أكد الباحث السياسي عماد أحمد الأزرق، المتخصص في الشأن الصيني، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بكين تكتسب أهمية كبرى، لما لها من أبعاد سياسية واقتصادية، وعسكرية، لرغبة البلدين في تعزيز العلاقات الإستراتيجية بينهما، ورفعها إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية الشاملة، ولما للبلدين من أسباب ودوافع تحقق مصالحهما المشتركة. وأوضح الأزرق، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، اليوم الثلاثاء، أن مصر تسعى إلى تحقيق عدة أهداف من الزيارة، أولها أنها تأتي في إطار التوجه المصري لإعادة رسم السياسة الخارجية وتقوية علاقاتها مع الفواعل الأساسيين في النظام الدولي، بعد 40 عامًا من العلاقات الإستراتيجية مع الولاياتالمتحدة، والتي ثبت للقاهرة مثلما ثبت لعواصم عربية أخرى أنها لا تشكل سندًا استراتيجيًا قويًا لدول المنطقة. وأضاف: "الزيارة تستهدف أيضًا الحصول على دعم الصين لمصر في سعيها للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن، وليس هذا فحسب بل إنه وكرؤية إستراتيجية، تتحسب مصر لما يمكن أن تسفر عنه أزمة مياه النيل خاصة فيما يتعلق بسد النهضة، وفشل المسار السياسي والفني الجاري حاليًا، خاصة أن الصين شريك أفريقي قوي، ولها مصالح أفريقية، وبالتالي فإن الصين قد يكون لها دورها الداعم لمصر في اتجاهاتها التي قد تلجأ لها مستقبلًا". وتابع: "على خلفية ما يتواتر من أن هناك مخطط لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، فإن مصر كلاعب إقليمي تسعى لحشد قوى دولية كالصين وروسيا ودول أخرى للحيلولة دون تنفيذ هذا المخطط، بالإضافة للأهداف الاقتصادية من الزيارة وجذب الاستثمارات، وتهيئة المناخ لإنجاح المؤتمر الاقتصادي المصري المقرر في مارس المقبل". وأشار الأزرق إلى أن الرئيس السيسي كان قد أكد، خلال لقائه بوسائل الإعلام الصينية قبيل الزيارة، سعيه لنقل التجربة الصينية لمصر، وهو ما يلفت إلى اتجاهه للقاء أساتذة الجامعات الصينية لأول مرة في تاريخ الزيارات الخارجية لرئيس مصري. أما فيما يتعلق بالأهداف الصينية التي ستتحقق من الزيارة، قال الأزرق: "إن بكين تسعى لإقامة علاقة إستراتيجية لتحقيق عدد من الأهداف، وذلك لإدراكها للدول المحوري الذي تقوم به مصر إذا استعادت استقراراها، وهو ما يمكن لها أن تلعب دورًا إقليميًا في حل مشاكل الشرق الأوسط خاصة سوريا وفلسطين وليبيا، خاصة أن المنطقة تمثل أهمية إستراتيجية للصين، فنحو 80% من إمدادات الطاقة للصين تأتي من الشرق الأوسط، كما أن مصر لما لها من اتفاقيات تجارة حرة مع تجمعات دولية وإقليمية مختلفة يمكنها أن تكون مقصدًا استثماريًا مهمًا ومفتاحًا للدخول إلى المنطقة العربية وأفريقيا، إضافة لأنها تقع على طريق الحرير الذي أعلن الرئيس الصيني إحياءه مجددًا ورصد 40 مليار دولار لذلك".