أعادت مكتبة الإسكندرية إصدار طبعة جديدة من العدد الأول لمجلة "ذاكرة مصر"، ليتم طرحها للجمهور بدايةً من الأسبوع الجاري، وذلك بعد الطلب المتزايد عليها. يشار إلى أن مشروع "ذاكرة مصر المعاصرة" هو مشروع تنفذه مكتبة الإسكندرية لإنشاء أكبر مكتبة رقمية للمواد ذات القيمة الثقافية والتاريخية المتعلقة بتاريخ مصر المعاصر، بدايةً من عهد محمد على 1805، نهايةً بعهد الرئيس السادات 1981. حيث يتم جمع المواد من المكتبات الخاصة بكبار السياسيين، والكتاب المصريين، وعدد من المؤسسات والمجموعات التاريخية المتعلقة بتاريخ مصر المعاصر خلال المائتي عام الماضية، إضافة إلى الأرشيف التاريخي لمكتبة الإسكندرية. ويهدف المشروع في أن تكون هذه المكتبة الرقمية المصدر الرئيسي للمواد التاريخية المتعلقة بتاريخ مصر. وتتيح المكتبة هذه المواد من خلال الموقع الإلكتروني للمشروع، ومجلة "ذاكرة مصر" التي تصدر بشكل ربع سنوي. صدر العدد الأول من المجلة في أكتوبر 2009، وتناول عددًا من الموضوعات والوثائق والنوادر التاريخية في عصور مختلفة من تاريخ مصر. يُفتتح العدد بتقديم موجز من الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية أوضح فيه أن الهدف من المجلة هو إعادة كتابة تاريخ مصر بصورة بسيطة تتيح للجمهور معرفة التاريخ الوطني المصري، حيث أنها من المجلات التي تجمع بين الطابع العلمي والأسلوب الذي يجعلها متاحة للقراءة للجميع. ثم يفرد أكثر من عشر صفحات للحديث عن تاريخ أول مجلس نيابي في مصر "مجلس شورى النواب" الذي تأسس في عهد الخديوي إسماعيل عام 1866م، ناشرًا عدد من الوثائق النادرة مثل مضبطة الجلسة الافتتاحية للمجلس، التي تُعد أقدم مضبطة في تاريخ الحياة البرلمانية المصرية. كما تطرق العدد للزيارة التي قام بها السلطان عبد العزيز – سلطان الدولة العثمانية - إلى مصر تلبية لدعوة الخديوي إسماعيل عام 1863م. احتفل العدد أيضًا بمرور 90 عامًا على ميلاد الرئيس جمال عبد الناصر ونشر عدد من الصور النادرة للزعيم الراحل. ومن أهم ما يحتويه العدد مقال للمستر هوارد كارتر – مكتشف مقبرة توت عنخ امون - نُشر في صحيفة السياسة عام 1923، في إطار تقرير شامل عن تاريخ الملك الفرعوني الأشهر في العالم. كما يضم مقالًا عن "الجمعية الجغرافية" بقلم الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية.