انطلقت مساء أمس الأحد، فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال36، التي تستمر حتى 18 نوفمبر الجاري، بحفل ساحر على مسرح محكى قلعة صلاح الدين، بحضور وزير الثقافة جابر عصفور وحشد من الفنانين المصريين والعرب منهم هاني رمزي ويسرا وإلهام شاهين والفنانة الاستعراضية دينا ومحمد رمضان وفاروق الفيشاوي وخالد أبو النجا وخالد النبوي والمخرج خالد يوسف وسوزان نجم الدين والتونسية سناء يوسف وليلى علوي والمخرج عادل أديب. وشهد حفل الافتتاح، الذي قدم فقراته الفنان الشاب آسر ياسين، توزيع جوائز نجيب محفوظ "الهرم الذهبي الشرفي" لثلاثة فنانين عن مجمل أعمالهم، وهم المخرج الألماني العالمي فولكر شوليندورف وسلمته الجائزة الفنانة ليلى علوي، والسينمائي المغربي نور الدين صايل، والفنانة نادية لطفي، التي اعتذرت عن الحضور، وقامت بعمل كلمة مسجلة وجهت فيها الشكر للجميع على هذا التكريم. وأخرج الحفل، الذي أقامته وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، محمد أبو الخير تحت إشراف محمد سمير، المدير الفني للمهرجان، حيث بدأ في الساعة الثامنة والنصف مساء، واستمر لمدة 90 دقيقة، وتضمن عرض أفلام قصيرة عن تاريخ المهرجان، أما فيلم الافتتاح "القطع" من إخراج فاتح آكين، سيتم عرضه في الساعة الثامنة من مساء الغد في المسرح الكبير بدار أوبرا القاهرة، حيث تقام كل فعاليات المهرجان. بدأ الحفل، الذي قدمه الفنان آسر ياسين، بكلمة للناقد سمير فريد رئيس المهرجان، عبر خلالها عن شكره لوزارة الثقافة والدعم الذي قدمته لخروج المهرجان إلى النور. وعقب الكلمة عزفت الأوركسترا مقطوعة موسيقية تم تأليفها خصيصًا لعزفها خلال الحفل، قبل أن يعرض فيلم تسجيلي قصير عن المخرج الراحل هنري بركات بمناسبة مئوية مولده. واستعرض الفنان آسر ياسين مقدم الحفل أقسام المهرجان، منوهًا إلى المسابقة الجديدة "آفاق السينما العربية"، التي ترأس لجنة تحكيمها الفنانة ليلى علوي. وقالت ليلى علوي، في كلمتها خلال حفل الافتتاح، إنها تشعر بسعادة بالغة لإقامة الدورة الحالية من المهرجان، بعد أن غاب هذا الحدث السينمائي الكبير العام الماضي، معربة عن شعورها بالفخر لتوليها مسئولية لجنة تحكيم تلك المسابقة. وأشارت إلى أن المسابقة تضم أفلامًا من أغلب الدول العربية واعتبرتها بمثابة وسيلة للتقريب بين الشعوب العربية، ورسالة تجمعنا جميعًا ضد الإرهاب. وبعدها صعدت على خشبة المسرح الفنانة يسرا رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام، لتخطف الأنظار بعد أن سقطت الأوراق التي تحملها بيديها على الأرض نتيجة سرعة الرياح . وبعد ابتسامة رقيقة واستعادة الأوراق ، قالت يسرا إنها تشكر وزارتي الثقافة والسياحة على ما قدماه من دعم للمهرجان، معربة عن ثقتها في نجاح تلك الدورة نتيجة تضافر كل تلك الجهود. وقدمت يسرا التحية للفنانة الكبيرة نادية لطفي، التي يكرمها المهرجان، كما وجهت التحية لروح الفنانة الراحلة مريم فخر الدين، وقالت إنها أول مشهد لها في السينما كان أمام الفنانة الراحلة. وشهد حفل الافتتاح توزيع جوائز نجيب محفوظ "الهرم الذهبي الشرفي" لثلاثة فنانين عن مجمل أعمالهم، وهم المخرج الألمانى العالمى فولكر شوليندورف، وسلمته الجائزة الفنانة ليلى علوي، والسينمائى المغربى نور الدين صايل، وسلمه الجائزة الفنانة سميحة أيوب، والفنانة نادية لطفى، التي غابت عن الحفل. وقال نور الدين صايل، في كلمته بالحفل، إن تكريمه شهادة لصالح السينما المغربية، التي أخذت من السينما المصرية أفضل ما فيها رغم أن السينما المغربية انطلقت من أرضية مغربية خالصة. وأضاف أن بلاده تنتج حاليا 25 فيلما في العام، مشيرا إلى أن السينمائيين المغاربة يخاطبون إخوانهم في مصر من أجل نهضة السينما المصرية من جديد وتقديم أفضل أعمال في العالم. ودعا صايل دور العرض المصرية إلى فتح قاعاتها أمام السينما المغربية، قائلا: " افتحوا أبوابكم ..فالسينما المغربية على الأبواب". فيما قال المخرج الألماني فولكر شيلندروف " إنها ليست المرة الأولى التي يزور فيها مصر، حيث سبق أن زارها واكتشف معالم ساحرة تصلح أن تكون أماكن لتصوير آلاف بل ملايين المشاهد واللقطات السينمائية " . وأضاف شيلندروف قائلا " إن العالم في حاجة إلى أن يسمع صوت مصر وصوت العرب أيضا في المستقبل القريب " . وبعثت الفنانة نادية لطفي برسالة مصورة لجمهور المهرجان عرضت في حفل الافتتاح ، وقالت خلالها إن التكريم أثر فيها للغاية لأنها ترى أن الجمهور هو كل شئ ، فالجمهور بالنسبة لها هو الذي وجهها لأعمالها الفنية. وأضافت أنها فضلت اعتزال العمل احتراما للجمهور حيث اختلفت الساحة السينمائية عما اعتادت ان تقدمه، ومن هنا وجدت نفسها تخرج من الساحة. وأهدت الجائزة لشهداء الوطن، وقالت إنها تعيش حاليا أسعد لحظات حياتها، لأن المهرجان بالنسبة لها حدث هام للغاية، فهي شهدت أول دورة للمهرجان قبل أكثر من 36 عاما ومن هنا المهرجان بالنسبة لها حدث هام ، وكأنها تصنع فيلما لنفسها وتتمنى له النجاح. ووصفت لطفي المهرجان بأنها الواجهة المضيئة لمصر والعالم العربي، موجهة التحية لرئيس المهرجان سمير فريد وكل الفنانين والعاملين معه، والذين يتمتعون برؤية جديدة ومختلفة. وعقب ذلك أعلن وزير الثقافة جابر عصفور انطلاق الدورة ال 36 رسميا، معربا عن تفاؤله بنجاح تلك الدورة. ويتنافس في المسابقة الدولية، التي ترأس لجنة تحكيمها الفنانة يسرا، 16 فيلما طويلا تمثل 14 دولة، ويمثل مصر فيها الفيلم الروائي "باب الوداع" للمخرج كريم حنفي ، والذي ينتمي لنوعية السينما الصامتة، يضاف إليه في فئة الأفلام الروائية من فلسطين "عيون الحرامية" إخراج نجوى نجار، وهو الفيلم الذي يمثل السينما الفلسطينية في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي 2015، ومن استراليا فيلم "بلد شارلي" إخراج رولف دي هير وهو أيضا يمثل بلاده في مسابقة الأوسكار 2015. وتشارك فرنسا بفيلم "الحب من أول صراع" للمخرج توماس كايلي، ومن اليونان فيلم "إلي الأبد" إخراج مرجريتا مانتا، ومن إيطاليا فيلم "كان مساء وكان صباح" إخراج إيمانويليكاروزو، ومن الدومنيكان فيلم "دولارات من رمال" إخراج إسرائيل كارديناسولا وإميليا جوزمان، ومن إيران فيلم "ميلبورن" إخراج نيما جافيدي، وتنافس أمريكا بفيلم "خمس نجوم" إخراج كيث ميللر، ومن إسبانيا "السيدة براكيتسو جليسة الأطفال والحفيد الضال وإيماسوراس" إخراج سيرجيو كاندل، ومن الصين فيلم "ضوء الشمس المظلم" إخراج ليو يو. ومن الأفلام التسجيلية في المسابقة الفيلم الأمريكي "عبر عدسات سوداء .. الفوتوغرافيون السود ونشأة شعب" إخراج توماس آلان هاريس ، وفيلم "أحمر أزرق أصفر" إخراج نجوم الغانم من الإمارات العربية المتحدة، وفيلم "لقد جئنا كأصدقاء" إخراج هيوبرتسايوبر من فرنسا. أما الأفلام التي تنتمي إلى السينما التشكيلية في المسابقة فهي "الصبي والعالم" إخراج آلي أبريو من البرازيل، وفيلم "جزيرة جيوفاني" إخراج ميزيوهو نيشاكودو من اليابان. ويضم المهرجان عدة أقسام أخرى إلى جانب المسابقة الرسمية بينها قسم "مهرجان المهرجانات" ، الذي يضم الأفلام التي حصلت علي جوائز في أهم مهرجانات العالم، وفي مقدمتها الفيلم الفرنسي "حياة رايلي" إخراج آلان رينييه، وفاز بجائزة ألفريد باور وجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي) في مهرجان برلين 2014، والفيلم الفرنسي "ديبلوماسية" إخراج فولكر شوليندورف ، الذي يكرمه المهرجان هذا العام ، وفاز بجائزة أحسن سيناريو (فولكر شوليندورف وسيريل جلي) في مهرجان شنغهاي 2014، علاوة على الفيلم البرتغالي "أغنيات من الشمال" إخراج سون-مي يو ، الفائز بجائزة أحسن فيلم طويل في مهرجان لوكارنو 2014. كما يضم المهرجان الفيلم الياباني "الضوء يسطع هناك فقط" إخراج ميبو أو، الفائز بجائزة أحسن مخرج في مهرجان مونتريال 2014، ويمثل السينما اليابانية في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي 2015، والفيلم البرازيلي " أنشودة جان الفقير..البيت الكبير" إخراج فيليبي باربوسا، الفائز بجوائز لجنة التحكيم وأحسن ممثل في دور مساعد، وأحسن ممثلة في دور مساعد، وأحسن سيناريو في مهرجان الأفلام البرازيلية 2014، وبجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي) وجائزة الجمهور في مهرجان تولوز لأفلام أمريكا اللاتينية 2014. كما يضم هذا القسم كذلك الفيلم الكولومبي "لوس هونجوس" إخراج أوسكار رويز نافيا، الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان لوكارنو 2014، والفيلم السلوفيني "الشجرة" إخراج سونيا بروسينك، الفائز بجائزة أحسن ممثل وأحسن تصوير وأحسن موسيقى وجائزة النقاد لأحسن فيلم طويل في مهرجان الأفلام السلوفانية 2014، والفيلم المكسيكي "الحزن الأبدي" إخراج جورجي بيريز سولانو، الفائز بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الأفلام المكسيكية 2014، إلى جانب الفيلم الكوري الجنوبي "يوم صعب" إخراج كيم سيونج-هون، الفائز بجوائز أحسن مخرج جديد وأحسن سيناريو في مهرجان الأفلام الكورية 2014. وعرض كذلك الفيلم المجري "السفر الي برن" إخراج أتيلا ، الفائز بالجائزة البرونزية لأحسن فيلم في مهرجان مونتريال 2014، والفيلم الهندي "محكمة" إخراج شايتانيا تمهاني ، الفائز بجائزة أحسن فيلم في مسابقة "آفاق" وجائزة لويجي دي لورينتس لأحسن مخرج في فيلمه الطويل الأول بمهرجان فينسيا 2014، وجائزة أحسن فيلم وجائزة أحسن مخرج في مهرجان مومباي 2014. والفيلم اللاتفي "صخور في جيوبي" إخراج سيجني باوماني ، الفائز بجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي) في مهرجان كارلو في فاري 2014، ويمثل السينما اللاتفية في مسابقة أوسكار 2015. وهناك أيضا الفيلم الألماني "الخادمة لين" إخراج إنجو هيب، الفائز بجائزة أحسن إسهام فني وجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي) بمهرجان مونتريال 2014، وجائزة المواهب الألمانية الجديدة بمهرجان ميونخ 2014، والفيلم الروسي "الأحمق" إخراج يوري بيكوف، الفائز بجائزة أحسن ممثل بمهرجان لوكارنو 2014 ، إلى جانب الفيلمين الفرنسيين "خرائط إلى النجوم" إخراج دافيد كروننبرج، الفائز بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان كان 2014، و"وداعاً إلى اللغة - 3D" إخراج جان لوك جودار الفائز بجائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان 2014. أما قسم العروض الخاصة ، فاختارت إدارة المهرجان 17 فيلما، بينها فيلم الافتتاح الألماني "القطع" للمخرج فاتح أكين ، أحد ضيوف المهرجان، ومن اليونان فيلم "إنجلترا الصغيرة" والذي يعرض في الحفل الختامي وهو من إخراج بانيتليس فولجاريس، والذي فاز بجوائز أحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن ممثلة في مهرجان شنغهاي 2014، ويمثل السينما اليونانية في مسابقة الأوسكار 2015. كما يضم القسم فيلمين من مصر هما "حائط البطولات" إخراج محمد راضي، و"ديكور" إخراج أحمد عبد الله السيد، والفيلم الإماراتي "من ألف إلى باء" إخراج علي مصطفى، والفيلم الإسباني "رجال أرادوا تسلق جبل ارتفاعه أكثر من 8000 متر" إخراج بيري هيرمس. وضمن قسم "أفلام عن السينما" يعرض المهرجان 8 أفلام تتحدث عن السينما وهي "زي عود الكبريت" إخراج حسين الإمام، من مصر، و"الحب هو كل شيء" إخراج كيم لونجينوتو من بريطانيا، و"سينما السخط" إخراج جامشيد أكرمي من الولاياتالمتحدة الأمريكية، و"ضائع في الظلام" إخراج لورينزوبيزانو من إيطاليا، و"ألتمان" إخراج رون مان من كندا، و"الأيدي الذهبية" إخراج هاردي فولمر و كيور آرما من إستونيا، و"العم توني وثلاث حمقى والخدمات السرية" إخراج مينا ميلفا وفاسيلا كازاكوفا من بلغاريا، و"كارميتا" إخراج إسرائيل كارديناس ولاورا أميليا جوزمان من المكسيك. كما تشارك السينما اليونانية كضيف الشرف في هذه الدورة، ويعرض خلال أيام المهرجان 11 فيلما هي "ستيللا" إخراج ميشيل كاكويانيس إنتاج عام 1955، و"غول أثينا" إخراج نيكوس كوندوروس إنتاج 1956، و"إلا في يوم الأحد" إخراج جول داسان إنتاج 1959، وغيرها من الأفلام المتميزة. وتعد هذه الدورة مهداة لروح الفنانة الراحلة مريم فخر الدين التي توفيت قبل أيام عن عمر يناهز الثمانين عاما .