي علنا وأن أصبح موضع استهزاء الجميع- وسرعان مع تحول الخوف الى رهاب. أتذكر بوضوح بكائي ليلة تلو الليلة قبل أن أخلد الى النوم. لم أكن لأجد راحة البال حتى في البيت. فحاولت تجنب كل شكل من أشكال النقاش، كما أصبحت وجبة الغذاء العائلية وجبة أحاول تجنبها بكل الوسائل وأقصي نفسي عنها طواعية. وصرت أتناول وجبة الطعام لوحدي أمام جهاز التلفاز. فاذا لم يكن ذلك ممكنا أو لم يعد مسموحا، فاحاول تناوله في أي وقت لا أجد فيه شخصا حولي. لم أتمكن من الجلوس مرتاحة طالما تواجد أي شخص حولي، اذ كان جسمي ينقبض ويداي تتعرقان وبعد مرور ساعة على هذا الشكل من التوتر، كنت حتى أشعر بالغثيان في بعض الأحيان. وبهذا تحولت الى مخلوقة غير اجتماعية، بعدما كنت من يطلق الدعابات في عائلتنا. وأصبحت أتجنب حتى الخروج مع أقرب الصديقات. أتذكر أن أمي قامت بجري من المنزل في احدى المرات، عندما كان علينا أن نؤدي احدى الواجبات الاجتماعية. أعتقد انني لم أكن سهلة المراس في تلك الايام. أجزم بأن أهلي كذلك لم يفهموا التحول "الشيطاني" الذي غلبي في ذلك الوقت. لم يكن أي شيً يبعد تفكيري عن خوفي. فأصبحت حتى ضحكتي زائفة. ومع مرور الأيام، أحسست بأنني قد تحولت تدريجيا الى شخص آخر. لم أتمكن من التعرف على هذا الشخص. لم أفهم ماذا جرى للشخصية التي كنت أعرفها من قبل. ففي عمر السادسة عشر، بدا لي وكأن عالمي بأكمله كان قد انهار. وبما انني كنت على قناعة بأن مشكلتي لن تتلاشى بهذه البساطة، ولاني لم أجد تفهما أو تعاطفا حقيقيا ، أدركت بأنني منذ تلك اللحظة، أصبحت وحيدة في معركتي. وهكذا بدأت رحلتي مع الرهاب الاجتماعي. لم أعلم حينها بأني مصابة بالرهاب الاجتماعي، اعتقدت ببساطة بأن عندي مشكلة احمرار الوجه. وبناء على ذلك، آمنت بأنني غير مؤهلة للعالم الخارجي. وقررت بأن أعيش وحيدة- كناسكة اختارت بأن تغلق العالم من حولها خلف الابواب، بمن فيهم الاشخاص الذين كنت احبهم. لم أدرك حينها بأن ذلك كان قرارا. كنت مقتنعة بأن لا خيار آخر لدي. اذ انني كنت دخيلة على هذا العالم (أو على الاقل كان هذا شعوري) ومعظم الناس لا يتقبلون الدخلاء بشكل جيد. لم أفهم مطلقا لماذا أصبحت فجأة شخصا آخرا. ما الذي أطلق أول مرة احمر فيها وجهي، والذي رافقه شعور مفرط بالازعاج والعزلة، لدرجة انني تمنيت لو أن الارض من تحتي تنشق وتبلعني؟ هل هذا التحول في نفسي سببه حدث وحيد أم تراكم لأحداث عدة؟ لم يكن لدي أجوبة على هذه الاستفسارات والكثير غيرها التي خطرت ببالي مئات المرات عبر السنين اللاحقة. وبالرجوع الى الوراء، وكوني قد طالعت مراجع كثيرة حول موضوع الرهاب الاجتماعي، أعتقد بأني كنت مهيأة لأن يصبح لدي هذا النوع من الرهاب تحديدا: فقد كنت دائما خجولة للغاية ولم أحب التقرب من الغرباء، بل بالكاد كنت أفوه بكلمة واحدة أمامهم. لا انه عندما تكون صغيرا فلا يبدو الامر سيئا عندما تكون محاطا بدائرة صغيرة من أفراد العائلة والاصدقاء المقربون والذين تشعر معهم بالراحة، وتشعر بأنه يمكنك أن تتصرف على سجيتك معهم. لم يزعجني-وأنا صغيرة- أن لدي عدد محصور من الاصدقاء. فقط عندما كان أحد البالغين يقوم بالتعليق بأنني هادئة جدا فعندها كنت أشعر ببعض الضيق أو ربما أحسست حينها بأنني قد أكون مختلفة بعض الشيئ. الا انني كنت في الحقيقة خجولة جدا وكنت مدركة تمام الادراك بانني غير قادرة على الدفاع عن نفسي. لم أكن أعلم كيف أرد الاساءة.. فلو قام شخص بايذاء مشاعري فقد كنت أتقبل ذلك بمنتهى البساطة. ولان مشاعري ظلت أسيرة في نفسي، فقد كنت أحلم أحيانا بأني أؤذي من قام بالاساءة الي. انني على قناعة بأن من يملك مثل هذه النزعات يخسرون كثيرا في الحياة، فهم لا يعيشون حياتهم بشكل كامل متكامل، بل يتجاوزون عن لحظات ثمينة في الحياة عندما تسنح لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم وربما لاحداث فرق في هذا العالم. ثم ان الافراد الخجولين غالبا ما يكونون أكثر قدرة على تفهم مشاكل الآخرين وعلى التعاطف معهم. الا ان الخجل المفرط يحبطهم عن امكانية اظهار مثل هذا التعاطف أو التعبير عنه. أعتقد بان كثيرا من الناس قد صرفوا النظر عني باعتباري مغرورة. في الحقيقة، ففي الحالات التي لم أكن أتقرب فيها الى أحد الاشخاص أو أتواصل معه، كان السبب ببساطة انني لم أستطع، أو كنت أجهل كيفية الاقتراب منه. وفي السنوات الكثيرة التي عانيت خلالها من الرهاب الاجتماعي، فقد ضاعت مني فرصا كثيرة للتعرف على أشخاص ممتعين، وللتعبير عن آرائي، ولغور أسبار العالم بقلب وعقل منفتحين. وفي حقيقة الامر، فانه عندما تكون مصابا بالرهاب الاجتماعي، فأنت تقوم باضاعة الكثير من الوقت والطاقة وأنت تفكر في أمور عديمة الجدوى. كما ان قدرتك على التركيز والانتباه تكون متدنية. فبدل من أن تستمع الى محدثك بكامل اهتمامك، فان استجابة كل من عقلك وجسمك تكون شبيهة بما يحس به الشخص العادي فقط في حالة الخطر أو الضغط الشديد. ان الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي يشعر بالتهديد في مواقف اجتماعية اعتيادية للغاية. اذ يحس بأن الاشخاص المحيطين به ينتظرون اللحظة المناسبة حتى يقوموا بالحكم عليه وانتقاده. مع ان معظم الناس، في واقع الامر، لا يتطلعون الا الى محادثة صحية وممتعة. وحتى عندما يسخرون أو ينتقدون، فأغلبهم وخاصة في عمر معين، يبحثون عن ضحكة تكسر الملل المصاحب لروتين الحياة اليومي. اذ ان الاشخاص الاصحاء نفسيا لا يقومون بايذاء مشاعر الآخرين بشكل مقصود. وفي واقع الامر، فان ذهن المصاب بالرهاب ووساوسه هي من يقوم بتعذيب صاحبه. فلا يوجد خطر خارجي يهدد المريض. ان أفكار المصاب بالرهاب الاجتماعي ذاته تعذبه، فهو يعتقد بأنه أقل جدارة وأقل مكانة من غيره- ولذا فهو يخشاهم. كما انه يعلم تمام العلم بأن معظم أفكاره غير منطقية وغير مبررة، الا انه يجد بأنه من الصعوبة بمكان ان يقوم بطرد هذه الأفكار. وكان مفهوما بأن يصاحب الرهاب الذي عانيت منه باكتئاب استمر لسنين عديدة، وبلغ حدودا غير محتملة عند نقطة ما. فكانت السنة الدراسية النهائية في المدرسة تعادل كابوسا بدا وكأنه يمتد الى ما لا نهاية. وكل هذا أدى الى هبوط درجاتي بسبب عدم قدرتي على التركيز في الصف أو لدى محاولتي للدراسة في المنزل. وبطريقة ما، تمكنت من انهاء دراستي بعلامات جيدة جدا، الا انني لم أكن راضية بتاتا عني نفسي. ومنذ ذلك الحين، كان علي أن أتأقلم مع فكرة انتقالي الى مؤسسة تعليمية تكبر عن المدرسة مرات عدة، وحيث ينتقل الطلاب من مرحلة الطفولة الى مرحلة البلوغ. ولكن عوضا عن الاستفادة من تجربة جديدة تماما ومثيرة، من ناحية التعرف على أشخاص جدد والتعبير عن النفس بحرية أكبر، بقيت أسيرة للرهاب. وعلى الرغم من أن الحياة الجامعية توفر لطلابها امكانية النضوج وتطوير كل من المهارات الاجتماعية والتعليمية ليصبحوا أفرادا ناجحين من أفراد المجتمع، ظللت اقضي جزءا كبيرا من وقتي وأن أتأمل في أسباب اصابتي بهذا المرض النفسي الذي منعني من أن أطور نفسي لأصبح الشخص الذي تمنيت أن أكونه. وبجانب معاناتي من الاكتئاب وعدم قدرتي على الاستمتاع حتى بأبسط الامور في الحياة، مثل الخروج مع الاصدقاء أو الاستمتاع بمحادثة ما، أضعت قسطا كبيرا من وقتي وأنا أحاول تفهم الاسباب التي منعتني من العودة الى الشخصية التي كنت عليها من قبل. واذا ضحكت فكانت ضحكتي زائفة في معظم الاحيان. لم أتمكن حتى من فهم كيف يمكن لغيري أن يستمتعوا بحياتهم. اذ ان مفهوم الحياة ككل أصبح غامضا في نظري ولا معنى له اطلاقا. بدأت أرى العالم بلون واحد- ألا وهو اللون الاسود بالتأكيد. ومن المشاعر التي هيمنت علي جراء اصابتي بالرهاب الاجتماعي هو شعوري بأني أقل ذكاء وعلما من معظم الناس. يبدو انني كنت أبحث عن الكمال في كل ما أفعل. وهذا البحث هو ما أدى الى احساسي بالنقص، فاذا لم أكن متأكدة مما أردت أن أقوله، فلم أنطق به بتاتا. واذا لم أملك الاجابة الصحيحة، فلم يكن هناك من بد بأن أقترح أي شيء- اذ ان الاجابة الصحيحة هي التي تستحق النطق بها فقط. كما انطبق ذلك على أفعالي، فاما أن أقوم بالوظيفة على أكمل وجه، أو من الأفضل أن أتركها تماما. كما أن جزءا من المشكلة، أو ربما السبب الرئيسي، هو خوفي من أن يحكم علي الآخرون: أن يسخروا مني بسبب شيء قد فعلته أو نطقت به. وقد سبب لي هذا الخوف اعاقة لدرجة أني فضلت أن أبقى صامتة، وفضلت أن يفوتني كثير من الامور التي كان غيري يستمتع بها- بغض النظر عما اذا كانت النتيجة ممتازة أو رديئة. وكانوا قلة قليلة هؤلاء الذين نجحوا في أن يشعروني بالأمان الى حد ما، بحيث سنحت لي الفرصة بأن أكون على سجيتي: أن أعبر عن نفسي بحرية أو أضحك ضحكة صادقة. عندما تصاب بمرض الرهاب الاجتماعي وأنت في عمر يافع وحساس، لا تدرك بأن ليس كل ممن يضحك من حولك ويبدو سعيدا للغاية هو فعلا سعيد. فتحت غطاء السعادة التي يبدو أنها تطغى على حياة بعض منهم، هنالك أناس يعانون من سقم شبيه بما تعانيه، أو ربما أمراض ذات طبيعة مختلفة تماما. توقفت حياتي، داخليا، لسنوات عديدة لانني لم أقدر على قبول حقيقة اني لا أستطيع أن أتمتع بحياة كاملة. في حقيقة الامر، لم يكن هنالك أي شيء آخر يمكن أن يوصف بالسيء في حياتي. كان لدي أسباب كثيرة للسعادة الا انني ظللت أفكر بأنه لو تم معالجة مشكلتي، فعنذئذ سأتمكن من أن أكون سعيدة للغاية. . وبنفس الوقت، فانني متأكدة بأنه لو تم اتباع وسائل معينة لتعزيز ثقتي بنفسي وأنا صغيرة في العمر، ولو تم تشجيعي على التقرب من الأشخاص دون الشعور بالرهبة، لما عانيت كل هذه السنين بدون مبرر. أعتقد بأنه من واجب الوالدين الاهتمام ليس فقط بالانجاز الاكاديمي لأولادهم، بل كذلك التأكد من أن أولادهم يتطورون بشكل جيد على المستويين الاجتماعي والعاطفي، وقد تكون مراقبة مثل هذه الامور ومتابعتها أكثر صعوبة، الا أن ذلك ليس بالمستحيل. فالطفل الذي يظل متأخرا في تطوره الاجتماعي بالمقارنة مع زملائه يحتاج الى بعض التشجيع، اذ انه سيظل أقل قدرة على التأقلم والتصرف على جميع المستويات اذا لم يتعلم كيف يتبنى مهارات اجتماعية معينة. وأقل القليل، يحتاج الى دفعة قوية من الثقة المكتسبة حتى يدرك بأنه غير مضطر لأن يعيش على هوامش الاحداث بحيث يقتصر وجوده على مراقبة الآخرين وهم يخططون ويتخذون القرارات. مثل هذا الطفل يحتاج للمساعدة حتى يتمكن من اكتساب الثقة بالنفس والتي تمكنه من الايمان بأن أفكاره ومساهمته تعادل في أهميتها أفكار الآخرين. انه في غاية الاهمية افهام مثل هؤلاء الأطفال بأن الآخرين لا يملكون كل الاجابات الصحيحة، وانما لديهم الشجاعة للتعبير عن آرائهم. ولأنني خجولة منذ صغري، فانا مقتنعة بأن نقص الثقة الشخصية يجب أن يعالج ويحجم في الاطفال بقدر المستطاع، حتى نمكنهم من أن يتطوروا ليصبحوا أفرادا أصحاء على المستويين العاطفي والنفسي. وهذا بدوره سوف يمكنهم من أن يتزودوا بالأدوات اللازمة حتى يتمكنوا من تحقيق الأحلام والأهداف الاقرب الى قلوبهم. ان الطفل الذي يخجل لدرجة مؤلمة والذي لم يتلق أي تدريب حول كيفية التغلب على خجله سوف يجر خجله على الأغلب الى سنوات المراهقة. وفي هذه المرحلة فقد يكون ممكنا للغاية أن يكتشف بنفسه أبعاد قوته وامكانياته ويتغلب على خجله، الا أنه من ناحية أخرى – وفي مرحلة ما- قد يصاب بالرهاب الاجتماعي. وينطبق ذلك تحديدا على الاشخاص الذين يتميزون بحساسية مفرطة تجاه الانتقاد وفي تمييز بواطن الكلام وايحاءاته. واذ أقوم برواية قصتي فيما يخص معاناتي مع الرهاب الاجتماعي، فانما يعود ذلك الى أملي في اجتناب حالات مماثلة لا داعي لحدوثها اطلاقا. وكلي أمل في أن يصبح الآباء والامهات، على الأخص، أكثر دراية وفهما لحجم هذه المشكلة في ذهن المصاب بالرهاب الاجتماعي. كما آمل ممن يتعرف على شخص مصاب بالرهاب الاجتماعي بأن يتذكر ان الألم الذي يرافق هذا المريض هو حقيقة وواقع. لقد حاولت أن أصور هذا الألم قدر المستطاع الا انني أرغب أن أؤكده مرة أخرى من خلال بعض السطور التي دونتها في مذكرتي بعد مرور خمس سنوات من اصابتي بالرهاب: "يبدو لي أن الحياة عبارة عن سلسلة من الاحراجات التي تشكل غيمة تصر على تعتيم كل لحظة من لحظات حياتي."