تحتل مصر دائمًا المراكز الأولى في معدلات حوادث الطرق، حيث تفقد نحو 13 ألف قتيل سنويا إلى جانب آلاف المصابين، وأصبح تكرار حوادث الطرق في المحروسة بمثابة جرس الإنذار الذي استدعى ضرورة الصيانة المستمرة للطرق الخرسانية التي أصابتها الشيخوخة وأصبحت تهدد حياة ملايين المواطنين في مختلف محافظات مصر. ويعد طريق كوبري نجع أبو حميد بمركز إسنا جنوبالأقصر إحدى تلك الطرق التي تمثل خطرًا داهمًا على سلامة الأرواح حيث يشهد حادثة مميتة كل أسبوع على الأقل، وهو من أكثر الطرق خطورة بمحافظة الأقصر خاصة مع عدم وجود لوحات إرشادية أو إشارة مرور على الطريق توجه السائقين مما أدى إلى تزايد الحوادث المميتة عليه. ويتكون الطريق من 4 مفارق منها ناحية تؤدي إلى الطريق الصحراوي " إسنا - أسوان " وناحية تؤدي إلى مساكن نجع أبو حميد والناحية البحرية تؤدي إلى قريتي طفنيس وأصفون المطاعنة والناحية القبلية تؤدي إلى هويس إسنا الجديد. وتمر على الطريق سيارات الأفراح إلى داخل بندر إسنا بالتزامن مع اختفاء العلامات الإرشادية وعدم وجود إضاءة في ساعات الليل، ولا يكاد يمر يوما إلا ويقع حادث على الطريق بالرغم من تفاوت خطورة هذا الحادث إلا أن حادث أتوبيس طالبات التعليم الفني هو أكثرها ألما والذي لقي فيه أكثر من 40 طالبة مصرعهم كانوا يستقلون أتوبيسا يقلهم إلى مدرسة التعليم الفني داخل إسنا. وربما تكمن المعاناة الحقيقية في عدم وجود مستشفيات أو وحدات صحية على هذا الطريق وتضطر الإسعاف لنقل الجرحى والمصابين في الحوادث إلى مستشفى إسنا أو الأقصر الدولي والذين يبعدون مسافات بعيدة عن الطريق وهو الأمر الذي يتسبب في نهاية حياة المصابين في تلك الحوادث قبل وصولهم إليها لتلقي العلاج. وطالب أهالي قرية نجع أبو حميد المسئولين بإدارة الطرق أو إدارة مرور المنطقة بإيجاد حل جذري يحد من خطورة الوضع وتركيب إشارة مرور ضوئية محملين إياهم المسئولية عن كل قطرة دم تراق أو نفس تزهق كونهم المسئولين عن سلامة الطريق وسلامة مرتاديه، على الرغم من مطالبتهم المتكررة إلا أنهن لم يجدوا تجاوبا يذكر إلى الآن. وأوضح إبراهيم خليل، سائق، أن إدارة الطرق والنقل قامت بعمل مطبين صناعيين لإجبار السائقين على تهدئة السرعة عند هذا المفترق ولكننا نعانى بصفة يومية من هذا الطريق خاصة في أوقات الليل بسبب عدم وجود لوحات إرشادية أو مصابيح إضاءة لأن الطريق مفتوح من 4 جهات ونشعر في الكثير من الأحيان بأننا في مدينة ملاهي لأن السيارات تأتي من كل ناحية ومن لا ينتبه لنفسه أو يفقد السيطرة على السيارة تكون النتيجة حدوث انقلاب أو ارتطام للسيارة وسقوط عشرات الضحايا ما بين قتلى ومصابين. فيما أكد الرائد هشام الديب، وكيل مباحث مرور الأقصر، أن الإدارة العامة للمرور بالمحافظة تستخدم أحدث ألأساليب التكنولوجية لتحقيق الانضباط المروري من خلال مراقبة الميادين والشوارع عن طريق غرفة المراقبة المرورية إضافة إلى زيادة أجهزة الرادار على الطرق السريعة للحد من السرعة الزائدة كما تم التنسيق مع مديرية الصحة والاستعانة بأطباء تحاليل وعمل كمائن واخذ عينات من السائقين للكشف عن تعاطيهم للكحوليات والمواد المخدرة من عدمه وأن من يثبت إيجابية عينتهم يتم التعامل معهم من خلال سحب رخص قيادة السائقين المدمنين وإحالتهم إلى النيابة. وأفاد أحد المسئولين بمرفق إسعاف الأقصر إن دفتر الأحوال لا يخلو يوميا من حوادث طرق وغالبيتها ذات أرقام كبيرة في الضحايا بسبب رعونة السائقين وضيق الطرق. وكان محافظ الأقصر، اللواء طارق سعد الدين أعلن في تصريحات سابقة عن اعتماد الخطة الاستثمارية الجديدة لعامي 2014 – 2015 لمحافظة الأقصر والتي بلغت نحو 88 مليون و189 ألف جنيه موضحًا أن محافظة الأقصر سيكون مستهدفها في تنفيذ مشروعات الطرق خلال عامي " 2014 – 2015 " يصل إلى 23 مليونا و972 ألفا لرصف الطرق.