ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن أوروبا صعدت حربها ضد الشركات الأمريكية الكبيرة العاملة في مجال التكنولوجيا، حيث دعم أكبر اقتصادين في أوروبا، وهما فرنسا وألمانيا، إلى جانب البرلمان الأوروبي أمس الخميس، جهودا جديدة من شأنها كبح جماح النفوذ المتزايد لشركات أمريكية مثل "آبل" و"فيسبوك" و"جوجل". وأوضحت الصحيفة – في سياق تقرير أوردته اليوم الجمعة، على موقعها الإلكتروني - أن فرنسا وألمانيا طالبتا الاتحاد الأوروبي بالنظر بشأن وضع قواعد منافسة جديدة وأنظمة أخرى تهدف إلى تحسين الممارسات التجارية للشركات الكبيرة المتخصصة في مجال التكنولوجيا. في الوقت نفسه، وافق البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة على قرار يطالب بتقسيم محتمل لشركة جوجل. وأشارت إلى أن هذه الخطوات تأتي عقب يوم واحد من مطالبة منظمي الخصوصية في أوروبا لشركة جوجل، وشركات أخرى بتوسيع تطبيق القانون الجديد "حق النسيان" الممنوح للاتحاد الأوروبي، ليشمل المواقع الإلكترونية لهذه الشركات خارج أوروبا، كما تلي تلك الخطوات، مساعي مشرعين بريطانيين لجعل شركات وسائل التواصل الاجتماعي، تقوم بعمل المزيد من أجل تمشيط خدماتها للبحث عن أي محتوى متطرف. ورفضت شركات آبل وفيس بوك وجوجل التعليق حول هذا الشأن. ويقول منتقدون لهذه الدعاوى، إن موجة اللوائح الجديدة يمكن أن تثبط الاستثمار في أوروبا وتترك القارة متخلفة في سباق الهيمنة التكنولوجية. كما شجب البعض في الولاياتالمتحدة، ما وصفه بأنه عهد جديد من عمليات "الحماية الإلكترونية". وفي حين أصر المسئولون الأوروبيون على أن مقترحاتهم ليست حمائية وسوف تشجع الشركات الأوروبية على أن تصبح أكثر قدرة على المنافسة، ترى الولاياتالمتحدة أن الدوافع من وراء الاتهامات لجوجل والشركات الأمريكية بالاحتكار، هي دوافع سياسية، وأن حل مثل هذه القضايا يجب أن يتم بعيدا عن السياسة. يذكر أن المفوضية الأوروبية تحقق منذ سنوات في ما تعتبره سيطرة جوجل على سوق محركات البحث، مما أدى إلى احتكارها لهذا السوق وهو ما يتسبب في الإضرار بأرباح الشركات المنافسة عبر عدم منحها مراكز متقدمة في نتائج البحث.