أعلن الرئيس السوري بشار الأسد بعد لقائه موفدا روسيا الأربعاء، أن دمشق تتعاطى بإيجابية مع مساعي موسكو لإيجاد حل للأزمة المتواصلة في بلاده منذ نحو أربع سنوات، والتي تهدف إلى إقامة حوار بين الحكومة والمعارضة. وكشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف من جهته أن بلاده على اتصال مع الولاياتالمتحدة حول المسألة السورية. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن الأسد قوله خلال استقباله بوغدانوف، إن "روسيا وقفت دائما إلى جانب الشعب السوري، وبرهنت على أنها تؤيد حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحترم سيادة الدول والقوانين الدولية". وأضاف أن "سوريا على ثقة بأن أي تحرك دبلوماسي روسي سيكون مبنيا على هذه المبادىء، ومن هنا، فإنها تتعاطى بإيجابية مع الجهود التي تبذلها روسيا بهدف إيجاد حل للأزمة". وأعلنت موسكو أخيرا أنها تعمل على جمع ممثلين عن المعارضة والحكومة السوريتين على أرضها لإجراء مفاوضات حول سبل حل النزاع الدامي الذي حصد أكثر من مئتي ألف قتيل. وزار وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو في 26 نوفمبر، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين. كما زار موسكو عضو الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب. وأجرى بوغدانوف محادثات في تركيا وباريس مع شخصيات من المعارضة السورية، والفصائل المسلحة المعارضة للنظام. وأوردت "سانا" أن بوغدانوف "أطلع الرئيس الاسد على مجمل اللقاءات التي أجراها مؤخرا في إطار الجهود التي تبذلها روسيا بهدف تهيئة الظروف الملائمة لوقف الإرهاب في سوريا وإجراء حوار سوري سوري شامل بعيدا عن أي تدخلات خارجية". كما نقل المبعوث الروسي إلى الاسد "رسالة شفوية" من الرئيس الروسي "حول العلاقات الثنائية والتعاون القائم بين البلدين الصديقين واستمرار روسيا في دعمها ووقوفها إلى جانب الشعب السوري في مواجهة الهجمة الإرهابية الشرسة التي يتعرض لها"، بحسب سانا. وتحدثت الوكالة عن "اتفاق في وجهات النظر بأن نجاح أي جهود لحل الأزمة السورية يتطلب عملا جديا في مكافحة الإرهاب والتطرف عبر قيام المجتمع الدولي بممارسة ضغوط حقيقية واتخاذ إجراءات رادعة بحق الدول الداعمة للإرهاب". ونقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية عن بوغدانوف قوله بعد لقائه الاسد، "اننا على اتصال مع شركائنا الاميركيين". وجدد القول أن بلاده "اقترحت على السوريين المجيء إلى موسكو ومناقشة الاحتمالات السياسية لحل الأزمة السورية". وكان بوغدانوف صرح للصحافيين بعد وصوله صباح الأربعاء إلى دمشق "نسعى إلى الاتفاق على أمور كثيرة مع القيادة الشرعية في دمشق". وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي كان في استقباله من جهته "أثق أن الاصدقاء الروس يحملون أفكارا سنتناقش معهم حولها، لكي تكون العملية مضمونة النجاح، وبما يؤدي إلى حل سياسي يقوم على المبادىء (التالية): وحدة الأراضي السورية وعدم التدخل الخارجي في شئون سوريا... وقضايا أخرى من أجل إنهاء التدخل الخارجي في الشان السوري". واجرى وفدان من النظام والمعارضة مفاوضات مباشرة برعاية الأممالمتحدة في جنيف في يناير، وفبراير الماضيين، من دون تحقيق أي تقدم على صعيد إيجاد حل للنزاع الدامي والمتشعب. وتمسك الوفد الحكومي في حينه بوجوب القضاء على الإرهاب أولا في سوريا، رافضا البحث في مصير الأسد، بينما أصرت المعارضة على تشكيل حكومة انتقالية من دون الاسد واركان نظامه. في موسكو، أصدرت وزارة الخارجية مساء الثلاثاء بيانا حول محادثات بوغدانوف أعلنت فيه أن الجانب الروسي "تقدم بايضاحات مفصلة تتعلق بالتحضير لاتصالات سورية سورية في موسكو تصب في مصلحة العملية السياسية المستندة إلى بيان جنيف في 30 يونيو 2012". ويشير البيان إلى بيان جنيف 1 الذي صدر في حزيران 2012 بعد اجتماع ضم ممثلين عن الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والمانيا وجامعة الدول العربية، ونص على تشكيل حكومة في سوريا من ممثلين عن المعارضة والحكومة تتولى "صلاحيات كاملة" وتعمل على إقامة فترة انتقالية في سوريا.