أراد جحا أن يشتري حمارا فذهب إلى السوق توقف عند حمار اعجبه، وقال لصاحبه بعد جدال على الثمن: هذا كل ما معي الآن فإما أن تبيعني الحمار أو انصرف لحالي !! وأخيرا وافق الرجل.. ومشى جحا يجر الحمار خلفه.. فرآه اثنان من الصوص، فأتفقا على سرقة الحمار. تسلل أحدهما بخفة وفك الحبل من رقبة الحمار دون أن يشعر جحا بشىء. وربط رقبته هو بالحبل. كل ذلك وجحا لا يشعر بما يجري. مشى اللص خلف جحا بينما اللص الاخر بالحمار. وكان المارة من الناس يرون ذلك ويتعجبون لهذا المنظر، ويضحكون.. وجحا يتعجب في نفسه ويقول: لعل تعجبهم وضحكهم يرجع إلى انهم معجبون بحماري !! ولما وصل جحا إلى البيت التفت خلفه إلى الحمار فرأى الرجل، الحبل في رقبته !! فتعجب من أمره وقال له: من انت ؟ فتوقف اللص باكيا وأخد يمسح دموعه قائلا: ياسيدي انا رجل جاهل أغضبت امي.. قال جحا ثم ماذا ؟ قال اللص: فدعت اامي على وطلبت من الله أن يمسخني حمار فأستجااب الله دعاءها ولما رأى اخي الكبير ذلك اراد أن يتخلص مني فعرضني في السوق للبيع وجئت اشتريني وببركتك وبفضولك رجعت إنسانا كما كنت.. !! وأخد اللص يقبل يد جحا داعيا شاكرا فصدقه جحا وأطلقه بعد أن نصحه بأن يطيع امه ويطلب منها الصفح والدعاء..!! وفي اليوم التالي توجه جحا إلى السوق ليشتري حمارا فرأى الحمار نفسه فعرفه !! واقترب جحا من الحمار وهمس في اذنه قائلا: يظهر انك لم تسمع كلامي، واغضبت امك مرة ثانية، والله لن اشتريك ابدا ... !!!