وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي التحية والتقدير للشعب الايطالي وللمصريين الذي وقفوا 3 ساعات لتحيته. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك للرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو أيرينزي عقب مباحثاتهما مساء اليوم في روما. وأضاف السيسى ان حجم الزيارة المتبادلة يعكس قوة العلاقات، فضلا عن التفاهم من المسئولين الإيطاليين والفاتيكان تعكس العلاقات القوية المرشحة لمزيد من التدعيم. وأوضح أنه تم الحديث عن مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية واتفقنا على التحرك بجدية للتعامل مع هذه القضايا، ولفت إلى أن خريطة الإرهاب في المنطقة تتزايد ما يتطلب مزيدا من التعاون مع إيطاليا والأوروبيين. وأشار السيسي إلى أن التفاهم مع إيطاليا كان الجسر الحقيقي للعب دور هام في تعزيز العلاقات المصرية الأوروبية وتوضيح وجهة النظر المصرية ونتوقع رد فعل إيجابيا حقيقيا ودعما أوروبيا لمصر خلال المرحلة المقبلة. وبالنسبة لليبيا، قال السيسي ان الناتو قام بعمل في ليبيا لم يكتمل ومصر لا تتدخل في الشأن الليبي الا لمصلحة ليبيا وطبقا للحفاظ على وحدة ليبيا ومنع انقسامها والا تكون قاعدة للارهاب ، وايضا انطلاقا من احترام ارادة الشعب الليبي ودعم الشرعية الليبية وخيار الشعب والجيش الوطني، مؤكدا ان مصر لا تتدخل لحماية حدودها الا. من داخل حدود مصر. وقال السيسي ان الوضع بالنسبة لعملية السلام اصبح اصعب من الاول ولكن علينا ان نعطي امل للفلسطينيين من خلال حل اقامة دولتين، وسبق ان وجهت نداء للاسرائيليين باهمية بناء السلام من خلال جهود الجميع لحل القضية الفلسطينية وبالتالي خلق واقع جديد وحل ازمة كبيرة في المنطقة ولم يكن احد يتصور ان يكون هناك سلام بين مصر واسرائيل وكان الوضع اكثر تعقيدا وهي تجربة يمكن ان نستلهم منها . وذكر ان الارهاب بدأ نتيجة عدم وجود امل واحباط الشعب الفلسطيني. وبالنسبة لمبادرة ملك السعودية بشأن وحدة الصف العربي، قال السيسي إن مصر كان لها رد فعل سريع في التلبية تقديرا للملك ومبادرته والكرة ليست في ملعب مصر ومصر كانت منضبطة جدا فى مواقفها إزاء كل الدول وستستمر ولكن الكرة في ملعب الآخرين. وقال السيسي إن الدولة المصرية ملتزمة إزاء الاتفاقات الذي تم توقيعها مع كل الشركات وأيضا التزاماتها المالية إزاء الشركات العاملة في مصر ودفع مستحقاتها، لافتا إلى الجهود المبذولة لتوفير مناخ جاذب للاستثمارات في مصر وقانون الاستثمار الموحد وتبسيط الإجراءات وإنهاء البيروقراطية وخلال المؤتمر الاقتصادي المقبل وعد رئيس الوزراء الإيطالي بالمشاركة فيه. ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو إيرينزي امتنانه للرئيس السيسى على هذه الزيارة بالغة الاهمية التى تمثل مرحلة انتقالية هامة فى العلاقات بين مصر وايطاليا . واشار الي ان اللقاء مع الرئيس السيسى تناول المسائل السياسية والدولية واستقرار منطقة شمال المتوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، وأعرب عن تضامنه مع مصر إزاء الهجمات الإرهابية الأخيرة، مضيفا أن إيطاليا تعمل مع مصر لصالح استقرار المنطقة ومحاربة الإرهاب دون تقديم أي تنازلات، وشدد على أن الحل الوحيد هو محاربة الارهاب ، مشيدا بالاصلاحات التي يجريها السيسي بحزم واعادة اطلاق مشروعات تنمية بالغة الأهمية في مصر. وأعرب ماتيو أيرينزي عن قلقه إزاء الوضع في ليبيا وما يجري من إرهاب وتهديده لأسس التعايش الحضاري، واتفقنا على مراقبة الحدود وتبادل المعلومات على كافة الأصعدة لإدارة ما يجري في ليبيا والأمن فى المنطقة. وأضاف ارينزي أنه تم اتخاذ قرارين حيث سيتوجه الوزير كاليندا بزيارة القاهرة على رأس وفد من كبار رجال الأعمال، وأيضا عقد قمة بين البلدين لاستعادة العمل المشتر . ولفت الى ان ايطاليا ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي ومقتنعة بأنه إذا كان صحيحا أن المتوسط ليس حدود أوروبا، وإنما قلب أوروبا، وبالتالي نرى في مصر شريكا استراتيجيا لمواجهة المشكلات في المنطقة. وقال إن هناك علاقات مركزية بين مصر والاتحاد الأوروبي، وعلينا الشراكة والتعاون المثمر مع القاهرة لمواجهة تصعيد الإرهاب وعلينا العمل معا. واضاف ايرينزي ان ليبيا تمثل مشكلة كبيرة لمصر وايطاليا واوروبا ولليبيين انفسهم وللاسف في الماضي لم تكن هناك نظرة استراتيجية لمستقبل ليبيا وتدخل على المدي القريب دون النظر للمستقبل، ونتفق ان علينا وضع حد لخطر الارهاب الذي يمكن ان ينتشر عبر ليبيا . كما ان هناك ضرورة لضمان وحدة ليبيا والا تشكل خطر ولا تهديدا ، وعلينا بذل جهود كايطاليا للحفاظ على حضورنا من خلال السفارة ومن خلال تدخل موحد واهتمام بليبيا من المجتمع الدولي. واعرب عن امله في تحسن الاوضاع في ليبيا، من خلال الحفاظ على التواصل والعمل على مواجهة الوضع في المنطقة بشكل موحد. واشار الي ان ايطاليا تثق انه خلال الشهور المقبلة سيعطي التعاون المشترك ثماره. واضاف رئيس الوزراء الايطالي ان احلال السلام في المنطقة سيسهل في حل قضية الهجرة غير الشرعية ، من خلال تسوية الازمات وحل مشكلة اللاجئين وطالبي اللجوء، لافتا الي ان 150 ألف مهاجر جاءوا إلى إيطاليا ومصر تهتم حاليا بنحو 5 ملايين وتبذل جهودا لحماية حقوقهم، داعيا إيطاليا واوروبا والمتظمات الدولية الاسهام في حل قضية اللاجئين والمهاجرين. وشدد على أن مصر سوق يجذب الشركات الإيطالية، والإصلاحات المصرية بدأت تؤتي ثمارها فمصر بلد مهم وسوق فيه 90 مليون نسمة ونسبة كبيرة منهم من الشباب، ولكن نحتاج إلى مناخ ملائم وتسهيلات للشركات وهو ما التزم به الرئيس السيسي، كما أن السائحين الإيطاليين يجب أن يعودوا إلى مصر من جديد.. مشيرا إلى أنه ستتم مناقشة القضايا الاقتصادية مساء اليوم وغدا بين الجانبين.