طالب متخصصون في شئون الترجمة باستراتيجية موحدة لترجمة جميع العلوم والمعارف الممكنة لفائدة العالم العربي، وبشكل يتيح له أن يبدأ نحو عصر جديد من التقدم والتطور والتنوير، وذلك انطلاقًا من الشارقة التي تمتلك اليوم أفضل بنية تحتية ثقافية، وتشكل منصة عالمية سنوية للثقافات المختلفة، ومركزًا حيويًا مهمًا باعتبارها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014. جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان "الترجمة العلمية وأزمة المفاهيم" التي القتها الأديبة والشاعرة والمترجمة سمر الشيشكلي بالمقهى الثقافي ضمن فعاليات الدورة 33 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وسط مشاركة دولية كبيرة، وأدارت الندوة فاطمة عبد الله بحضور العديد من المتخصصين في شئون الأدب والثقافة والفنون والترجمة والإعلام، وأثيرت خلالها العديد من النقاط حول الترجمة بين الواقع والطموح. وبينت الشيشكلي وفق بيان معرض الشارقة، أن الترجمة الأدبية تتكون من مرحلتين: الأولى، تتضمن التفسير الخاص الذي يخرج به المترجم من النص الذي يتصدى له، وهو يقوم بهذا في إطار لغته الأم، ونشأ على التفكير والإحساس بها، وهي لاتنفصل عن الأدب الذي قرأه، والثقافة هي أرث وتأريخ، وهي أسلوب حياة، ولذلك فإن عملية التفسير في حقيقتها هي أدب مقارن، لأنها تتضمن معاناة لا شعورية بين مايقرؤه المترجم، وماتراكم في وجدانه وعقله من تراث أدبي وثقافي، فهو -أي المترجم- ليس صفحة بيضاء ليتلقى العمل المترجم، وإنما لابد أن يضع فيه بصمته الخاصة. وذكرت الشيشكلي أن النص الأدبي لا ينحسر في نقل دلالة الألفاظ أو ما يعرف بالإحالة التي تنقل السامع والقارئ إلى ذات المعنى الذي يقصده المؤلف صاحب النص الأصلي، لذلك، فإن ترجمة الأدب تتجاوز ذلك إلى التأثير الذي ينبغي على المترجم إيقاعه في نفس القارئ، فهو يستلح إضافة إلى المعرفة اللغوية باللغة المنقول منها واليها، والمعرفة بالثقافة والفكر للغتين لكي يتمكن من الإيقاع المذكور. وأشارت المترجمة والأديبة والشاعرة السورية سمر الشيشكلي في حديثها إلى أن الترجمة الناجحة تعتمد على التنسيق بين اللغوي والمترجم، وأن مجامع اللغة العربية تستقبل الكلمات التي تحتاج إلى وضع مصطلح معين لها من المترجمين ولا تقوم هي بالبحث عنها لأنه ليس من اختصاصها، كما أكدت أن المترجم يضع احيانًا تفسيره الخاص للمفردة غير المعهودة خلال النقل، وأعربت عن أهمية أن يتم وضع قاموس مصطلحات لغوية موحد للمفردات الجديدة بين الأقطار العربية، والإلتزام بمنهجية موحدة أيضًا لصياغة المصطلحات الجديدة حرصًا على تقديم إنتاج مترجم وابداعي وإضافي للثقافة والقارئ العربي.