قالت الروائية الدكتورة هويدا صالح إنه بعد مرور سنوات على فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، رأى البعض أن هذا الفوز وراءه أسباب سياسية وهو تأييد الأديب الكبير لخطوة السادات في السلام، ورأى البعض الآخر أن نجيب محفوظ يستحق الجائزة عن جدارة. وأضافت أنه بعد مرور كل هذه السنوات يظل لدى قناعة أن الجائزة تشرفت بفوز كاتب بحجم نجيب محفوظ بها، فهذا الأديب الكبير لديه مشروع طويل وممتد ومميز يفوق في عمقه كل كتاب نوبل. وأضافت صالح في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز" اليوم الخميس: "إنني ككاتبة وناقدة وبعد كل هذه السنوات من الكتابة في الإبداع الروائي من ناحية والنقد في السرد الروائي من ناحية ثانية قادرة على أن أميز عمق وأصالة وجدة مشروع نجيب محفوظ السردي.. وأرى أن نجيب محفوظ لديه خط فكري يشتغل عليه بعمق، ويكتبه بأشكال مختلفة.. كتب الرواية التاريخية والاجتماعية والفلسفية والرؤيوية، كتب عالم الحارة، وعالم المتصوفة، كما كتب عالم المثقفين. وأشارت إلى أن محفوظ كانت له رؤية سياسية واضحة وحاسمة، حيث سئل يوما لماذا لا تكتب مقالات سياسية مثلما يفعل يوسف إدريس، فكان رده الواضح الحاسم أنه يقول رأيه السياسي في رواياته وعلى لسان أبطاله. وظَّف التاريخ وكتب كتابة ثورية تحريضية. كما كان لديه طموح كبير في التجريب في السرد، فقد كتب الرواية الكلاسيكية ذات الحبكة والخطوط الدرامية المتقاطعة، حتى أن هذا النوع من الكتابة السردية سُمي باسمه، فيقال رواية محفوظية، كما كتب رواية الأجيال، كذلك جرّب في السرد في روايات مثل حديث الصباح والمساء وأصداء السيرة، وكانت لديه رؤية شعرية ولغة شعرية أيضا. كتب المجتمع المصري بكل تناقضاته وتقاطعاته، كتب الصراع والحياة والأمل والعشق والهوى. مثقف نجيب محفوظ كان مهموما بالوطن منشغلا به مثل كمال عبد الجواد في الثلاثية، كما كان فوضويا ساخرا كما في ثرثرة فوق النيل. وواصلت صالح: "لا شك أن نجيب محفوظ يفوق في عمقه وأصالته وجدته كتابا كثيرين فازوا بنوبل، وأنا ككاتبة لا أنكر، بل اعترف بفضله على تشكيل وعيي الجمالي والفني في كتابة السرد الروائي.. لا شك أنني وأجيال كثيرة من الكتاب المصريين والعرب ندين بالفضل لهذا الرجل العظيم، ونفخر أنه كاتب وجدنا في عصره".