يتذمر الكثير من الآباء من غيرة أطفالهم، فقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى شعور الآباء بالقلق من أن يؤدي هذا السلوك العدواني الناتج عن تطور شعور الغيرة لدى الطفل إلى إيذاء المولود الجديد. وحتى يستطيع الآباء مواجهة هذه المشكلة فعليهم مراعاة القواعد التربوية التالية لتعديل سلوك الأطفال: 1. التخلص من التعزيز المصاحب لسلوك الغيرة أحيانا ودون وعي من الممكن أن يعزز الآباء السلوك الخاطئ الذي يشكون منه من أطفالهم، وهذا التعزيز يبدو في التركيز على هذا السلوك؛ ولذا يجب أن لا ينتقد الآباء تصرف أطفالهم؛ فعندما يبكون لا يجب أن يظهر الآباء أي رد فعل يجعل الطفل يشعر بأهمية ما يفعله، ويجب تجنب ذكر صفة الغيرة لأحد أمام الطفل، لأن ذلك يجعل الطفل يشعر بأن ما يفعله يلفت نظر الآخرين ويحظى باهتمامهم، وبالتالي سوف يستمر بالقيام بهذه التصرفات مراراً وتكراراً. 2. تعديل البيئة للتخفيف من سلوك الغيرة تلعب البيئة المحيطة دوراً هاماً في تطور سلوك الغيرة لدى الأطفال، وبالتالي يجدر تجنب وضع الطفل في مواقف تكون الغيرة هي الاستجابة الطبيعية لها؛ فعلى سبيل المثال: · تجنب مدح القادم الجديد أمام الطفل والتركيز على كل حركاته. · مراعاة العدل في منح الحب والحنان وشراء الهدايا.. بين جميع الأطفال. · تجنب المقارنة بين الأبناء في سلوكهم وطباعهم. 3. تعزيز السلوك الجيد لدى الطفل وتشجيعه على القيام به باستمرار تنصح الأم بتهيأة المواقف التي لا تسمح بتكرار سلوك الغيرة، مع تعزيز كل استجابة، فعلى سبيل المثال يمكن للأم القيام بما يلي: · الطلب من الطفل الكبير رعاية أخيه الصغير على أن يكون ذلك تحت إشرافها. · إظهار مظاهر الشكر والامتنان للطفل الكبير عند قيامه بأي سلوك إيجابي من تلقاء ذاته. · مدح الطفل الكبير لإحرازه التقدم وتدبير بعض الأمور بنفسه، مع إيضاح مزايا أن يعتمد الإنسان على نفسه بشكل أكبر، ولا يعني ذلك أن نذم الصغير لصغره ولا يستطيع فعل شيء بمفرده؛ فهذا أيضا خطأ يجب أن لا تقع فيه الأم. · إشراك الطفل الكبير في مداعبة وملاعبة الطفل الصغير. وفي سبيل تطبيق القواعد التي ذكرناها سابقاً ننصح الأم بما يلي: أثناء فترة الحمل · هيئي الطفل الأكبر لاستقبال أخيه المولود الجديد، وذلك بأن تحدثيه عن الحمل وتجعليه يتحسس حركات الجنين أيضا. · حاولي أن تعطي الطفل الفرصة ليراقب عن كثب أحد المواليد الجدد حتى يكون لديه فكرة أفضل عن المولود القادم. · شجعي الطفل على مساعدتك في تحضير غرفة المولود. · انقلي سرير الطفل إلى غرفة أخرى أو سرير جديد قبل قدوم المولود الجديد بعدة أشهر، حتى لا يشعر بأنه استبعد بسبب المولود الجديد، وإذا كنت ستلحقين الطفل بروضة الأطفال فافعلي ذلك قبل موعد الولادة بوقت كاف. · امدحي الطفل على سلوكه الناضج مثل كلامه بأسلوب مهذب أو ذهابه إلى الحمام بمفرده أو ارتداء ملابسه وتناول الطعام بنفسه ولعبه بمفرده. · لا تطلبي من الطفل أن يقوم بمهارات لم يفعلها من قبل في الشهور التي سبقت الولادة مثل محاولة تدريبه على الحمام، حتى إن كان على استعداد لذلك، فلا بد من تأجيل التغيرات الجديدة إلى أن يتكيف الطفل مع المولود. · أخبري الطفل أين ستتركيه ومن سيعتني به عند دخولك المستشفى، إذا لم يمكث مع والده بالمنزل. · اقرائي مع الطفل كتباً تتحدث عن فترة الحمل وعن فترة ما بعد الولادة. · استعرضي مع الطفل ملف صور العائلة وحدثيه عن السنة الأولى في حياته أو حياة أحد أخوته الكبار. في المستشفى · اتصلي هاتفياً بالطفل الأكبر يومياً من المستشفى. · لا بأس أن يزورك الطفل الأكبر أنت والمولود الجديد في المستشفى، فالعديد من المستشفيات تسمح بذلك، وإذا لم يكن من الممكن أن يزورك الطفل في المستشفى فأرسلي له صورة المولود الجديد. · شجعي والد الطفل على أن يأخذه في بعض النزهات مثل أحد المنتزهات أو حديقة الحيوان. بعد مغادرة المستشفى · عند دخولك المنزل اقضي اللحظات الأولى مع الطفل الأكبر، واجعلي شخصاً آخر يحمل المولود الجديد بدلا منك. · أعطي الطفل الأول هدية من المولود الجديد. · اطلبي من الزوار أن يعطوا كثيراً من اهتمامهم للطفل الأكبر، ودعيه يفتح هدايا المولود الجديد بنفسه. · يجب أن تشيري إلى المولود الجديد دائما ب "طفلنا الرضيع". الشهور الأولى في المنزل · أعطي الطفل الأكبر قدراً أكبر من الاهتمام والرعاية التي يحتاجها، وحاولي أن تشعريه بأنه أكثر أهمية من غيره. · شجعي الطفل على تحسس المولود واللعب معه، على أن يكون ذلك في حضورك. · اجعلي الطفل يساعدك في العناية بالمولود. · لا تطلبي من الطفل أن يلزم الهدوء من أجل المولود. · تقبلي السلوك الرجعي للطفل مثل مص إبهامه أو تشبثه بك. · تدخلي على الفور عند صدور أي سلوك عنيف من الطفل. · أما إذا كان الطفل كبيرا نوعاً ما فشجعيه على أن يحدثك عن مشاعره المتضاربة تجاه المولود الجديد. · و للقصة أهمية كبيرة في حياة الطفل؛ حيث يمكن للأم الاستعانة ببعض القصص المسلية الهادفة لتوجيه سلوك طفلها، والتي من أفضلها القصص التي تتحدث عن أهمية الأخوة في حياتنا. · تخصيص وقت للعب مع الطفل الكبير أثناء وجود الطفل الصغير بالجوار، ولا يجب الانتظار حتى ينام الصغير مثلا؛ لأن ذلك تعزيز لشعور الطفل بأن الأم والطفل الجديد منسجمان بدونه. · عند عودة الطفل الكبير من الحضانة أو المدرسة يجب على الأم أن تظهر له مدى شوقها وافتقادها له. · لا ضرر من خروج العائلة بجميع أفرادها معاً للتنزه، لأن ذلك يؤدي إلى تعزيز شعور الطفل بالسعادة والأمان الأسري.