وقف الشيخ ذو الوجه الصبوح واللحية التي وصلت إلى حجابه الحاجز، متلحفًا بعباءته الخليجية قائلاً على منبر المسجد: “,”رئيسكم بلحية ألا تكبرون.. رئيسكم يصلي ألا تكبرون..“,”، فخرجت التكبيرات من الحناجر لعنان السماء، فقد صدق وعد الحق برئيسنا المتدين الذي سيعلي كلمة الدين ويرفع رايات الإسلام، وها قد بدأت صحوتنا الإسلامية. وبعد مرور أكثر من ستة أشهر قام فيها رئيسنا الملتحي بقرارات متخبطة، لم تسلم من إمضاء مكتب الإرشاد الأعظم، الذي يسعى من خلال دميته على كرسي الرئاسة لتصحيح مسار حسن البنا وهو الإمارة الإسلامية في مصر.. لكن هيهات، فقد رفض المصريون في الميادين والمحافظات قرارت المرسي جميعًا، والتي لا ترسخ إلا لإفقار الشعب وأخونة أجهزة الدولة المصرية وتحويل المجتمع إلى أعضاء في الجماعة بتعاونه مع قتلة شهداء الثورة الأولى والثانية.. ومع تطور الأحداث التي سقط فيها شهداء في القاهرة والإسكندرية والسويس، وأخيرًا بورسعيد، تحدث الجميع وتعالت الصيحات من هنا وهناك: “,”أين الرئيس.. أين الرئيس؟!“,”.. حتى ازداد الوضع سوءًا وأخذ الجميع يستشيط من الغضب لتجاهل رئيس الدولة المنتخب لما يحدث وللدماء التي أريقت وكأنه في كوكب آخر، وخرج أعضاء الجماعة لتبرير ما يحدث وإلصاقها للشباب الثائر تحت اسم البلطجة والخونة وغيرهما من التعبيرات التي اعتدنا عليها، ويبدو من هذه التصريحات أن الجماعة باتت تهوى لعب دور النعامة الهاربة من الواقع في الرمال، وتناسوا أن المصريين يعيشون على أراضٍ طينية لن يستطيعوا إخفاء الرءوس فيها من عيان المصريين، فهم يعلمون تمام العلم أن المتظاهرين في الشوارع الآن لا تمثلهم جبهة إنقاذ أو شخص أو أي جهة ، فهم لا يدفعهم إلى هذا الفعل الذي يؤيده البعض ويستنكره البعض الآخر إلا الظلم والقهر وبطء العدالة التي غابت عن صروح القضاء منذ زمن، وعكوف مرسي وجماعته على السيطرة على مقاليد الحكم والسلطة في العلن والخفاء.. هذا الشباب الطاهر الذي لم تمنعه الأحاديث من القاعات الرسمية المذهبة، وبيانات التويتر، وحسبنة المواطن المقهور هو الآخر عليهم، والأكاذيب الزائفة حول مشاركتهم في إسقاط الدولة والنظام.. أين هي هذه الدولة وأين هو هذا النظام؟!. ويذكرني موقف وتصريحات الإخوان حول هذه الأحداث وشجبهم لها بمقولة الفنانة نجمة إبراهيم في فيلم “,”ريا وسكينة“,”: بنت الحرام عضتني في إيدي وأنا بخنقها.. تقوليش عدوتي!“,”. ها قد قاطعنا الرئيس الملتحي من مهاترات الحديث البيزنطي في ساعات الصباح الأولى، ليس على التليفزيون أو أمام قصر الاتحادية كما فعل من قبل، بل بتغريدة على التويتر! .. الآن سكت الجميع وتكلم المرسي ثم قال: “,”أهلي وعشيرتي“,”، فلم يفهمه الرابضون في الشوارع لأن لغة الدم هي السائدة؛ لأن رئيسنا المغرد أعلن للشعب المصري صراحة أنه لا يملك آليات لحل الأزمة التي أوقع فيها البلاد، وأنه تخلى عن الصدر المفتوح في الميدان، وقرر أن يحتل موقعًا آمنًا خلف شاشات الكمبيوتر ليحدث الثائرين في الشوارع وعلى المقاهي.. والآن يتساءل الجميع: لماذا لا يهدأ الوضع حتى الآن؟!.. وأجيب: “,”اسألوا رئيسكم على هاش تاج #الرئيس!“,” ..